الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:33 AM
الظهر 12:37 PM
العصر 4:15 PM
المغرب 7:20 PM
العشاء 8:41 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

الثقافة السائدة في مجتمعنا آلت بهذه المكتبة العريقة لهذا الحال !

رام الله- رايــة: 

ملاك ابو عيشه-

كتب على رفوف النسيان لا مكان لها في حياة المواطن الفلسطيني، ملقاة على قارعة الطريق المتسخة محملة بالأتربة، تبحث عمن ينقذها مما هي فيه، ويشتريها، وفيما لا ينقطع من الشوارع، ما من أحد منهم يطرف ببصره إلى تلك الكتب، يتجاهلها وكأنها سراب غير موجودة، انه حال الكتب في معظم المكتبات بمدينة نابلس.

فالمكتبات كانت في الماضي تعج بالزبائن القادمين من كل حدب وصوب، الذين وجدوا في الكتاب خير جليس ومرفه عنهم، فكانوا يتهافتون لشراء الكتب في شتى المجالات ليزيدوا من معرفتهم وإطلاعهم، ولكن هذا الحال لم يدم طويلاً ففي وقتنا الحاضر انقلبت الآية، فأصبح المواطنون الفلسطينيون لا يدرون معنى وقيمة الكتاب، ويعرضون عن قراءته إلا من رحم ربي.

وخير مثال على هذا الواقع مكتبة النجاح الحديثة في البلدة القديمة لمدينة نابلس، تلك المكتبة التي تعرض كتبها على الشارع المتسخ والمليء بأعقاب السجائر لعل وعسى تجد من يشتريها، ولكن دون جدوى، يقول صاحبها ناجح عليوي:" الإقبال اليوم على الكتب سيء جداً، ولا قراء والشعب أضحى لا يعرف قيمة الكتاب الذي كان قديماً خير جليس للإنسان".

وباتت الكتب في بعض البيوت مصفوفة على الرفوف للتباهي والمظاهر لا أكثر ولا اقل، فالملهيات كثيرة من انترنت، وقنوات فضائية، وهواتف ذكية، ويعلق عليوي قائلاً: "الكتاب في وقتنا الحالي ليس له قيمة وأي مكان في حياة المواطن الفلسطيني".

ويضيف: "اعرض الكتب على الشارع المتسخ ليرى الناس بأعينهم مكان الكتاب في مجتمعنا، ولكن ليس هناك قراء ليشتروه، ولدي مخزنين مليئين بالكتب المكدسة المتسخة الرثة".

ثقافة سائدة وملهيات كثيرة

وبالتطرق إلى موضوع إعراض نسبة كبيرة من المجتمع الفلسطيني عن القراءة تباينت الآراء حول ذلك، فالبعض يعزيها للثقافة السائدة والبعض الآخر يعولها على الملهيات الكثيرة في عصر التكنولوجيا.

فالطالبة في جامعة النجاح الوطنية فداء داود ترى أن السبب وراء عزوف المجتمع عن القراءة هو الملهيات الكثيرة التي لا تتيح الوقت لقراءة الكتب، وحتى في الدول الأجنبية أصبحت نسبة القراءة تقل يوماً بعد يوم، وكذلك ثقافة المجتمع لا تشجع على القراءة على حد تعبيرها.

وفيما يشير الطالب حسام سفاريني إلى أن المشكلة لدى أفراد المجتمع تتمثل في انصرافهم عن التفكير في القراءة، وتوسيع أفاق معرفتهم، ويقصرون أنفسهم على الكتب الدراسية فقط، ولا ينكر حسام وجود نسبة من المجتمع الفلسطيني تقرأ، ولكنها قليلة مقارنة بالمجتمعات الغربية.

وترى الطالبة هبة بطة بأن السبب الرئيس وراء الإعراض عن القراءة هو عدم وجود ثقافة قراءة الكتب خاصة أن الأهل والمدارس والجامعات لا تشجع الطلاب على المطالعة، وكذلك المجتمع لدينا يستهزأ بمن يراه يقرأ، وأيضا العامل المادي يلعب دوراً كبيرا فهناك أناس يعجزون عن توفير الكتب.

وتطمح بطة بأن يتم عمل فعاليات منظمة ودورية لعرض الكتب ومناقشتها، وان يقوم المحاضرون والمعلمون في المدارس والجامعات بحثِ الطلاب على القراءة.

معلمون لا يقرأون

وأما المحاضر في جامعة النجاح الوطنية الدكتور جبر خضير فيرى أن ما يشغل المجتمع الفلسطيني عن القراءة هو الواقع العربي والعالمي الصعب الذي ينعكس سلباً على نفسيتهم، ولم يعد الكتاب هو الأداة الوحيدة للقراءة.

وفي ظل عدم تشجيع المدارس والجامعات الطلاب على القراءة أصبح واقع القراءة على حافة الهاوية، ويشير خضير إلى أن الأسلوب التلقيني المستخدم في التعليم بات يشكل عقبة في طريق القراءة، وتوسيع معارف ومدركات الطالب، والأمر الأخطر من ذلك أن كثيراً من المعلمين لا يقرؤون الكتب.

تتجلى ثقافة المجتمع القارئ في مكتبة النجاح الحديثة بالبلدة القديمة لمدينة نابلس التي تأسست عام 1969م انطلاقا من كونها ما زالت على قيد الحياة بكتبها المتنوعة والواسعة، وفيها أيضا يتجلى الانحدار الثقافي والمعرفي الذي وصل له مجتمعنا عندما ترمي بنظرك الى حال الكتب الملقاة على الشارع فعنوان الكتاب الذي ربما لمحته عند مرورك، بالأغلب تقراه بعد شهر او سنة في نفس المكان وعلى نفس الحالة، والسبب معلوم.

Loading...