الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:30 AM
الظهر 12:37 PM
العصر 4:15 PM
المغرب 7:22 PM
العشاء 8:43 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

ترجمات الصحافة الاسرائيلية اليوم

رام الله - رايــة:

بعد محاولة اغتيال احد نشطاء جماعة الهيكل:

وزير الشرطة يأمر باغلاق الحرم القدسي امام المصلين المسلمين!!

في خطوة مستهجنة، وقبل ان يتم كشف الجهة التي تقف وراء محاولة اغتيال يهودا غليك، احد أبرز نشطاء جماعة الهيكل التي تطالب بفتح ابواب الحرم القدسي امام المصلين اليهود، فرض وزير الأمن الداخلي الاسرائيلي، عقابا جماعيا على الفلسطينيين في القدس والمسلمين عامة، وأمر باغلاق ابواب الحرم القدسي بشكل مطلق ومنع المسلمين من دخوله لأداء الصلاة.

وكتب موقع صحيفة "هآرتس" الالكتروني، ان هذه هي المرة الثانية التي يتم فيها اصدار امر جارف كهذا، علما ان الاولى كانت في عام 2000، اثر الزيارة التي قام بها شارون الى الاقصى في ايلول، والتي قادت الى الانتفاضة الثانية.

وقال اهرونوفيتش انه "تم اجراء مشاورات مع مختلف الجهات الأمنية وتقرر اغلاق الحرم امام اليهود والمسلمين على حد سواء، ابتداء من الليلة (الماضية)، وانا ادعو الجميع الى اظهار المسؤولية. هذا ليس الوقت المناسب للبحث عن المذنبين. هناك الكثير من العناصر المعنية بالتحريض والهدف هو تهدئة الأوضاع".

وقال اهرنوفيتش ان التحقيق في اطلاق النار على غليك يتجه نحو خلفية قومية (!)، وهو ما اعلنه جهاز الشاباك الاسرائيلي.

وكان الناشط اليميني المتطرف يهودا غليك، قد اصيب مساء امس الاربعاء، بجراح بالغة، جراء اطلاق النار عليه من قبل مجهول في مركز بيغن في القدس، اثر انتهاء مؤتمر عقده انصار "جبل الهيكل". ويستدل من التفاصيل الأولية ان مجهولا كان يركب دراجة نارية، فتح النار على غليك من مسافة قريبة. وعلى الفور اقامت الشرطة الحواجز في مدينة القدس في محاولة للقبض على مطلق النار الذي اختفى من المنطقة.

واعلن القائد العام للشرطة يوحنان دنينو، عن رفع حالة التأهب في كل انحاء البلاد ودعا الى تهدئة الأجواء. وقال "انه سيتم تكريس كل الوسائل المطلوبة للتحقيق المكثف في الحادث".

وكان غليك قد شارك في المؤتمر الذي عقد تحت عنوان "اسرائيل ترجع الى جبل الهيكل" والذي كرس لمناقشة مطلب اليمين بتغيير الوضع الراهن في الحرم القدسي وفتح ابوابه امام المصلين اليهود. وشارك في المؤتمر انصار هذا المطلب، نائب وزير الأديان ايلي بن دهان (البيت اليهودي)، ورئيسة لجنة الداخلية البرلمانية النائب ميري ريغف، والنائب موشيه فايغلين (الليكود).

وادعى فايغلين انه بعد انتهاء المؤتمر خرج غليك الى موقف السيارات لوضع معدات في سيارته، فتوجه اليه مطلق النار و"تأكد بالعبرية وبلهجة عربية ثقيلة بأنه يهودا واطلق عليه عدة عيارات نارية من مسافة صفر"!.

وقال شاهد عيان: "اجتزت المفترق بالسيارة وشاهدت دراجة نارية تعبر المفترق، وعندها ركض شخص وصرخ "اطلقوا النار عليه". ركضت نحوه ووجدته ممددا على الرصيف. لقد اطلقوا عليه ثلاث رصاصات على الأقل، وكان يردد "يؤلمني هنا"، وبعد ذلك لم يتكلم بتاتا. وبعد عدة ثوان وصل مضمد على دراجة نارية ومن ثم وصلت سيارة العلاج المكثف ونقلته".

طالب بتقسيم الحرم القدسي كما في الحرم الابراهيمي

وكتبت "هآرتس" ان غليك هو اكثر الناشطين في موضوع ما يسمى "جبل الهيكل" وكان ناطقا بلسان كل تنظيمات "الهيكل" واقام تنظيما يكرس عمله لتغيير الوضع الراهن في الحرم القدسي والسماح لليهود بالصلاة فيه. وكان يدخل الى الحرم القدسي بشكل دائم كمرشد لمجموعات المؤيدين لأفكاره. وعندما رفضت الشرطة السماح له بدخول الحرم مرتين، اضرب عن الطعام في ساحة حائط المبكى حتى تم الغاء الأمر.

ونشط غليك في صفوف اليمين في الكنيست لتجنيد النواب دعما لتغيير الوضع الراهن في الحرم، وحظي بالإصغاء من قبل البعض، ابرزهم ميري ريغف التي عقدت 15 جلسة للجنة الداخلية لمناقشة هذا الموضوع، خلال السنة الأخيرة فقط.

وكان غليك قد "تنبأ" بحدوث التغيير في الوضع الراهن في الحرم القدسي وقال لصحيفة "هآرتس" قبل اسبوع: "سيحدث التغيير فقط عندما يتسبب العرب بإصابة لليهود في الحرم القدسي، عندها سيستيقظ رئيس الحكومة وسيكون الوقت متأخراً. عجز الشرطة يقود الى العنف". وكان يقول انه يتخوف من تكرار ما حدث في الحرم الابراهيمي، في القدس. "فهناك جاء التغيير فقط بعد قيام باروخ غولدشتاين بتنفيذ المذبحة".

وقبل اسبوع قال "ان الشرطة تستسلم للعرب بشكل قاطع، انها تقف في الخارج ولا تدخل الى المسجد، ولا تعتقل الناس المتواجدين في المسجد، وتخضع لإملاءات المسلمين. من الواضح لي ان الشرطة تتلقى الاملاءات من بيبي (نتنياهو) و(الملك) عبدالله، ولكن يجب اخراج كل عنصر عنيف من جبل الهيكل".

واضافت "يديعوت احرونوت" الى ذلك وكتبت ان شرطة القدس وصفته بـ"أحد الشخصيات الخطيرة في الشرق الاوسط"، ليس بسبب الخوف من تصرفه بشكل عنيف وانما بسبب الخوف من ممارسة العنف ضده. ولقد تحول يهودا غليك، 49 عاما، في السنوات الأخيرة الى ابرز الناشطين في الحرم القدسي.

فهو يمتهن الارشاد السياحي في الحرم، وتورط اكثر من مرة مع الشرطة بسبب ميله الى دمج الجولات بالصلاة، رغم امر المنع المطلق. وسبق ان قاضى الشرطة في القدس بعد قيامها بابعاده عن الحرم، وادعى انها مست بمصدر رزقه. ومؤخرا اضرب عن الطعام لعشرات الأيام قرب حائط المبكى مطالبا السماح له بدخول الحرم.

ويترأس غليك صندوق ميراث جبل الهيكل ورئاسة مشروع "تشجيع دخول اليهود الى الحرم). ويوم امس، قبل ساعة وجيزة من اطلاق النار عليه، القى خطابا في المؤتمر الذي عقد في مركز بيغن. وخلال كلمته رن هاتفه الخليوي، فتبادل طرفة مع الجمهور قائلا: "اتركه مفتوحا لأنه اذا ابلغوني ان هناك تصريحا ببناء الهيكل فسنتمكن من بدء العمل فورا".

واضافت ان غليك شخصية معروفة في الكنيست، وينشط منذ 15 سنة في مركز الليكود، وفي الانتخابات الأخيرة تم ترشيحه في القائمة المشتركة لليكود ويسرائيل بيتنا. انه يقيم في مستوطنة عتنئيل في جنوب جبل الخليل، وقبل سنة ادعى في لقاء منحه لصحيفة "يديعوت احرونوت" انه رغم اخلاصه للهيكل الا انه لا ينوي تفجير الحرم، وانما يحلم بتحويله الى موقع صلاة عالمي للديانات الثلاث.

لقد اعربت الشرطة عن قلقها ازاء نشاط غليك، وادعت انه برميل بارود يمكن ان ينفجر في كل لحظة. وقال غليك في ذلك اللقاء ان "الشرطة لا تحب ما افعله، انا اتفهمها، انها تفضل الهدوء، ولكن الهيكل يسحرني. فهذا المكان الاكثر قدسية في العالم". ويكرس غليك جانبا من عمله لمعهد الهيكل، الذي يعد لترتيب العمل في الهيكل الذي يؤمن بانه سيقام قريبا.

اليمين يطالب بالرد من خلال فتح الحرم امام اليهود

ونشرت الصحف تعقيبات لعدد من نشطاء اليمين الذين طالبوا باستغلال محاولة اغتيال غليك، لتوجيه ضربة قاسمة الى الفلسطينيين وفتح الحرم القدسي امام المصلين اليهودي.

وكتبت "هآرتس" ان وزير الاقتصاد نفتالي بينت اعتبر "اطلاق النار على ناشط جماهيري في قلب القدس تجاوزا للخط الأحمر" وطالب رئيس الحكومة بإعادة السيادة الاسرائيلية على العاصمة فورا".

اما زميله وزير الإسكان، اوري اريئيل، فقال ان "الرصاصات التي اطلقت عليه هذا المساء كانت موجهة الى كل اليهود الذين يريدون تطبيق حقهم اليهودي والاخلاقي بالدخول الى اكثر الاماكن قدسية لليهود والصلاة في الحرم. اطالب رئيس الحكومة بالسماح فورا لكل يهودي بدخول الحرم بشكل حر وانتهاج قبضة حديدية ضد المجرمين المسؤولين عن العمل".

واعتبر رئيس البلدية نير بركات الحادث بالغ الخطورة و"نتاج تحريض خطير". وقال: "يجب انتهاج قبضة صارمة امام التحريض وتأجيج الغرائز في المدينة".

واعلن نشطاء اليمين انهم ينوون الوصول الى الحرم القدسي ، اليوم الخميس، وتنظيم مسيرة في المنطقة. وقال النشطاء انهم لن يسمحوا للعمليات بأن  "تخصي النضال من اجل جبل الهيكل"، وسيتم الصعود الى الهيكل الساعة 12 ظهرا، وبعدها سيجري تنظيم مسيرة باتجاه دار البلدية.

وكان النائب موشيه فايغلين، قد اعلن مساء امس، انه ينوي الوصول الى الحرم صباح اليوم وان الرد يجب ان يكون بفتح الحرم امام اليهود. وقال فايغلين ان "العنوان كان ولا يزال مكتوبا على الجدران الممكنة، الاستسلام لعنف العرب في الحرم، وملاحقة اليهود ومنعهم من الصلاة، يستدعي انتشار العنف والقتل خارج الحرم وفي كل انحاء البلاد".

مجلس الامن يناقش الخروقات الاسرائيلية في القدس

كتبت "يسرائيل هيوم" ان مجلس الامن الدولي ناقش ، امس، قرار نتنياهو بناء الف وحدة اسكان لليهود في القدس الشرقية. وقال نائب الامين العام للأمم المتحدة، جفري بلاتمان، ان "البناء يتآمر على فرص حل الدولتين"، فيما ادعى المندوب الفلسطيني في الأمم المتحدة رياض منصور، ان "القدس تخضع للحصار" وان "اسرائيل تحاول تغيير التاريخ، واستفزازها في الاقصى يعمق المواجهة. والقدس ستحافظ بشكل دائم على طابع اسلامي".

وفي رده اتهم السفير الاسرائيلي، رون فروشوار، الفلسطينيين بالتصعيد في العاصمة، وقال: "انهم يطمحون الى يوم يكون فيه الحرم القدسي مفتوحا للمسلمين فقط. ابو مازن يحرض الفلسطينيين ويحرف انظار المجتمع الدولي عن الامور الهامة المطروحة على الجدول. شريط الخطاب الذي دعا ابو مازن خلاله الى منع دخول اليهود الى الحرم القدسي بكل الوسائل، تم بثه في التلفزيون الفلسطيني الرسمي 19 مرة خلال ثلاثة أيام، ولم نبدأ الحديث بعد عن حماس، كالعادة يدفع الفلسطينيون التحريض الجامح ويشعلون الأرض، ويركضون فورا الى مجلس الأمن كي يشتكون من نتائج اعمال العنف التي يقومون بها".

وحسب فروشوار فان "الفلسطينيين يتمسكون بهذه الاسطورة كي يتهربون من التسوية والقرارات الصعبة التي يتحتم عليهم اتخاذها. العقبة الحقيقة هي رفضهم الاعتراف بإسرائيل كدولة قومية للشعب اليهودي".

ورغم الهجوم القاسي على إسرائيل فقد كان متوقعا انتهاء النقاش بدون أي نتيجة ملموسة، لأن الولايات المتحدة كانت مستعدة وجاهزة لتفعيل حق الفيتو في حال محاولة مجلس الامن اتخاذ قرار ضد اسرائيل.

بلدية القدس تصعد من اجراءاتها العقابية، والشرطة تجرب وسائل قمع جديدة

كتبت صحيفة "هآرتس" انه على خلفية التوتر في القدس الشرقية، تجري الشرطة والجيش تجارب لتطوير عدة وسائل لتفريق التظاهرات في سبيل زيادة نجاعتها في مواجهة المتظاهرين في القدس الشرقية والضفة، والذين تعلموا كيف يواجهون غالبية الوسائل المستخدمة حاليا. وفي المقابل قررت البلدية تشكيل وحدة للمراقبة الجوية بهدف مساعدة الشرطة على مواجهة المظاهرات.

وتم مؤخرا اجراء تجربة على احد الآليات الاكثر عملية التي تستخدمها الشرطة، وهي الشاحنة التي ترش مواد كيماوية ذات رائحة شديدة العفونة تجعل المتظاهرين يهربون، كما اعتقدت الشرطة. لكنه تبين لها ان المتظاهرين تعلموا مواجهة هذه الرائحة، ايضا، ولذلك قامت وبالتعاون مع الجيش بإجراء تجربة لتحسين فاعلية هذه المادة، حيث اضيفت اليها مادة حارقة  تشبه غاز الفلفل الذي تستخدمه الشرطة. وقام الجيش بتمويل التجربة.

وكان مراسل "هآرتس" نير حسون، قد نشر تقريرا بعد اصابة المصورة الصحفية طالي ماير في ايلول الماضي، برصاصة اسفنج، كشف خلاله عن قيام الشرطة بتطوير هذا النوع من الرصاص واستخدام رصاص مغطى بالاسفنج الأسود، الشديد الصلابة اكثر من "رصاص الاسفنج الأزرق" الذي استخدم في السابق. وكشف حسون ان الرصاصة السوداء اطول من الزرقاء والاسفنج الذي يغطيها اكثر كثافة.

وفي المقابل تم مؤخرا اجراء بحث شامل حول احتمال اصابة افراد الشرطة خلال المواجهات. وجاء قرار اجراء البحث على خلفية الادعاءات التي طرحت اكثر من مرة خلال محاكمات للمتظاهرين، بأنهم لم يشكلوا خطرا على حياة الشرطة، ولذلك تقرر اجراء البحث كي يشكل اساسا لادعاءات النيابة العامة.

وفحص البحث احتمالات الاصابة بالحجارة والأدوات الأخرى التي يتم رشقها على قوات الأمن بواسطة "المقلاع" (جراب موصول بحبلين يسمى ايضا مقلاع الراعي ويستخدم عادة لرشق الحجارة) او يدويا. وتم اجراء الفحص مع وبدون درع واق، لتقييم حجم الاصابة في حالات مختلفة وما تسببه من ضرر للإنسان.

كما تستعد الشرطة لاستيعاب معدات استخبارية جديدة لمساعدتها في عملها، ومن بين ذلك تنوي تركيب اجهزة SWIR ، وهي كاميرات رصد طويلة المدى، ويمكنها التقاط صور واضحة للوجوه حتى في ساعات الليل. وسيجري فحص هذه المنظومة في المانيا، قبل المصادقة عليها. وستنضم SWIR الى بالونات المراقبة الصغيرة الحجم التي اطلقتها البلدية والشرطة في القدس لرصد تحركات المتظاهرين، وتحويل صور مباشرة الى غرف المراقبة في قسم الطوارئ والأمن في البلدية وكذلك الى اقسام الشرطة.

يعلون: "وجود العرب في باصات اليهود يعتبر ضمانا لتنفيذ عمليات"!!

تطرق وزير الأمن موشيه يعلون في الكنيست، امس، الى ما كشفته "هآرتس" حول قراره منع العمال الفلسطينيين من السفر على متن الحافلات التي تقل المستوطنين، ودافع عن المبادرة، وقال ان الوضع الحالي يستدعي العمليات. لكنه ادعى انه لم يتم اتخاذ قرار كهذا مؤخرا، وان ما نشر هو مجرد تلاعب!

وتكتب "هآرتس" انه على الرغم من ان مكتب يعلون كان قد تطرق الى الموضوع الا ان الوزير نفى ان يكون قد خضع لضغط قادة المستوطنين واصر على ان المقصود احتياجات امنية فقط. وقال في الكنيست: "لا حاجة لأن تكون رجل أمن كي تفهم انه عندما يتواجد 20 عربيا داخل حافلة يقودها يهودي، ويتواجد بينهم راكبين او ثلاثة وجندي او جندية مع سلاح، فان ذلك يعتبر ضمانا لتنفيذ عملية".

واضاف يعلون: "هذه الحالات تتولد في هذا الواقع، ولذلك اعود واكرر: لم امنع سفر العرب في الضفة ولا انوي منع سفرهم في المواصلات العامة في الضفة. في هذه الحافلات لا يمكنني الضمان بأنه كنتيجة لما يحدث لأحد ما ستكون هناك مشاعر انتقام ستغير وضعه من حالة السماح بدخوله الى منع دخوله".

وقال يعلون انه اتخذ قراره في كانون الثاني، وانه تم كشفه الآن فقط لأن الامر يحتاج الى وقت حتى ينضج، وله تكاليفه. وقال: "كان هناك عدم تيقن مما اذا كنا ستفعل ذلك. والموضوع يبدأ بتجربة لفحص فاعلية الخطوة. هذه ليست معايير سياسية وانما معايير امنية".

يشار الى ان المستشار القضائي للحكومة قام بعد نشر "هآرتس" عن الموضوع، بالتوجه الى يعلون ومطالبته بتوضيحات.

وفد إسرائيلي الى واشنطن لتخفيف حدة التوتر بين البلدين

كتبت صحيفة "يديعوت احرونوت" انه بعد قيام مسؤولين في البيت الأبيض بتوجيه الاهانات الى رئيس الحكومة الاسرائيلية، تبذل القدس وواشنطن حاليا، جهودا لتخفيض اللهيب. وسيصل الى واشنطن، غدا، وفد اسرائيلي برئاسة مستشار الأمن القومي، يوسي كوهين، لإجراء محادثات مع المسؤولين الامريكيين بهدف انهاء الأزمة الحادة بين البلدين. وكما يبدو فانه سيكون امامهم الكثير من العمل. فالشرخ الذي حدث بين إسرائيل وحليفتها الاقرب، يزداد تعمقا.

واضافت الصحيفة: "من وراء الكواليس يطلق مسؤولون كبار في البيت الأبيض، منذ عدة أشهر، تصريحات مهينة ضد نتنياهو، وفي اكثر من مرة سمع مسؤولون اسرائيليون كلمات نابية ضد نتنياهو، مثل "كاذب" و"شخص غير موثوق" و"شخص لا يمكن الاعتماد عليه"، بل حتى "من العار ان هذا هو رئيس حكومة اسرائيل". ومع ذلك فان التصريحات من وراء الكواليس ليست خطيرة كالتصريحات التي اطلقها مسؤولون كبار في البيت الابيض والتي تم اقتباسها من قبل جفري غولدبرغ في مجلة "اتلانتيك" حيث تم وصف نتنياهو بأنه "جبان بائس"، بل ورد في التقرير انه تم وصفه في السابق بأنه "رافض، ثرثار، قصير النظر، منغلق، صفيق ويعاني من متلازمة اسبرجر".

وكما يبدو فقد ادرك الأمريكيون بأنهم بالغوا هذه المرة، ولذلك سارعوا الى تبرئة انفسهم من الاهانات التي وجهت الى نتنياهو. واوضح الناطق بلسان مجلس الامن القومي في البيت البيض، اليستر باسكي، ان "هذا ليس موقف الادارة ومثل هذه الملاحظات يسبب الضرر". وقالت الناطقة بلسان الخارجية جين ساكي ان "علاقاتنا مع اسرائيل غير قابلة للتحطم، ومن ادلى بهذه التصريحات فعل ذلك على مسؤوليته". لكن مسؤولا اسرائيليا يحافظ على علاقة مع البيت الابيض، قال "ان البيت البيض يكره نتنياهو شخصيا".

نتنياهو: "يهاجموني لأني ادافع عن إسرائيل"

وفي هذا السياق كتبت "هآرتس" ان نتنياهو تطرق، بعد ظهر امس، الى تصريحات المسؤولين الامريكيين ضده، وقال "ان الهجوم علي جاء فقط لأنني ادافع عن دولة إسرائيل. لو لم أصر على مصالحنا القومية لما هاجموني".

وكان نتنياهو يتحدث في مراسم جرت في الكنيست، في ذكرى مقتل الوزير السابق رحبعام زئيفي، وقال: "احترم واقدر العلاقة العميقة مع الولايات المتحدة. منذ قيام الدولة كانت بيننا خلافات وستبقى هناك خلافات. نحن نرى المرة تلو المرة، وسنة بعد سنة، الدعم المتزايد من قبل الجمهور الامريكي، والتحالف الاستراتيجي بين البلدين سيتواصل".

وتطرق نتنياهو مرة اخرى الى الانتقادات التي وجهت اليه بعد قراره تكثيف البناء الاستيطاني في القدس الشرقية، وقال: "عندما يتم الضغط على اسرائيل كي تتخلى عن امنها، من السهل جدا التنازل، وسنحظى بالتصفيق، ومراسم في الباحات، وبعدها ستأتي الصواريخ والانفاق. يهمني كل مواطن ومواطنة وحياة كل جندي وجندية، ولست مستعدا لتنازلات تهدد دولتنا. يجب الفهم بأن مصالحنا القومية وعلى رأسها الأمن والقدس الموحدة، ليست مطروحة في مقدمة اهتمامات الجهات المجهولة التي تهاجمنا وتهاجمني شخصيا".

لبيد يفجر جلسة لتمويل البنى التحتية في المستوطنات

ذكرت الصحف الاسرائيلية ان وزير المالية يئير لبيد فجر الجلسة التي عقدها رئيس الحكومة نتنياهو صباح امس، لمناقشة تطوير البنى التحتية في المستوطنات. وقالت مصادر في حزب "يوجد مستقبل" لصحيفة "هآرتس" ان لبيد ابلغ رئيس الحكومة نتنياهو، معارضته لاستثمار الاموال في المستوطنات المعزولة، ويعارض تنفيذ ذلك في هذا الوقت الإشكالي الذي تواجه فيه إسرائيل اصلا، ازمة مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.

وشارك في الجلسة اضافة الى نتنياهو ولبيد، وزير الامن يعلون، ووزير الاسكان اريئيل، ووزير المواصلات كاتس، وسكرتير الحكومة. وطرح للنقاش موضوع شق 12 شارعا في منطقة مستوطنات الضفة، بما في ذلك خارج الكتل الاستيطانية، واستثمار في مشاريع للمياه والكهرباء، بتكلفة تصل الى مئات ملايين الشواقل.

وبعد حوالي 20 دقيقة من بدء الجلسة، طلب لبيد حق الكلام وقال: "لا استطيع دعم خطوة ستحول الأموال التي يجب ان تصل الى كريات شمونة وبئر السبع، لشق شوارع لمستوطنات معزولة مثل تفوح ويتسهار". واضاف: "في هذا الوقت سيسبب ذلك ضررا لإسرائيل. انا ادعم البناء في القدس عاصمتنا، ومن اجل تحسين البنى التحتية في الكتل الاستيطانية في اطار الرد على الزيادة الطبيعية، ولكن كل شيء في وقته".

وبعد انهاء كلمته قام لبيد وغادر الجلسة، فانفضت بعد عدة دقائق. وبعد الجلسة قال اريئيل: "سنصر على العودة للتخطيط وتسويق المباني في القدس والضفة. واقع التجميد لا يمكن ان يستمر ولن نوافق على ذلك".

السويد ستصادق اليوم على الاعتراف بفلسطين

من المتوقع ان تصادق الحكومة السويدية، اليوم، على قرار رسمي يعترف بفلسطين كدولة، حسب ما قاله مسؤول رفيع في القدس لصحيفة "هآرتس"، مضيفا ان السويد ابلغت إسرائيل بذلك رسميا.

وكان رئيس الحكومة السويدية ستيفان لوبين قد اعلن اثناء اداء اليمين الدستوري كرئيس للحكومة، قبل عدة اسابيع، ان احد مبادئ سياسته الخارجية ستكون الاعتراف بالدولة الفلسطينية. واعلنت إسرائيل في حينه غضبها، وتم استدعاء السفير السويدي الى جلسة توبيخ في وزارة الخارجية وتسليمه احتجاجا شديد اللهجة.

ورغم قول لوبين ووزيرة خارجيته في حينه بأن "الاعتراف لن يتم صباح غد"، الا ان لوبين اعلن يوم الاثنين الماضي بأن الاعتراف سيتم خلال فترة قصيرة. واكتشفت اسرائيل، امس، انه سيتم الاعتراف بفلسطين بشكل اسرع من المتوقع.

الكنيست ترفض الغاء العقوبة المفروضة على الزعبي

كتبت "يديعوت احرونوت" ان الكنيست رفضت امس الاربعاء، طلب النائب حنين زعبي الغاء العقاب الذي فرضته عليها لجنة الاخلاق البرلمانية والذي يقضي بابعادها عن جلسات الهيئة العامة للكنيست ولجانها لمدة نصف سنة. وبناء عليه سيسمح للزعبي بالمشاركة في التصويت فقط.

وجاء فرض العقوبة على الزعبي اثر تصريحاتها المختلف عليها، وفي مقدمتها قولها ان خاطفي الفتية الإسرائيليين الثلاثة ليسوا ارهابيين.

وعارض 68 نائبا، بينهم رئيس الحكومة وكل الوزراء، طلب الغاء العقوبة، فيما ايد الطلب 16 نائبا فقط، من الكتل العربية وميرتس والنائب عمرام متسناع من الحركة.

وكتبت "هآرتس" انه سبق التصويت جلسة عاصفة تم خلالها اخراج عدة اعضاء كنيست من القاعة، وقوطع خطاب الزعبي مرارا. وقالت: "لم اخرق أي حدود، لا حمراء ولا برتقالية، ولا أي حدود انسانية او اخلاقية او قانونية، وانما خرقت حدود الاجماع الحربي، البلطجي، العدواني والعنصري. وحسب رأيي فان خرق هذه الحدود هو مسالة حتمية". وقالت ان تصريحاتها كانت سياسية ولذلك فإنها لا تتعلق بعمل لجنة الاخلاق. وسألت عما اذا كانت حرية التعبير نابعة من مكانة سياسية معينة. واعتبرت القرار انتقاميا.

دفع سلفية لمستخدمي حماس في غزة

كتب موقع "واللا" انه بعد قرابة سنة من عدم حصولهم على الرواتب، تسلم كل واحد من الـ 24 الف موظف مدني في حكومة حماس في غزة، امس الاربعاء، مبلغ 1200 دولار، وذلك بعد قيام قطر بتحويل المبلغ الى حكومة الوحدة في الضفة الغربية، وتم تحويله عبر إسرائيل الى الموظفين في غزة.

مع ذلك فان هذا المبلغ يتبقى جزء صغيرا من آلاف الدولارات التي يستحقها كل موظف. واعتبر الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون، هذا المبلغ بمثابة "دفعة انسانية".

ولم يتم تحويل رواتب لقرابة 13 الف مستخدم في قوات الأمن التابعة لحماس، و3000 مستخدم مدني آخر.

مقالات

بركات يربي الفلسطينيين

تكتب صحيفة "هآرتس" في افتتاحيتها الرئيسية، ان اوامر رئيس بلدية القدس، نير بركات، بتشديد سياسة تطبيق القانون بحق سكان القدس الشرقية، تعكس قرارا بفرض العقاب الجماعي على السكان الفلسطينيين. فالسياسة البلدية الجديدة تندمج مع سياسة الشرطة التي تعتبر كل مواطني القدس الشرقية مذنبين في خرق النظام. ومن هنا يمكن تفعيل العقوبات ضدهم، بما في ذلك اغلاق الشوارع واستخدام وسائل تفريق التظاهرات بدون تمييز.

وكما نشر في "هآرتس"، امس، فقد أمر بركات رؤساء الأقسام في البلدية بتشديد القانون ازاء السكان الفلسطينيين في عدة مجالات: هدم المباني، جباية الأرنونا، ترخيص المحال التجارية، وغيرها. لقد تم في السابق تفعيل نهج استخدام القانون كوسيلة لمعاقبة سكان القدس الشرقية، ويتفق ذلك مع مفاهيم بركات، والتي تعتبر ان شطب الخط الأخضر في القدس يشكل تفعيلا مكثفا لطريقة "العصا والجزرة". هذه الطريقة التي تعتبر الفلسطينيين اطفالا يمكن "تعويضهم" او معاقبتهم، حسب الظروف، كي يسيروا في التلم الذي ترسمه لهم اسرائيل.

يدعي بركات وبمقياس معين من الحقيقة، ان البلدية بإدارته بدأت، ولأول مرة منذ 1967، التعامل بجدية مع بعض المشاكل الخطيرة في مجالات البناء والتعليم والبنى التحتية في شرقي المدينة. لكن قراره الأخير يكشف مفاهيمه، وهي ان الخدمات التي يحصل عليها الفلسطينيون في القدس هي بمثابة منة من السلطة، وان تطبيق القانون هو بمثابة عقاب يتم فرضه على السكان لتربيتهم.

هذه السياسة تسترضي الجهات اليمينية التي تطالب بتشديد التعامل مع سكان شرقي المدينة. ولكنها تكشف بشكل اكبر، الفجوة الهائلة بين شقي المدينة، وحقيقة ان بركات يعرف بوجودها وبأن الاحياء الفلسطينية تختلف بشكل جوهري عن الأحياء الاسرائيلية.

لا يمكن لأحد تخيل انتهاج هذه الخطوات في الأحياء اليهودية في القدس. ان حل مشاكل القدس ليس في ايدي رئيس البلدية، وانما في ايدي رئيس الحكومة. لكن بنيامين نتنياهو اختار خلال سنوات خدمته الطويلة عدم فعل أي شيء لدفع حل مستقر في المدينة، يرتبط بالحوار مع الفلسطينيين. وحتى يتم ذلك، من المفضل ببركات، وبدل الانتقام من السكان، محاولة التحدث اليهم بنوايا حسنة وعلى قدم المساواة حول ترتيبات الحياة المشتركة وتحسين مستوى المعيشة في الأحياء الفلسطينية.

كيف يقولون بالانجليزية: "مجرد عنصري"؟

تحت هذا العنوان تكتب رافيت هيخت، في صحيفة "هآرتس"، ان اول عبارة يتعلمها طلاب السينما في السنة الدراسية الأولى، لدى مشاهدتهم لفيلم "ولادة امة" الذي اخرجه ديفيد غريفيث في عام 1915، هي ان "كل صناعة السينما كانت نتاج ملاحظة هامشية لغريفيث". وهذا هو تقريبا طابع التصريح الذي ادلى بنه بنيامين نتنياهو خلال خطابه في افتتاح الدورة الشتوية للكنيست حول الصراع الاسرائيلي – الفلسطيني، حيث قال: "هل نقول لليهودي بأن لا يقيم في القدس لأن هذا يسخن الأجواء؟ وجودنا هو ما يسخن الأجواء.. فهل سنتوقف عن الوجود؟.. هناك خطأ يجب اجتثاثه من جذوره.. العنف الذي يتم تفعيله ضدنا ليس نتيجة للبناء في القدس.. الارهاب القاسي ضد طفلة جلست في عربة وكانت عائدة من حائط المبكى مع والديها.. تم بسبب رغبة اعداءنا بأن لا نكون هنا بتاتا.. في كل مكان".

وتكتب هيخت: لا احتلال، لا تضخم المستوطنات، لا تمييز ولا نكبة – كل هذه مجرد هراء. وجودنا، حقيقة كون اليهود يشمون هواء الشرق الأوسط – هو المشكلة. وما دون ذلك فهو مجرد ملاحظة هامشية.

هذا الاختزال يُسمع ممتازا لأنه بسيط، وقابل للاستيعاب، ويلغي مسبقا أي حاجة للعمل – وهي مكونات مفضلة في مطبخ نتنياهو، الذي يخبز كعكة خانقة لحكم الأبدية. من الصعب أن تعرف لدى نتنياهو ما هو الرأي الحقيقي وما هو مجرد العوبة أخرى لتصميم الواقع، كي يستمر حكمه. أنا بالذات اختار تصديق الممثل البارز لليمين، لأنه مع استبعاد التضليل والأكاذيب على غرار خطاب بار ايلان، فان نتنياهو يعرف بتمسكه بعدم الثقة المطلقة بالفلسطينيين وعدم رغبته بالتوصل الى اتفاق معهم.

خلافا لمواقف اكثر تعقيدا يطلقها رجال اليمين، مثل رؤوبين ريفلين وموشيه ارنس وداني ديان، فان هذا الموقف يتنكر كليا لمسؤولية إسرائيل عن وضع الفلسطينيين في داخلها وفي الاراضي المحتلة، عندما تدمجهم مع كل العرب في سلة شيطانية واحدة (الا اذا كانوا يعيشون بعيدا، في ابو ظبي مثلا).

وهكذا فان محمود عباس، الذي تخلى قبل الجرف الصامد عن حقه بالعودة الى مدينته صفد، وشجب اختطاف وقتل الفتية الثلاثة في غوش عتسيون، وحافظ على الهدوء في الضفة الغربية، يجد نفسه في ذات الدرج المتعفن مع حماس وايران بل ومع داعش، وكلهم نازيون، طبعا.

حسب منطق نتنياهو فان بروتوكولات اللجنة الفرعية لشؤون الضفة في لجنة الخارجية والأمن، التي ناقشت طلب المستوطنين انزال المسافرين الفلسطينيين من الباصات، تروي حكاية بسيطة جدا: "زوجتي سافرت في الباص عندما كانت في الشهر التاسع من الحمل، باص مليء بالعرب، ولم يمنحها احدهم مقعده لتجلس عليه"؛ "العربي يربح لأنه يتمتع بالسفر مع البنات اليهوديات"؛ "سفر العمال الفلسطينيين في الباصات في الضفة هو انتصار على المحتل اليهودي"؛ "لا شك أنهم اكتشفوا الحلقة الضعيفة لدينا: اليسار الذي يسمح لهم بالسفر الانساني".

هذه العبارات التي تم التعامل معها كمبررات منطقية، كما يبدو، حين قرر وزير الامن موشيه يعلون التجاوب مع طلب المستوطنين – تعكس صورة للادعاءات التي يطرحها نتنياهو ازاء الفلسطينيين. المستوطنون يقولون عمليا ان حقيقة وجود العرب هي مشكلة، وان حقيقة عروبتهم، التي تحتك بيهودية البنات، غير محتملة، وان حقيقة وجودهم هو الذي يسخن الأجواء. وكل ما غير ذلك هو مجرد ملاحظة هامشية. هل هو "جبان بائس"؟ كيف يقولون بالانجليزية: "مجرد عنصري؟"

الانتفاضة ليست على العتبة

تحت هذا العنوان تكتب اوريت فارلوب، في صحيفة "هآرتس" ، انه يبدو في الآونة الأخيرة، بأن الاحداث العنيفة في القدس الشرقية تخلق، بشكل تدريجي، واقعا هشا في العاصمة. وفي اعقاب كثافة الأحداث بدأوا برشق كلمات في الهواء مثل "تصعيد"، "تدهور"، والكلمة المفضلة لدى الخبراء والصحفيين والباحثين: انتفاضة ثالثة. وباستثناء الجاذبية الواضحة لهذه المصطلحات، التي تفرض الرعب، يطرح السؤال: هل حقا وصل الامر الى ذلك؟

هناك اكثر من مليون فلسطيني ينشطون اليوم عبر الشبكات الاجتماعية، ويسمحون لنا بتعقب الاجواء وفهم العلاقة الواسعة للأحداث في شرقي القدس. هل يرغب الجمهور الفلسطيني بالتصعيد؟ هل تتوفر المحفزات وقدرة الشبان الفلسطينيين وقيادة الشارع على اطلاق انتفاضة ثالثة؟

حسب تقديري ان الجواب هو: لا. فلكي تندلع انتفاضة ثالثة يتطلب الامر وجود قيادة معنية بذلك وكمية كبيرة من الناس المستعدين لممارسة العنف. وحسب الحوار الدائر على الشبكات الاجتماعية فانه لا توجد في الضفة الغربية وفي القدس الشرقية هذه الكمية الحاسمة، ولا وجود لقيادة قادرة (او تريد) جر الشارع الفلسطيني. مع ذلك، يمكن من خلال فهم العلاقة الواسعة، تشخيص الاستعداد لزيادة الاحداث الموضعية.

منذ عملية الجرف الصامد، بدأت قوات الأمن الاسرائيلية والفلسطينية بعملية "تطهير" للبنى التحتية لحماس والجهاد الإسلامي في الضفة والقدس الشرقية. وهي حملة ترافقت بموجة من الاحتجاج ضد السلطة الفلسطينية ورئيسها محمود عباس. وفي المقابل شدد الشاباك واجهزة الامن الفلسطينية من المراقبة على الشبكات الاجتماعية ومبلوري الرأي العام الفلسطيني على الشبكة.

ظاهريا فان الشبكة مفتوحة ويمكن التعبير عن الرأي الحر فيها، ولكنه عمليا، يتم اعتقال او التحقيق مع كل شاب فلسطيني يحاول تنظيم احتجاج شعبي لتفعيل الضغط على السلطة او القيادة نحو التصعيد. اما حماس فهي لا تستطيع وليست معنية بخلق استفزاز رسمي، في اعقاب هزيمتها في الجرف الصامد، والحساسية ازاء مصر. ويستدل من الحوار عبر الشبكة، ان استراتيجية التنظيم هي لعب دور الولد المطيع، حاليا، كي تصل اموال الرواتب والترميم الى غزة، من خلال الادراك بأن التصعيد الموجه في الضفة او القدس الشرقية سيؤدي الى تأخير الأموال. ومن جهة اخرى فانه لا يبقى امام الشبان الذين يتم اعتقالهم ويفرض عليهم وقف نشاطهم على الشبكة، ويمنعون من التعبير عن آرائهم، الا الانتشار والعمل العنيف في الاحداث الموضعية.

الشبكات الاجتماعية تسمح بتشخيص التوجهات في الرأي العام وكشف الحملات المتنامية وجس نبض الشارع، ولكنه لا يمكن العثور في الشبكة على منفذ العملية المنفرد، او التنظيمات الفردية. رغم الحساسية في القدس الشرقية والخليل، لا ارى أي نوايا شعبية واسعة للتصعيد. بل على العكس، غالبية الجمهور الفلسطيني ليس معنيا بالعنف، بل ويتم سماع اصوات تدعو الى كبح الشبان الذين يسببون الضرر لجودة حياة الجميع.

مع ذلك فإننا نتعلم من تجارب الماضي ان "تسلل الافراد" ايضا، يمكنه ان يقود الى تغييرات دراماتيكية واستراتيجية. ولذلك يجب عدم الاستهتار بسلسلة الاحداث العنيفة في القدس الشرقية، حتى اذا لم يكن متوقعا مشاهدة موسم ثالث من الانتفاضات. فقد يكون ذلك مجرد تجربة لنوع آخر.

حي لمشعلي النيران

تحت هذا العنوان يكتب اليكس فيشمان في "يديعوت احرونوت" انه في الحي الذي يديره المهووسون بإشعال النيران لا يمر يوم دون اشعال حريق جديد. فالسلطة الفلسطينية، مثلا، اعدت قائمة بأسماء 600 "مجرم حرب" اسرائيلي، والتي ستصل في يوم ما الى المحكمة الدولية في لاهاي، وتضم رجال جيش، شاباك، وزراء، نواب وشخصيات رسمية نشطت خلال العقد الأخير. ورئيس الحكومة، من جهته، اعلن عن تخطيط الاف الوحدات الإسكانية في القدس والضفة، وانشاء بنى تحتية واسعة في الضفة الغربية، وقدم وزير الامن مساهمته من خلال الفصل في الباصات.

لا شيء مما ذكر اعلاه سيتحقق، فهذا كله هواء ساخن، وسياسة في خدمة الاحتياجات الداخلية للقادة في الجانبين، الذين يملؤون البالون العام بالغازات السامة ويحرضون الشارع العنيف والمحبط أصلا.

انهم يلعبون على ملعبين، في غزة والضفة، وليسوا على استعداد للفهم بأن العنف في المكانين يعمل حسب قانون الآليات المندمجة. غزة بعد شهرين من الجرف الصامد، لا تزال تعاني من ذات المشاكل الاقتصادية – السياسية، التي ادت الى الانفجار العسكري، والدمار الضخم. الشتاء على الأبواب، وهناك عشرات آلاف اللاجئين الذين يفتقدون الى أي أمل في الأفق. المصريون اغلقوا معبر رفح بشكل مطلق، حتى امام المساعدات الانسانية، وينوون بناء جدار بمساحة كيلومتر ونصف بين القطاع وسيناء. المحادثات حول الاتفاق الدائم على وقف اطلاق النار بين إسرائيل والفلسطينيين تم تأجيلها الى موعد غير مسمى، وبما انه لا يوجد أي حوار يضمن الهدوء، فان الاموال التي تم الاعلان عنها في مؤتمر القاهرة قبل اسبوعين، نصفها للسلطة ونصفها للقطاع، لا تصل ولن تصل حتى يتم ضمان عدم اهدارها في جولة أخرى من العنف.

السلطة، ايضا، تصفي الحساب مع حماس. كان يفترض بقطر تحويل 30 مليون دولار لدفع رواتب موظفي حماس، لكن المبلغ لم يصل بسبب مشاكل بيروقراطية في رام الله. من المؤكد ان رجال عز الدين القسام في غزة، لن يشاهدوا أي شيكل من السلطة. وبالإضافة الى ذلك فان اعادة الاعمار المكثف للقطاع يرتبط بإرسال قوات السلطة الى المعابر في ايرز وكيرم شالوم، ولكنهم لم يصلوا الى هناك بعد، بسبب وجود خلافات مع حماس حول دورها في هذا الترتيب. لقد توصل منسق عمليات الحكومة في الضفة، بولي مردخاي، مع رئيس الحكومة الفلسطينية رامي الحمد الله وبالتعاون مع الامم المتحدة، الى اتفاق حول مراقبة ترميم غزة. وتم اختيار المقاولين، وانشاء برنامج محوسب للمراقبة، وتوزيع القسائم للمواطنين الذين يفترض ترميم بيوتهم. من هذه الناحية تعتبر ايادي إسرائيل نقية، لأنها قدمت المطلوب منها، بل انها مستعدة للسماح لألفي مزارع من القطاع بالعمل في محيط غزة. ولكن كل شيء سيبقى عالقا طالما لم يتم انشاء منظومة مراقبة تابعة للسلطة الفلسطينية.

لقد قاموا بتجربة. اخذوا 2000 مواطن من اصحاب البيوت المحتاجة الى الترميم، وسمحت اسرائيل بإدخال 400 طن من الإسمنت، و22 شاحنة من مواد البناء والحديد، وتم تخزين المواد في مخازن المزودين المؤهلين في القطاع، لكن رام الله اوقفت كل شيء، بادعاء انها لا تتمتع بالسيطرة الكافية لتويع المواد. الـ2000 بيت تبقى مجرد نقطة في بحر، ففي غزة هناك بين 40 و60 الف منزل تحتاج الى الترميم. وعليه فان كل ما تم ادخاله الى القطاع حتى الآن هو الخيام والبيوت الجاهزة ومولدات الكهرباء. وفي هذه المسالة هناك مشاكل ايضا. فأهالي غزة لا يريدون البيوت الجاهزة، يتخوفون من تحول المؤقت الى ثابت، كما انه لم يتم بعد ترميم البنى التحتية للماء والكهرباء والمجاري. الشتاء على الأبواب، وغزة تقف مرة اخرى على حافة الانفجار، والسلطة لا تهتم.

وحماس؟ انها تتخوف حاليا من اعادة تسخين الحدود، وتنفس عن غضبها بتشجيع الاضطرابات في القدس والضفة. بل تبنت المخرب الذي نفذ عملية الدهس، فقط كي يرى الجمهور الفلسطيني بأنها تحارب من اجله. ولدينا، في هذه الأثناء، يلقون في كل مرة بعود ثقاب آخر الى الحريق. يبكون بأن العالم كله ضدنا، ولا يفهمون لماذا ينعتون رئيس حكومتنا بمشعل الحرائق.

Loading...