الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:33 AM
الظهر 12:37 PM
العصر 4:15 PM
المغرب 7:20 PM
العشاء 8:41 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

صور: فنان من غزة يجسد ويلات النزوح إبان الحرب بطريقة مبتكرة

غزة- رايــة:

سامح أبو دية- 

"واقع مرير" شهده قطاع غزة خلال عدوان الاحتلال الأخير، تجسد بطرق عديدة مختلفة أغلبها عٌبرت عنه بالكلمات والصور الحية، ولكن هذه المرة اختلفت مع الفنان إياد صباح الذي قرر أن يجسد معاناة النازحين من منازلهم تحت وطأة الصواريخ والقذائف الجوية والبرية والبحرية وتهجرهم قصرا منها.

الفنان إياد الصباح جسد مشهد لعائلة من غزة أٌجبرت علي ترك بيتهم والهروب لمكان أخر علهم يجدوا الأمان فيه، لتعود وتجد الحي الذي تعيش فيه قد أصبح ركاما بسبب آلة الحرب الإسرائيلية وحالهم كمئات العائلات.

بشكل دقيق نحت الفنان صباح المحاضر في كلية الفنون الجميلة بجامعة الأقصى، عبر مجسمات غير مألوفة كثيرًا لدى كثير من الفنانين، ليلفت أنظار الجميع لهذا العمل الفني الوطني المعبر عن حالة وشعور آلاف الغزيين.

صنع صباح مجسمات لعائلة كاملة تتكون من سيدة عجوز مسنة وزوجها المسن ويمسك بيده "عكازا" وأبناءه يسيرون خلفهم، بالإضافة لإمرأة تحمل طفلها على يديها ويبدوا عليهم جميعا شدة التعب والإرهاق، اختيار الفنان لتلك العائلة المكونة من 7 أفراد ليمثل تقريبًا كافة الفئات العمرية في المجتمع، ويعطي تصورا للمجتمع ككل.

وللدلالة على الحالة التي مروا بها وقتها اختار صباح لباسا شعبيا معروفا، وحرص الفنان من خلال تصميم المُجسمات على إبراز الشخصيات منهكة ومتعبة، وتشعر بالصدمة من خلال حركات فنية معينة كخفض رأسها أو رسم ملامح دقيقة لوجوههم الحزينة.

تلك المجسمات جميعها صٌنعت من مادة "فيبر جلاس" الخفيفة ومطلية بالطين الأحمر ولباس من الشوالات فارغة، ووضع الفنان تلك العائلة المصنوعة من 7 مُجسمات لأشخاص، في أرض فارغة كانت مسرح لعمليات الجيش الإسرائيلي بالشجاعية مقابل منازل مُدمرة وسط حي ارتكب به العديد من المجازر البشعة خلال الحرب الأخيرة شاهدها كل العالم دون أن تحرك ضمائره.

 

في حديث مع مراسل "رايــة" قال صباح أن الكثير من أهلنا بالقطاع لم يعودوا يشعروا بالأمان بعد تلك المجازر المرتكبة بحقهم، فقد فقدوا تماسكهم الحقيقي وكينونتهم الإنسانية، ويمرون بأزمات عديدة أهمها نفسية واجتماعية ومالية، خاصة الأطفال والنساء جراء حرب طالت البشر والشجر والحجر، فجاءت الفكرة التي استغرقت شهرا من الوقت حتى تصبح جاهزة، وبتمويل وجهد ذاتي.

اختار صباح تنفيذ عمله الفني وعرضه في الفضاء الطلق وفي مسارح الجرائم، علما بأن هذه المجسمات سهلة النقل لأي مكان، فقرر أن يعرض عمله هذا بعيدا عن المعارض المغلقة.

"واقع الحياة الذي عاشه المهجرين جعلني أفكر في استقرارهم وعودتهم"، هكذا يؤكد الفنان ما شاهده حقيقة برصد جزء من حركة وهروبها خلال الحرب، فالعائلة التي قام بتصميمها تجعل من يشاهدها يعتقد بأنهم يتحركون، في إشارة لدقة العمل ونجاحه.

ردات فعل الناس لم تكن سلبية كما كان يتوقع عندما يشاهدونها بالمنطقة المدمرة في حي الشجاعية، ليتفاجأ بردات الفعل الايجابية وشعور الناس بأن ما حدث معه فعلاً هكذا، وكأن الفنان عايش معهم تلك اللحظات، ما جعل المواطنين بتجاوبون ويشجعونه بل ومساعدته في نصب تلك المُجسمات التركيبية.

واختار الفنان المكان لكثير من الدلالات، كونه كان شاهدًا على نزوح مئات العوائل التي تركت منازلها، من بينها تلك العائلة التي يُجسدها بعمله الفني المُثير، والغريب من نوعه، والذي حاز على إعجاب سكان الحي المُدمر، حتى أنهم اعتقدوا أن الفنان عايش تلك اللحظات، لنجاحه بتصميم مشهد نزوح العائلة بشكل دقيق.

Loading...