الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:38 AM
الظهر 12:38 PM
العصر 4:15 PM
المغرب 7:17 PM
العشاء 8:37 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

صور: أطلبوا العلم ولو بهذه المدرسة

رام الله- رايــة:

"تقرير فارس كعابنة.. تصوير شادي حاتم"

"اطلبوا العلم ولو بالصين"، أو اطلبوا العلم ولو بهذه المدرسة، ففيها ما يكفي لخوض تحد قد يقف الكثير دون تحقيقه، وفيها من المغامرات ما يكفي ليمثل خوضها والنجاح فيها انجازا يحتذى به، إلا أن من اجتاز هذا التحدي كان ذلك رغما عنه لكنه فضل خوضه وعدم الاستسلام لواقع تعليمي مرير، لعدم توفر الأفضل.

تأخذ مدرسة "الكعابنة" من سفح الجبال المحاذية لطريق المعرجات قرب اريحا مكانا تستقر فيه 6 غرف من الحديد "كرافانات"، لتشكل غرف علم تخرج منها الكثير من الطلبة الذين صاروا فيما بعد بمراتب مرموقة من درجات العلم، لكن كان ذلك مقترنا بويلات يومية يمر بها طلبة ومعلمو هذه المدرسة، وتصبب عرقهم يوميا في غرفها الحديدية في فصول الصيف الحارة.

من ترحال الى ثبات

منذ أن تأسست المدرسة عام 1868 كانت عبارة عن خيام متنقلة تحط اينما استقر أهالي طلبتها شتاءا أو صيفا كونهم مواطنون بدو تحكم عليهم ظروف الحياة بالتنقل مرتين واحدة مع بداية الصيف الى المناطق المرتفعة والاخرى في بداية الشتاء ويعودون فيها الى مكانهم الذي انتقلوا منه، وفي عام 1985 ومع ازدياد عدد الطلبة تقرر تثبيت المدرسة في سفح احد الجبال المحاذية لطريق المعرجات، إلا ان الاحتلال منع أي بناء فيها فكان "كرافانات" الحديد هي السبيل الوحيد لتوفير تعليم للطلبة اللذين لم تتوفر لهم أي مدراس أخرى نظرا لبعدهم عن القرى أو المدن.

وبدأت المدرسة مرحلة الثبات بغرفة واحدة ومن ثم تطورت لتضم 9 غرف حديدية تتوزع على 9 صفوف من الصف الأول الى التاسع.

عذاب الصيف

يقول مدير المدرسة محمود الجرمي عن وضع التدريس في الصيف في ظل ارتفاع درجات الحرارة صيفا: "نعاني تحت درجات حرارة مرتفعة جدا في الغرف الصفية، ويشرب الطلبة مياه حرارتها مرتفعة لعدم توفر ثلاجات وذلك يرجع لعدم توفر كهرباء فيها".

وعندما سألنا الطالب في الصف التاسع ناصر اسماعيل مليحات عما يريده في مدرسته قال لـ"رايــة" باختصار وبكلمات متتابعة: "نريد كهرباء ونريد مراوح وغرف صفية، في الصيف حرارة عالية، وفي الشتاء باردة جدا لذلك نحتاج مدفأة، ونمشي يوميا 2 كلم من الشارع الرئيسي لنصل المدرسة".

عطلة مجانية

وتعطلت المدرسة ليومين في الاسبوع الاول من العام الدراسي الحالي "2014"، لعدم توفر سائق ينقل طلبتها من مناطق سكنهم في الصيف بالقرب من رام الله، بالرغم من توفر الحافلة، ما دفع مدير المدرسة الجرمي لوصف تعطلها بالمأساة والقول: "لو كان هذا الوضع في مدرسة اوروبية لاستقال وزير التربية والتعليم فيها فورا ولو كان فيها أحد أبناء الوزراء أو المسؤولين لأحضروا له حافلة كبيرة".

وأضاف الجرمي: "مدرسة بهذه الظروف والمعاناة، تتعطل يومين ولا تقدر وزارة التربية بإكملها على توفير سائق لحافلة الطلبة، أمس كانفيها 7 طلاب فقط واليوم 19 فقط جاءوا من 65 طالبا".

وعقب مدير التربية والتعليم في محافظة أريحا محمد الحواش على تعطل المدرسة بوجود خلل متمثل بصيانة الحافلة، مضيفا: "حصل خلل لكن هذا لا يعني ان يتعطل الطلبة عن مدرستهم وكان بالإمكان ان يساهم الأهالي في ايصال الطلبة للمدرسة".

إخطارات لشجر المدرسة

ولخص الجرمي عدم قدرة كافة الجهات لبناء غرف جيدة للمدرسة بإخطارات سلمها الاحتلال للمدرسة لإزالة شجر زرع حديثا في ساحاتها الوعرة لتكون ملاذا يحمي طلبتها من حر الصيف اثناء الاستراحة صباحا وفي منتصف الدوام. وقال: "الاحتلال يمنع البناء لدرجة انه سلم اخطارات للشجر بسبب قربها من مستوطنة مع العلم أنها كانت قبل ان تقام المستوطنة القريبة التي ينفذ مستوطنوها اعتدائات بإزالة وتكسير نوافذ الغرف الصفية مع مضي فترات زمنية متقاربة".

ويتحدى مدير المدرسة مساعي الاحتلال بمنع اي تطور فيها ويقول: "هذه المدرسة ستبنى بعون الله ولن يفلح الاحتلال مهما حاول بإزالتها".

قصص نجاح

لم تمنع الحالة البائسة للتعليم في المدرسة الطلبة من إكمال تحديهم للوصول الى مرادهم، فمنهم من انهى تعليمه الاعدادي فيها وانتقل الى مدرسة أخرى ومن ثم اكمل تعليمه الجامعي وصار مهندسا، ومنهم من صار طبيبا، ويقول الجرمي: "اعرف 3 طلبة صار 2 منهم مهندسين والاخر طبيبا"، متمنيا لقاءهم ومحادثتهم بعد النجاح الذي وصلوا له.

 

Loading...