الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:33 AM
الظهر 12:37 PM
العصر 4:15 PM
المغرب 7:20 PM
العشاء 8:41 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

"رامي عواد" يحلم بإيصال فلسطين إلى العالمية في فن الرسم بالفحم

نابلس- رايـة:

فراس أبو عيشة- بين أزقة وشوارع مدينة نابلس، يُجسد الشاب الفلسطيني "رامي أحمد عواد" ابن الرابعة والعشرين عاماً من قرية عورتا جنوب شرق نابلس، أحلامه من خلال موهبته الإبداعية في الرسم باستخدام الفحم، فبالرغم من العقبات التي تواجهه وعائلته، إلا أنَّه استطاع إثبات موهبته أمام الجميع، برسمه لوحات فنيَّة لِشخصياتٍ معروفة.

اكتشف رامي موهبته في سنٍ مُبكرٍ، حينما كان يرسم بقلم الفحم على الدفاتر، وهو في العاشرة من عمره، فلاحظ أهله ومن حوله موهبته، فأخذوا يشجعونه لتنمية موهبته شيئاً فشيئاً.

يبدأ عواد الحديث بألمٍ، ويقول "لم أُكمل تعليمي، وتركت المدرسة مُبكراً، بسبب ظروف عائلتي المعيشية الصعبة، رغم أنني لا زلت أحلم بدراسة الفنون التي تعلقت بها منذ صغري، كي أُصبح فناناً مشهوراً، وأُقيم المعارض الفنية، وأُتلمذ الذين يحبون الرسم، ويتمنون أن يُصبحوا فنانين".

وذهب عواد إلى عشرات المؤسسات في الضفة الغربية، وخاصة في مدينة نابلس لتبني موهبته، وتطويرها، ولكن بلا جدوى، والسبب ظروفه المادية الصعبة على حد قولهم، فعاش في حينها حالةً من الإحباط والفشل كما يصف.

فبدأ عواد يُفكر جاهداً كيف سيُنمي نفسه بنفسِه، فما كان منه إلا أن يأخذ من جُنبات الطرق والشوارع مجلساً له، فيرسم أمام المارة، ويعرض إبداعاته الفنية، بحضور العشرات والمئات، ويقول "عاد الأمل لي من جديد، وأخذت من جُنبات الشوارع مكاناً ومُستقراً لي، فالأمل أصبح يكبر، ويزداد دقيقةً تلو دقيقة، وساعةً تلو ساعة، ويوماً تلو آخر".

ويُضيف "وأنا أجلس ذات يوم وحيداً، مُستمتعاً بالرسم، جاءني رجلٌ، قال لي بأنَّه أُستاذ، وسَمِعَ عن موهبتي، فما كان منه إلا أن قَدَّم ليَ المساعدة، فَمنحني أوراقاً مصنوعة من الكرتون، مُخصصةً لرسم".

وبابتسامته المنبسطة، يقول "هوايتي الرسم بالفحم، ولكن الرسم شيءٌ أكبر من الهواية، فهو بحرٌ كبير، ارتميت في أعماقه، فنميّتُ موهبتي بالممارسة المستمرة، ومراقبة الأشياء، والإطلاع على لوحات الفنانين، والتعلم منهم، فكانت لوحاتهم بالنسبة لي كالخريطة بالنسبة للقراصنة، يتبعونها فيصلون إلى الكنز".

وعواد لا يملك مصدر رزق لإقامةٍ مستقبلٍ كما يحلم، وليدخل القفص الذهبي، وإنما يُيسر أموره من خلال بسطةٍ صغيرةٍ في وسط نابلس لتزويد الهواتف المحمولة بالرصيد، لا تُوفر له متطلباته الأساسية، فهو يريد من موهبة الرسم بالفحم، أن تفتح له باباً واسعاً من الرزق.

ويُنهي عواد حديثه "لن أفقد الأمل يوماً، وسأبقى أبحث على من يُعيننا، ويتبنى موهبتي، ليصبح لي مصدر رزقٍ يُساعدني على تخطي صعوبات الحياة، ولأصل إلى العالمية، بل لأرفع إسم فلسطين وعلمها عالياً، وأضع الكوفية الفلسطينية أمام العلم، مُتمسكاً بهذا الوطن".

ويقول صاحب أحد المحلات التجارية القريبة من نقطة بيع عواد للأرصدة "أراه دوماً يجلس وحيداً، مُتأملاً بالطبيعة، ومن يسيرون، يتحسر على حاله، ولكنه لا يقطع فرضاً، فهو يواظب على الذهاب للمسجد عند رفع الأذان، وكله إيمان أن الله اختار له الأفضل، وإن لم تتحقق أحلامه في الدنيا، فسيكتب الله لها تحقيقاً في الآخرة وأكثر".

Loading...