الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:44 AM
الظهر 12:39 PM
العصر 4:15 PM
المغرب 7:15 PM
العشاء 8:34 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

الكاتبة و الصحفية "سما حسن": أنا أم تجاهد للبقاء قوية، لقد خلقت من العدم !

رام الله - رايــة:

-ايهاب الريماوي-"خلقت من العدم، كنت ربة بيت عادية ولكن اضطراري أن اكون مسئولة عن أولادي لوحدي جعلني اتجه للكتابة والصحافة"، هذه كلمات الكاتبة والصحفية "سما حسن" التي تنحدر من مخيمات اللجوء في قطاع غزة، رفضت أن تسلم لواقع غزة المظلم، فجعلت من قلمها منبراً للحديث عن معاناتها مع أولادها في ظل 7 سنوات فأصدرت كتاباً يحمل عنوان " يوميات إمرأة محاصرة".

إلى جانب هذا الكتاب تستعد "سما" لإصدار كتاب جديد آخر يتحدث عن يوميات العدوان على غزة، والتي كانت فيه تكتب على الفيسبوك عن معاناتها اليومية وعن حالات الخوف التي يعيشها المواطن الغزي من كثافة القصف، وانقطاع الكهرباء  لساعات طويلة وربما لأيام، كذلك عن شح المياه وأمور كثيرة.

أجرت " رايـــة " مقابلة مع الكاتبة و الصحفية "سما حسن" وجاء الحوار على النحو التالي:

1- في البداية تعريف بسيط عن سما حسن؟

كاتبة وصحفية من مواليد غزة لأسرة لاجئة، خلقت من العدم ، كنت ربة بيت عادية ولكن اضطراري أن اكون مسئولة عن أولادي لوحدي جعلني اتجه للكتابة والصحافة، عملت مراسلة لعدة صحف ومجلات عربية ومحلية، وحاليا لي مقال اسبوعي في اكثر من موقع عربي ومحلي ، وصدر لي 4 مجموعات قصصية، وفي النهاية أنا أم تجاهد لكي تبقى قوية في ظل كل ظروف غزة التي لا تخفى على أحد.

2- كيف غطت سما الصحفية العداون على غزة، ما هو سر كلماتك القريبة للقلب التي تكتبيها على صفحتك على الفيسبوك؟

في الحقيقة اني قمت بتغطية فترة العدوان على غزة من قلب الحدث ولكن ليس بواسطة الميكروفون أو التقرير المكتوب، ولكن من خلال معايشتي لكل لحظة من لحظات العدوان، فقد عشت ظروفا صعبة ومشاعر مختلطة مع أولادي، اولها الخوف ان نفترق فنحن نعيش وحيدين في غزة وحياتنا مقصورة على احلامنا، كنت اخاف ان تقتل الحرب احلامي التي بنيتها والتي اهدرت اكثر من عشرين عاما من عمري لكي ابنيها، وقد لامست مشاعر المواطن الفلسطيني وعبرت عما تشعر به كل أم وكل زوجة وما يعش ربه الاطفال والشباب من خلال أولادي الذين هم بمراحل عمرية مختلفة.


3- سما الأم والصحفية في آن معاً، هل تتحدثين لنا باختصار عن أصعب لحظات الأيام الـ 50، وهل تسردين لنا بعض القصص التي عشتيها خلال العدوان.

اليوم الثاني للعدوان حين قصف بيت الجيران بعدة صواريخ وطارت شبابيك بيتي وتناثر الغبار ولم نعد نرى شيئا، اعتقدت أنني فقدت اولادي وكنت اصرخ بهستيرية وبلا شعور وبقايا الحجارة ترتطم بي بعد ان طارت من بيت الجيران، ونزلت للطابق الأرضي وانا لا ارى ما امامي، والموقف الاصعب كان حين قصف المسجد القريب وكان اولادي في المسجد يؤدون صلاة الجمعة، وخرجت اجري دون وعي وبملابس البيت، ولكن تبين بعد ذلك ان القصف قد استهدف بيتا ملاصقا للمسجد، هذه المشاعر التي لا يمكن انساها ما حييت.

4- أغلب الأخبار التي وصلتنا من قطاع غزة خلال فترة العدوان أغلبها يتحدث عن عدد الشهداء والجرحى والقصف هنا وهناك، باعتقادي هناك تفاصيل صغيرة كان يجب أن يسلط عليها الضوء، وهذا ما شعرت به من خلال موضوعاتك عن حياة النازحين مثلاً في مدارس الإيواء وغيرها، برأيك ما هي الأمور التي يجب أن نسلط عليها الضوء بعد انتهاء العدوان؟

الايام ال 50 للعدوان لن تكون مجرد ارقام لأننا عشنا خلالها تجارب كثيرة، حاربنا من اجل ان نعيش ، كانت حربا من اجل البقاء في انتظار المجهول، تخيل ان تحارب من اجل ان تحصل على ماء للشرب ثم تخزنه وتتركه خلفك وتموت قبل ان تستهلكه، وربما قصف البيت وثقب الخزان الذي تعبت بتجميع الماء فيه، واجهنا مكشلة شح الماء وانقطاع الكهرباء ليومين وثلاثة وكنا نشحن هواتفنا من سيارة جارنا ومن المسجد القريب لانه مزود بمولد على مدار الساعة، تخيل ان يكون غاية املك ان تصل الكهرباء لساعة فقط لككي تشحن هاتفك وتكون على اتصال بالعالم، وغاية املك ان تصل المخبز القريب من بيتك وتشتري ربطة خبز وتعود بسلام، وتتمنى النوم لساعة متواصلة ولا تستطيع، وطبعا حياة النازحين كانت اسوأ لانهم تركوا بيوتهم وعاشوا أوضاع نكبة 48 وأشد منها لأن عددهم كان كبيرا ولان القصف وصل للمدارس وماتوا فيها، وعلى ذلك فالأمور التي يجب ان نسلط عليها ان غزة فقيرة في كل امكانياتها وانها تخضع لسيطرة العدو فالماء والكهرباء بيده، والسماء له لانه ينشر طائرات الموت طول الوقت، لكي تقاوم غزة يجب ان تمتلك ماءها وكهرباءها على الأقل وهذا ما يحرص عليه اعداءها ألا يحدث ليزيدوا من عمق المأساة  ويزيدوا من أعداد ضحايا كل عدوان.

 

Loading...