الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:41 AM
الظهر 12:38 PM
العصر 4:15 PM
المغرب 7:16 PM
العشاء 8:36 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

سفير تل أبيب الأسبق في عمّان: اتفاق السلام مع الأردن خيبة أمل كبيرة

رام الله - رايــة:

 قال سفير تل أبيب الأسبق في الأردن، د. عوديد عيران، إنّ اتفاق السلام مع الأردن، كما مع مصر هو بمثابة خيبة أمل كبيرة، ذلك أنّه بين الدولتين، إسرائيل والأردن، لا توجد حميمية في العلاقات، كما أنّ جميع الاتفاقات التي تمّ التوقيع عليها بعد ذلك بين الأردن وإسرائيل بقيت حبرًا على ورق.

وأضاف أن الاتفاقيات الموقعة لم تُخرج إلى حيّز التنفيذ، لافتًا إلى أنّه لا توجد أيّ علاقة في مجال المجتمع المدنيّ بين البلدين.

ولكن بالمُقابل، أضاف عيران، الذي نشر الدراسة على موقع مركز أبحاث الأمن القوميّ، التابع لجامعة تل أبيب، بالمقابل، فإنّ اتفاقيات السلام مع الأردن ومع مصر، تمنحان إسرائيل الفرصة لتحقيق مصالحها الحيويّة، مُشدّدًا على أنّه يتحتّم على إسرائيل إبداء بعض الليونة، بسبب الضغوطات الداخليّة التي تتعرض لها مصر والأردن، وبما في ذلك التقدّم فيما أسماها بعملية السلام مع الفلسطينيين، على حدّ قوله.

وتابع قائلاً إنّ عشرين عامًا مضت منذ توقيع الاتفاق، الذي منح اعترافًا رسميًّا وعلنيًا للمفاوضات السريّة التي جرت بين البلدين على مدار عشرات السنين، موضحًا أنّ الحوار بين البلدين ارتكز على مصلحة مشتركة، ما زالت قائمة حتى يومنا هذا، والتي تتمثل في استيعاب اللاعب المنافس في المنطقة، أيْ الفلسطينيين.

وزعم أنّ الملك عبد الله الأوّل بعد حرب العام 1948 وجد نفسه مسيطرًا على الضفّة الغربيّة، ومع سكّانها الذين هربوا إلى الأردن، وبات متوجسًا جدًا من مشكلة اللاجئين، الأمر الذي دفعه إلى ضمّ الضفة والقدس للملكة الهاشمية، خلافًا للمبدأ الهاشميّ القائل إنّه يتحتّم على المملكة المحافظة على أكثرية أردنيّة، وتقليص التواجد الفلسطينيّ في الأردن.

وقال أيضًا إنّه بعد مرور 15 عامًا على حرب 48 جدّدّ الملك حسين العلاقات السريّة مع إسرائيل، ولكنّه لم يصمد أمام ضغوطات الزعيم المصريّ الأسبق، جمال عبد الناصر، الذي أجبره على الانضمام لحرب العام 1967.

ورأى أنّ الخطوة الأردنيّة الأخيرة تتعارض جوهريًا ومبدئيًا مع المنطق السياسيّ والإستراتيجيّ، الذي كان الأردن ينتهجه، ولكن بنظرة إلى الوراء، فإنّ احتلال الضفة الغربيّة من قبل إسرائيل حرر الأردن من الفلسطينيين، الأمر الذي يُسهّل اليوم على النظام الحاكم في المملكة التعامل مع كون الأردنيين أقليّة في المملكة مقارنةً بالفلسطينيين، وأوضح أنّه على الرغم من أنّ التنظيمات الفلسطينيّة هاجمت إسرائيل من الأردن، قامت إسرائيل في العام 1970 بمساعدة الأردن بعد قيام سوريّة بإرسال قوات لمساعدة الفلسطينيين في أكتوبر الأسود عام 1970.

وكشف النقاب عن أنّه خلال المحادثات السريّة بين الملك حسين وبين أقطاب تل أبيب، رفضت إسرائيل اقتراحات الملك بعودة الأردن للسيطرة على الضفّة الغربيّة، وذلك بعد عدوان عام 1967، وأضاف أنّ منح الأردن من قبل وزير الخارجية شمعون بيريس في العام 1987 وعدًا بأنْ تكون الأردن شريكة في عملية السلام مع الفلسطينيين، أدّى إلى فتح الأبواب على مصراعيها للتوصّل لاتفاق أوسلو، مشيرًا إلى أنّ اتفاق السلام بين الأردن وإسرائيل تمّ التوقيع عليه بعد مرور 13 شهرًا من توقيع أوسلو في العام 1993، أيْ أنّ الملك حسين، قال عيران، لم ينتظر توصّل الفلسطينيين لاتفاق سلام شامل مع إسرائيل، ذلك لأنّه كان يُريد إضفاء العلنيّة على علاقاته السريّة مع إسرائيل.

وأشار سفير تل أبيب الأسبق في عمّان إلى أنّ حكومات إسرائيل المتعاقبة بعد العام 1996 رأت وما زالت ترى في اتفاق أوسلو خطأً، والسواد الأعظم من الإسرائيليين ما زالوا يؤمنون بنظرية الوطن البديل، أيْ أنْ تكون الأردن دولة فلسطين، وهذه السياسة الإسرائيليّة تقضّ مضاجع النظام الهاشميّ.

ورأى أنّ الانتقادات الفظّة التي يُطلقها العاهل الأردنيّ اليوم، الملك عبد الله الثاني، ضدّ إسرائيل، نابعة من توجسّه من انطلاق جولة ثالثة من الهروب الفلسطينيّ من الضفّة الغربيّة إلى المملكة، الأمر الذي قد يؤدّي إلى الإطاحة بالنظام الملكيّ الهاشميّ، على حدّ قوله.

مع ذلك أشار إلى أنّ الانتقادات بقيت حبرًا على ورق، ولم يقُم الملك بترجمتها إلى أعمال على أرض الواقع، وعلى الرغم من أنّه بمقدور الأردن إلحاق الأضرار بإسرائيل بصفتها عضو في مجلس الأمن الدوليّ 2014-2015 فإنّها لم تفعل ذلك، لأنّها تخشى من قيام إسرائيل بالضغط على أمريكا لوقف تقديم المساعدات للمملكة، على حدّ قول عيران.

ولفت إلى أنّ تخوف الأردن من تنامي قوة التنظيمات الإسلاميّة المتشدّدّة جعلت الأردن توثّق علاقاتها الأمنيّة مع إسرائيل لدرء هذا الخطر المُحدّق بها. وخلُص سفير تل أبيب الأسبق في عمّان إلى القول إنّ الذكرى العشرين لتوقيع اتفاق السلام مع الأردن هو ليس عيدًا، ولكن بالمقابل ليس عبئًان مُشدّدًا على أنّ إسرائيل المعنية جدًا في استقرار النظامين الحاكمين في كلٍّ من القاهرة وعمّان، عليها أنْ تُبدي مرونة معهما، وأنْ تتفهّم الضغوطات، وبالتالي عليها أنْ تقوم بتليين مواقفها من حلّ القضية الفلسطينيّة، لأنّ انتهاج هذا السياسة تصب في مصلحة إسرائيل الإستراتيجيّة، على حدّ تعبيره.

Loading...