"صور" أبو محمد 45 عاماً في احتراف النقش على الخشب

رام الله- رايــة:

عماد الريماوي- 

منذ سنوات يتخذ العم أبو محمد من دوار الشهيد ياسر عرفات أو ما يعرف بدوار الساعة وسط رام الله مقعداً لينثر سحره في النقش على الخشب، دائماً ما تجد الزبائن تلتف حول كرسيه الخشبي وطاولته الصغيرة ليشاهدوا ابداع هذا الرجل، والتي يملؤها أصناف كثيرة من الأشكال الفنية التي نقشها بيده وكثير منها مُزينٌ بالشعارات والرسومات الوطنية.

موسى الساحوري أو أبو محمد لم يكمل المرحلة الإعدادية بسبب الظروف الصعبة التي كان يعانها أهله ما اضطره لترك مقاعد الدراسة والتوجه نحو حرفة النقش على الخشب، وتعلم وقتها هذه الحرفة في منجرة خشب زيتون مختصة بصناعة القطع التذكارية بالعاصمة الأردنية عمان، وشارك في الكثير من المعارض في الأردن أبرزها مهرجان جرش عام 1985.

وغداة اتفاق أوسلو، عاد العم أبو محمد لأرض الوطن وإلى مسقط رأسه مدينة بيت لحم، حيث كان له زبائن كثر من السياح الذين يأتون إلى المدينة لزيارة كنسية المهد والأماكن التاريخية في المدينة، فكانت حرفيته في النقش على الخشب تجذب زوار المدينة وينال الثناء والإعجاب منهم.

وكان التحول في عام 1995 عندما دعي إلى معرض أقيم في جامعة بيرزيت للصناعات الحرفية، ما شجعه على الإقامة في رام الله ولأن المدينة كانت في أوج نشاطها الإقتصادي قرر أن يتخذ من  الشارع معرضاً لمقتنياته الفنية الرائعة وليضيف للناس مشهداً اخراً للمدينة.

الطريف أن ابو محمد لا يجيد الكتابة والقراءة مع ذلك يحفر على منقوشاته جميع لغات العالم على حد قوله، فهو يحتاج دقائق قليلة لكتابة أي كلمة يردها الزبون، فزبائه من جميع أنحاء العالم الذين يزورن فلسطين ورام الله خاصة، فهم حريصون على زيارته واقتناء قطع تذكارية منه.

يتمنى أبو محمد من  وزارة الثقافة ان يهتموا بالحرفيين أمثاله وأن يشركوه في المعارض الحرفية التي يشاركون فيها في العديد من المحافل الدولية وأن يكرموه على ما يصنع .