الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:40 AM
الظهر 12:38 PM
العصر 4:15 PM
المغرب 7:17 PM
العشاء 8:37 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

"الكانسون".. مرسم الفتاة روشن الذي يحتضن موهبتها

نابلس- رايــة:

فراس أبو عيشة- ما خطى قلمٌ على ورقة، ولا حطت ريشةٌ على لوحةٍ، فجعلت من صاحبتها مُبدعةً إلا ومن وراءها وقفت عائلةٌ وأصدقاء، فجروا تلك الطاقة الكامنة في النفس منذ الصغر، وآمنوا إيماناً شديداً بموهبتها، ورعوها كالنبتة أو البرعم الصغير الذي يجب تناوله بالرعاية والسقاية، وإلا فقد هلكت، إلى أن يُزهر البرعم الصغير إبداعاً، وتألقاً كبيراً.

روشن ملحيس "19 عاماً"، فتاةٌ فلسطينيَّةٌ من مدينة نابلس شمال الضفة الغربية، وطالبةُ قانونٍ في جامعة النجاح الوطنيةَّ، قدماها على الأرض تخطو، وأحلامها نحو السماء تدنو، وتتمنى أن تُعبر يوماً عن البركان الكامن في داخلها عبر موهبة الرسم.

اكتشفت ملحيس موهبتها بالرسم منذ أيام طفولتها، من خلال رغبتها المتواصلة بالتعبير عن ذاتها ومشاعرها، فكانت بدايتها برسم صورٍ جماليةٍ، من سماءٍ وبحرٍ وغروب، لتتوسع فيما بعد برسمِ صديقاتها والحفلات، وصولاً لمجال البورتريه "رسم الوجوه"، مُعبرةً عن فرحٍ أو حزنٍ تحويه مشاعر من حولها.

وعملت على تنمية موهبتها في الرسم من خلال التأمل بجمالِ الطبيعة ومن فيها، والاطلاع الذي أكسبها موهبتها، عن طريق متابعتها لكبار الرسامين، ومن هم أفضل منها.

وعن تفاصيل موهبتها، تقول ملحيس"بالماضي، وأيام طفولتي، كنت أسمع أن الرسم تعبيرٌ عن المشاعر، ولكن لم أكُن أُدرك هذه الجملة بالمعنى التام، فكنتُ أكتفي بِرسم صورٍ طبيعيةٍ جماليةٍ بتفاصيلها الصغيرة فقط، وعشقت التصوير، ولم أكُن أملك أيَّة كاميرا، فكُنت أقف، وأجعل من يديَّ دوائر كأنها عدسات كاميرا، والمنظر أو المشهد الذي تحصره يدي، وتأخذه عيني، أُحوله لواقع آخر بِرسمي".

وتتابع حديثها "عندما كبرت، وأصبحت في المدرسة، بدأت أرسم الفتيات وصديقاتي، والحفلات، وخاصة حفلات وفقرات الهيب هوب، وزاد عشقي لحصة الفن، بِفضل أُمي ومعلماتي، فهُن من لاحظن بأنني بالفعل أملك موهبة، وهناك شيئاً أتميز به عن الآخرين، فكان لدي تصميم وإرادة على أن أُثابر وأُبدع، وذلك بأيِّ عملٍ حتى لو كان بعيداً عن الرسم".

 وتُضيف "يعود الفضل الأكبر بعد الله في تطوير موهبتي، إلى المعلمة الفنانة سهى جرار، وهي آخر من علمتني الفن في سنين حياتي المدرسية، فسجلتني في المعارض الفنيَّة، وأخذتني إلى العديد من مسابقات الرسم، وحظيت على الفوز بها دائماً، ولكنني كُنت أشعر بأنني لم أُقدم كل جُهدي في العمل، لأنَّ هُناك من هُو أفضل مني في الرسم".

وعندما خطت قدما روشن الصف العاشر، بدأت بفن البورتريه "رسم الوجوه"، فرسمت الشاعر الفلسطيني الراحل "محمود درويش"، وأصبحت تتمعن في الصور والواقع، فرأت صورةً بيضاء سوداء لجدها وهو يحمل جواز سفرٍ، فرسمتها، وأُدرجت كرسمةٍ لها في معارض فنيَّةِ عدة.

وبدأ مشوارها يزدهر أكثر فأكثر، ففي مرحلة الثانوية العامة، أنشأت ملحيس ومجموعةٍ شبابيةٍ معرضاً في مركز بلدية نابلس الثقافي "حمدي منكو"، ورسموا جداريةً بدعمٍ من جمعية المنهل للمرأة والطفل الثقافية، فأصبحت تدرك كيف تضع مشاعرها في رسمة.

وتروي"وصلت إلى الجامعة، وموهبتي باتت تنطمس، بسبب انشغالي بالدراسة، وعدم وجود مسابقات، ومعارض، لأُشارك بها، وتُحفز موهبتي".
وإلى جانب عشقِها إلى الرسم، تعشق ملحيس الموسيقى، فهي قد التحقت بجوقاتٍ موسيقيَّةٍ وفنيَّةٍ، وغنَّت، وأَطربت من حولها، وعزفت، وهي الآن تتمنى أن يتم إنشاء جامعةٍ فنونيَّةٍ في نابلس، أو بمدينةٍ قريبةٍ منها، لتلتحق بها، وتُنافس من حولها من الموهوبين.

وتُبين"رسمت سابقاً على القماش، ولوحات الكانفس، والحرير، ولكن الحرير يلزمه ألوان خاصة، وبالرغم من ذلك استخدمت الألوان العادية، والآن أرسم على أوراق الكانسون المختصة للرسم، لأنها أجمل من الورق العادي، ويا ليت يكون بمقدوري أن أرسم على القماش ولوحات الكانفس بشكلٍ مستمر، ولكن بسبب أسعار الأدوات الباهظة، أكتفي بالرسم على أوراق الكانسون".

وعن دعم المواهب الشبابيَّة، تُنهي ملحيس حديثها "الحجر الكريم بلا فائدة حتى تصقله، وهكذا موهبة الرسم وتحفيزها، فالعديد من الجهات المختصة والقادرة على دعم المواهب الشبابيَّة تواجهها عقبات تحول دون الدعم والمساعدة، وأُخرى تبحث عن الظروف، وتضع أيَّة ظروف واهية".

Loading...