الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:32 AM
الظهر 12:37 PM
العصر 4:15 PM
المغرب 7:21 PM
العشاء 8:42 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

تقرير: هل أدى تناول لحم الخفافيش إلى انتشار إيبولا؟

رام الله - رايــة:

ذكرت شبكة بي بي سي البريطانية، في تقرير لها اليوم الأحد، أن عائلة الضحية الأولى لإيبولا، عملت باصطياد الخفافيش، التي كانت تحمل الفيروس، لبيعها في أسواق محبي لحوم الحيوانات المفترسة بأفريقيا، مما قد يكون سبباً وراء انتشار المرض.

ويرجع مصدر المرض لطفل يبلغ من العمر عامين، من قرية غويكيدو جنوب شرق غينيا، حيث يتم اصطياد وأكل لحوم الخفافيش على نحو واسع.

وتوفي الرضيع الذي أطلق عليه اسم "الطفل صفر"، في 6 ديسمبر (كانون الأول) 2013، بينما أكدت عائلة الطفل أنها تعمل باصطياد نوعين من الخفافيش التي تحمل فيروس إيبولا.

وتشمل لحوم الحيوانات المفترسة أو لحوم الحيوانات البرية أو الطرائد، أي حيوان  يقتل بهدف الاستهلاك أو مجرد القتل، وبصورة رئيسية الشمبانزي والغوريلا وخفافيش الفاكهة والقرود والكلاب، ويمكن أن تشمل أيضاً الجرذان والثعابين.

وتعد لحوم الطرائد في بعض المناطق النائية مصدراً ضرورياً للغذاء، بينما تتحول في مناطق أخرى إلى طعام شهي.

أمراض قاتلة

وفي حوض الكونغو بأفريقيا، يأكل البشر ما يقدر بنحو 5 ملايين طن من لحوم الحيوانات المفترسة في السنة، وفقاً لمركز البحوث الدولية حول الغابات.

ولكن بعض هذه الحيوانات، يمكن أن تحمل أمراضاً فتاكة، إذ أثبتت الدراسات أن الخفافيش تحمل مجموعة كاملة من الفيروسات، كما تسبب بعض أنواع خفافيش الفاكهة إيبولا، إذ تشكل المضيف الأفضل للفيروس.

بدروه، أكد عالم الفيروسات في جامعة نوتنغهام البروفيسور جوناثان بول، أن طريقة "انتقال" الفيروس من الحيوانات إلى البشر ما تزال غير واضحة، مضيفاً أن القرود تحمل إيبولا، لكن الدراسات أظهرت انتقال الفيروس مباشرة من الخفافيش إلى البشر.

وتابع: "يصعب على الفيروس الانتقال من الحيوانات إلى البشر، إلا عن طريق الاتصال المباشر مع الدم".

ويشتري معظم الأفريقيين لحوم الحيوانات المفترسة من الأسواق بعد طهيها، لذلك يعد صيد أو إعداد اللحوم النيئة أعلى درجات مخاطر الإصابة.

ورغم ذلك، يظهر تفشي المرض من المصاب الأول "الطفل صفر" إلى الآن، أن العدوى تنتقل عن طريق الاحتكاك بشخص مصاب.

عض وخدش

وحذر خبراء من حظر تناول لحوم الحيوانات المفترسة، إلا أن صيد حيوانات الأدغال تقليد قديم في إفريقيا، كما أوضح الدكتور في جمعية علوم الحيوان بلندن ماركوس روكسيف.

وأضاف روكسيف: "في المجتمعات الأكلة للحوم بأفريقيا، هناك شعور جماعي أنه إذا لم يكن لديك لحم في كل وجبة، فإنك لا تأكل بشكل جيد، على الرغم من أن إنتاج الثروة الحيوانية التقليدية قليل جداً في هذه البلدان".

وفي غانا، على سبيل المثال، أجرى باحثون دراسة على 600 شخص، حول ممارساتهم المتعلقة بالخفافيش، التي يتم صيدها على نطاق واسع، لفهم كيفية تفاعل الناس مع هذا النوع من لحوم الطرائد.

ووجدت الدراسة، أن الصيادين يستخدمون تقنيات مختلفة لقتل الفرائس، بما في ذلك إطلاق النار والضرب، بينما أفاد جميع الصيادين أنهم تعاملوا مع الخفافيش الحية، وفي بعض الحالات تعرضوا للعض والخدش.

"الغذاء الصحي"

ويعد هؤلاء الصيادون الأكثر عرضة لخطر الإصابة بالفيروسات التي تحملها الخفافيش، كما أوضح أحد معدي الدراسة من جامعة كامبريدج الدكتور أوليفييه ريستيف.

وكشفت النتائج، أن حجم أرباح تجارة الخفافيش في غانا، أعلى بكثير مما كان يعتقد سابقاً، إذ يباع ويقتل 100 ألف خفاش كل عام.

وقال ريستيف: إن "البشر الذين يأكلون لحوم الخفافيش، نادراً ما يدركون أي خطر محتمل مرتبط باستهلاكها، إذ يرونها غذاء صحياً".

ورغم استهلاك 100ألف خفاش في غانا سنوياً، لم تظهر حالة إصابة واحدة بفيروس إيبولا جراء أكل الخفافيش.
 
ولكن نظراً لأصل فيروس إيبولا الحيواني، ليس من المستغرب أن تشكل لحوم الحيوانات المفترسة خطراً أساسياً لتفشي الأمراض.

حظر استهلاك

وقال مقال رأي في صحيفة نيو ساينتست: "يشكل تفشي إيبولا فرصة لتضييق الخناق على ممارسات تسبب تفشي الأمراض، إذ ينبغي للحكومات فرض حظر على صيد واستهلاك الخفافيش والقرود".

بينما تساءلت صحيفة واشنطن بوست: "لماذا تسمح دول أفريقيا بصيد وتناول لحوم الحيوانات المفترسة، على الرغم من مخاوف إيبولا".

بينما حذر عالم الأنثروبولوجيا في جامعة ساسكس البروفيسور ميليسا ليش، من أن تسليط الضوء على مخاطر أكل لحوم الخفافيش، قد يطغى على الهدف الأساس لحملة التوعية بآلية انتقال العدوى بين البشر، إذ أثبتت الدراسات انتقال الفيروس عن طريق الاتصال المباشر مع المصابين، باستثناء "الطفل صفر".

وعلى الرغم من تفشي المرض، فإن حقيقة أن الخفافيش تحمل الفيروس، يعني أن هناك خطراً دائماً لحدوث المزيد من العدوى.

Loading...