الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:34 AM
الظهر 12:37 PM
العصر 4:15 PM
المغرب 7:19 PM
العشاء 8:40 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

المرأة الغزية بين مطرقة الحصار وسنديان الواقع

غزة- رايــة:

سامح أبو دية-كمال ابو ناصر

سنوات الحصار المتواصلة والتي بلغت حوالي 8 سنوات ألقت بظلالها على جميع مناحي الحياة اليومية لسكان القطاع، فالحصار ألقى بضلاله على أوضاع المرأة في الأراضي الفلسطينية وبالأخص في قطاع غزة حيث تزداد معاناتها وقد تمثل ذلك في الجوانب المعيشية والحياتية والنفسية ووصل إلى حد تهديد الاستقرار الأسري.

ولقد شكل الحصار المفروض من قبل الاحتلال الإسرائيلي أكبر المشاكل التي واجهها أهالي قطاع غزة خلال مسيرته في السنوات الماضية، والذي كان اشد وقعا خلال السنوات الأخيرة حيث وصل إلي أسوأ حالاته خاصة بعد الحروب المتكررة والانقسام الداخلي.

ومما لاشك فيه أن الجانب الصحي للمرأة الفلسطينية تأثر بالحصار بشكل كبير وبدا ذلك الأثر واضحا في عدد الأمراض التي تعاني منها المرأة الفلسطينية خاصة فيما يتعلق بفقر الدم وسوء التغذية التي هاجمت جسدها وأثرت على صحة أجنتها أيضا، وتتصف المساعدات المقدمة في مجال صحة المرأة بأنها ضئيلة جدا ولا تفي باحتياجاتها خاصة أنها تأخذ الطابع الاغاثى فقط بتقديم المعونات الطارئة العينية والمالية بعيد عن البرامج التي تخص المرأة.

المرأة تثبت بأن المعاناة في غزة ليست حكرا على الرجال كون المرأة أول المتأثرين في العائلة، فإن حجم المأساة يدفع المرأة كربة أسرة للمشاركة مع الزوج لإنقاذ الأسرة من الضياع في ظل وضع معيشي صعب، مما يجعلها تأخذ دورا إضافيا يشكل لها عبء أكبر في حياتها.

إحدى ربات البيوت في غزة تقول أنها باعت ما تملك من حليها وأثاث بيتها لاستئجار منزل لتواجه الظروف الصعبة التي وضعت به جراء الحصار الخانق والحروب الذي نتج عنه ضيق الحال بشكل لافت.


فالواقع في قطاع غزة أثر بشكل كبير على نفسية المرأة حسب الدراسات التي أظهرت ارتفاع نسبة النساء العصبيات، وميل بعضهن إلى الخوف والعزلة وبعدم الأريحية داخل الأسرة لافتقادها الأمن والاستقرار، كما أنها تضطر في كثير من الأحيان إلى إيجاد وسائل بديلة حتى لو كانت تلك الوسائل لا تناسبها ولا تناسب إمكانياتها مما يعكس عليها شعورا بالضيق والخوف والقلق من المستقبل الذي تجهل تفاصيله بسبب غموض الوضع الأمني والاقتصادي للبلاد.

بالنسبة للوضع النفسي بشكل خاص فقدت تضررت المرأة بأمانها النفسي والاجتماعي والغذائي، فالرجال الذين فقدوا عملهم بسبب الحصار وإغلاق المعابر أصبحوا أكثر عداء تجاه الأولاد والزوجة، وأصبحت المرأة تعاني معاناة مزدوجة من معاناة الحصار ومعاناة العنف الأسري الناتج عن الحصار.

ولم تقتصر معاناة المرأة الغزية عند هذا الحد بل إن الدراسات تشير إلى أن الوضع المعيشي الصعب الذي تعيشه  وسوء الأوضاع الاقتصادية، جعلها تواجه نسبة مرتفعة من معدلات الطلاق.

رئيس المرصد الاورومتوسط لحقوق الإنسان رامي عبده أكد أن المرأة في غزة ستكون أمام تداعيات اجتماعية وأسرية خطيرة، وأي شخص في الشارع الفلسطيني بات يلمس ظواهرها، مشيرا إلى أن المرأة الفلسطينية تدفع الثمن الأكبر، وإذا استمر الحال كما هو عليه في سوء الأوضاع المعيشية سنكون أمام تداعيات خطيرة جدا وغير مسبوقة.

ومن الناحية التعليمية ازدادت معدلات الطالبات المتسربات من المدارس لعدم كفاية لقمة العيش كما أن الحرب والانقسام والحصار له دوره الكبير في تعزيز ثقافة العنف ضد المرأة بجميع مظاهره النفسي والجسدي نتيجة الضغط النفسي وضيق الحال، وللخروج من هذه المشاكل يكون بإنهاء حالة الانقسام فعليا وإعادة اللحمة الفلسطينية ورفع الحصار الجائر، الذي من شأنه تحسين الأوضاع المعيشية والاقتصادية للأسر الغزية.

الحصار الإسرائيلي المتواصل منذ حوالي 8 سنوات أصاب الإنسان الفلسطيني وحصد منه معنى الحياة والمفهوم الحقيقي للأمن والاستقرار، وساهم في ارتفاع وتيرة العنف الداخلي، ما أدى إلى ازدياد الآثار السلبية على المرأة ومزيد من العنف تجاه المرأة الفلسطينية، كل هذا أدى إلى تراجع دور المرأة التنموي والإنساني بعد أن صادر كل مقومات الصمود، فقد دمر البنية التحتية لقطاع غزة، وحرم آلاف السكان من منازلهم بالهدم الكلي والجزئي وأفقد الاستقرار لآلاف من النساء والرجال، وصادر حق الطفولة بحياة آمنة بل انتهك حق الحياة بقتل العشرات من النساء والأطفال في محاولة للقضاء على النسيج الأسري للفلسطينيين.

وبالرغم من كل ما تعانيه المرأة الفلسطينية خصوصا في غزة فإن الضغوط والأعباء اليومية التي تعانيها المرأة الفلسطينية تجعلها بين تقاليد اجتماعية ونظرة دونية وما بين ممارسات الاحتلال الإسرائيلي وسياساته الهادفة لتدمير الإنسان الفلسطيني ورغم كل ذلك تكافح وتناضل النساء بطرقهن الخاصة بعيدا عن أعين الإعلام وبعيدا عن حساسية التقارير الدولية لدورها المصيري في الحفاظ على نسيج الأسرة الفلسطينية، لتسطر بعملها الخفي أكبر معاني الكفاح المسلح بالتحدي والحفاظ على النسيج الأسري الفلسطيني بل وتحدي الظروف الراهنة القاسية والنهوض بالأسرة الغزية وتطورها.

Loading...