ما بعد المباراة | سر أول هدفين لبرشلونة، وكرة أياكس الشاملة ماتت

رام الله - رايــة:

أحمد عطا

أنهى برشلونة مهمته الأوروبية بنجاح بعد أن هزم أياكس بثلاثة أهداف ليتفرغ لمهمته المحلية الأصعب .. الكلاسيكو
الآن لنرى الملاحظات التي خرجنا بها من هذا اللقاء....

إيجابيات | سر الهدفين الأولين .. التحرك بدون كرة

  
■أهم ملاحظة يمكن رصدها في لقاء اليوم هو أهمية التحرك بدون كرة فقد كان هذا الأمر هو سر أول هدفين للنادي الكتلوني، حاول مشاهدة إعادة الهدف الأول ولاحظ تحرك إيفان راكيتيتش بدون كرة وكيف قام بفتح المجال تماماً لنيمار ليكون خالياً من الرقابة لتسلم تمريرة ميسي والتصرف بالكرة بأفضل طريقة ممكنة دون ضغط .. فقط لأن رقيبه بات بعيداً عنه لاضطراره لرقابة راكيتيتش.

كذلك كان تحرك بيدرو رودريجيز في الهدف الثاني حيث قام بسحب الظهير الأيسر معه لقلب منطقة الجزاء ليفتح مجالاً رائعاً لليونيل ميسي ليتسلم الكرة ويضعها في المرمى وكل هذا بفضل أحد أهم الأشياء في عالم كرة القدم .. التحرك بدون كرة.

■ ثنائية ميسي ونيمار باتت مرعبة .. باتت تذكرني بشكل كبير بثنائية رونالدينيو وإيتو في وقت سابق من تلك الألفية فهناك إيثار واضح وهناك قناعة تامة بأن نجاح واحدٍ فيهما سيكون نجاحاً للآخر فتجد كلا اللاعبين يبحثان عن بعضهما البعض .. تحدي لويس إنريكي الحقيقي هو أن يجعل نفس هذا الأمر بين ثلاثي وليس فقط ثنائي .. أتحدث عن وصول لويس سواريز بالطبع.

■ من أهم مميزات لقاء اليوم هو أن لويس إنريكي بات يركز بشكل واضح على فكرة عدم تقدم الظهيرين في نفس الوقت .. في كثير من الأوقات لم نعد نشاهد ظهيري برشلونة يتقدمان بشكل مبالغ فيه في نفس الوقت .. صحيح إن هذا ربما يعود نوعاً ما لتقدم داني ألفيش في العمر وقلة اختراقاته، لكن حتى عندما يتقدم الظهير البرازيلي للأمام لا تنتظر في الأغلب أن يكون جوردي ألبا على نفس الخط مع ألبا بل يكون متراجعاً قانعاً بدور المدافع الثالث ليسهل المأمورية على خافيير ماسكيرانو في تغطية تقدم ألفيش فقط بدلاً من التشتت ما بين تقدم الظهيرين في آن واحد.

■ من الإيجابيات التي شهدها لقاء اليوم هو التطور الواضح في مستوى أندريس إنيستا وتقديمه لتمريرة الهدف الثاني .. الحديث هنا ليس عن التمريرة فقط بل في ضغطه المميز وقطعه للكرة في منطقة خطيرة وهو ما يوضح أن الرسام ربما يعود لمستواه إن استمر على نفس التطور الذي هو عليه حالياً.

سلبيات | بويان وبيدرو = الحدادي وساندرو ؟

■ مازال هناك ارتباكاً واضحاً في أداء جيرارد بيكي .. من الواضح أنه فقد الثقة في نفسه فبات يرتكب أخطاء لا يمكن أن تصدر في هذه المستويات من كرة القدم.

■الجميع يعلم أن سرعة داني ألفيش قلّت لكن المشكلة الحالية الحقيقية تكمن في أن حتى سرعة اتخاذه القرارات قد باتت أبطأ .. في فريق مثل برشلونة يحتاج الفريق لسرعة مفرطة في لحظة معينة لكشف الثغرة قبل انغلاقها والتأخر في بعض القرارات الخاصة بالتمرير قد تضيع فكرة استغلال هذه الثغرات.

■صحيح إن كرة القدم تغيرت ما بين فترتي السبعينيات والتسعينيات وما بين الوقت الحالي، إلا أنه من غير المقبول نسب كل شيء لتراجع فريق كأياكس إلى خسارته للمواهب، فالفرق البرتغالية على سبيل المثال تخسر المواهب باستمرار لصالح فرق أقوى منها مادياً لكنها تستمر في طريقها بينما أياكس الحالي لم يعد يحمل من أياكس الشهير سوى اسمه بصراحة .. الكرة الشاملة ماتت في أمستردام في هذا العهد ولم يعد هناك أي ملامح لهذا الأسلوب في أداء الفريق.

■مازال منير الحدادي يخسر كل ما صنعه في بداية الموسم وربما تكون الظروف هي ما تسببت في ذلك .. اللاعب تم حرقه سريعاً ما بين التألق السريع والانضمام لمنتخب إسبانيا حتى بات في الوقت الحالي مجرد لاعب أناني لا يريد سوى التسجيل لإثبات أنه مازال هنا.. في أكثر من مرة كان المفترض أن يمرر فيها لكنه كان يفضل التسديد والحديث هنا ليس عن لقاء اليوم فقط .. صحيح إن منير الحدادي أفضل مستوى من بويان كركيتش لكن لا أعرف لماذا أشم رائحة سيناريو بويان وبيدرو رودريجيز يتكرر من جديد عندما تم تقديم بويان على أنه النجم الصاعد بقوة بينما كان بيدرو رودريجيز يتم تقديمه على نار هادئة ليساعد الفريق .. اليوم ساندرو هو من يتم تقديمه على هذه النار الهادئة فبات يستفيد من كل مشاركة ويقدم إضافة أكبر .. المشجع الكتلوني قد يخشى هذا السيناريو في حالة استمرار نفس الاستراتيجية.