الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:32 AM
الظهر 12:37 PM
العصر 4:15 PM
المغرب 7:21 PM
العشاء 8:42 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

كرمئيل تمطر أم الخير بالاعتداءات والشتاء يدق الباب

الخليل- رايــة:

طه أبو حسين- 

"في الشتاء نغرق في الطين عند ذهابنا للمدرسة وأحيانا نعود للبيت لعدم قدرتنا من الوصول بسبب الأمطار والطين، نحن مظلومين بهذه العيشة"، قال الطفل إبراهيم الهذالين "11عاما" من خربة أم الخير في الجنوب الشرقي لمحافظة الخليل، والذي بيّن بكلماته البسيطة مدى معاناتهم في فصل الشتاء تحديداً، سواء من التغيرات الطبيعية أو من تلك التي يصطنعها الاحتلال ومستوطنيه.

بيّن المواطن محمد الهذالين لراية أن أم الخير تتعرض "لإنذارات مستمرة، هدم للبيوت، لا فرص عمل، فكيف تريد أن تدعم صمود شباب لا تستطيع توفير لقمة عيش لهم، فالحياة صعبة عندنا، وقبل فترة هدموا عدة بيوت، ونحن بداية فصل الشتاء، أين سنذهب، فحياتنا كلها مشكلة، وعلى مستوى بناء غرفتي طوب، تأخذ إنذار عليها وتهدم، هذه حياتنا بالمختصر".
وأضاف الهذالين: "المسؤولين يأتون إلى هنا أحيانا، يحضرون بدعم بسيط، يطلّون علينا، يعدونا، لكن لا جدوى".

في زيارة ميدانية أجرتها شبكة راية الإعلامية لخربة أم الخير، التقينا خلالها بالمواطن إبراهيم الهذالين والذي قال: "خربة أم الخير هي إحدى مواقع الاحتكاك الرئيسة في الضفة الغربية، تبعد عن الخليل إلى الجنوب الشرقي قرابة 20 كم، منطقة شبه صحراوية، لا يوجد بها عيادة، ولا مدرسة، ولا توجد أي خدمة، حتى الشارع ممنوع، وهي تبعد عن مستوطنة "كرمئيل" أمتار فقط، فيها عشرات الخريجين من كافة التخصصات الجامعية، ولكن الإشكالية التي تواجههم لا توجد وظائف، تعداد سكانها كخربة 30 أسرة بمعدل 180 نسمة، لكن قرية أم الخير تعادل 900 نسمة، بمعدل 90 أسرة".

وأضاف الهذالين لـ"رايــة": "تاريخ أم الخير تاريخ طويل من الاعتداءات الإسرائيلية، فمنذ عام 1980 تتعرض لهجمات استيطانية كبيرة، وبالفترة الأخيرة اشتدت وتيرتها، فمستوطنة "كرمئيل" المجاورة تملك على الأوراق في المحاكم الاحتلالية 6000 آلاف دونم، وواقعيا قائمة على 2000 دونم، وهي تعمل بكل وسائلها بتوسعة الاستيطان للسيطرة على أم الخير وما يحيطها، حيث تبلغ المساحة التي عليها الخلاف مع المستوطنين 300 دونم".

بدوره اشتكى بلال الهذالين من التقصير الرسمي في دعم صمودهم:" أنا كمتضرر وصاحب منزل مهدوم مساحته 60 متر، كلفته 45 ألف شيقل، لنا حق على الحكومة الفلسطينية لدعم صمودنا وثباتنا بأرضنا، فأنا لا أريد حسنة وصدقة لله لأنني مستعد للتبرع، لكن أنا أحتاج أن يدعموا صمودي وثباتي بأرضي حتى ولو بنصف المبلغ الذي كلفني به بناء المنزل الذي هدم".

وأوضح الشاب معتصم الهذالين حجم الاعتداءات التي يتعرضوا لها "المستوطنين يقومون بمنع الأغنام عن المراعي، سرقتها، ضربها، قتلها، هدم الأبنية، تخريب المزروعات، حتى الطابون الخاص بالخبز الذي نقتات عليه اعتدوا عليه وهدموه بحجة أن دخانه يؤثر على المستوطنين".

وذكر معتصم لـ"رايــة"، أن كل المنطقة مهددة بالهدم ما عدا بيت يتيم بني منذ عام 1977، أي قبل وجود المستوطنة، مضيفا:"الشهر الأخير هدموا لنا حوالي خمس بيوت وكرفان تكلفته أكثر من 50 ألف شيقل، ورغم وجود قضية ومحاكم في المحاكم الإسرائيلية، إلا أننا فوجئنا بهدمها قبل موعدها".

سياسة الاعتداءات ممنهجة ومستمرة حتى أنها طالت قوت أبناء خربة أم الخير، وفي ذلك قال معتصم:" الطابون تعرض عدة مرات للهدم وآخر مرة هدم بالمعاول، وتم مصادرة عدد من الخيام، ونحن متخوفين، ونناشد الرئاسة ورئاسة الوزراء وكافة الجهات المعنية بتثبيث المواطن بأرضه، بأن ينظروا للمواطن وخاصة الأطفال في أم الخير الذين يتعرضون للبرد القارص".

وختم معتصم حديثه: "المدرسة تبعد عنا أكثر من 2 كيلو، أولادنا يقطعون الوادي لوحده طوله أكثر من كيلو، فالمشي فيه صعب جدا بالشتاء، والطالب الذي يتغيّب يتعرض للعقاب، لهذا نناشد الجميع بأن ينظروا لنا ويدعموا صمودنا".

خربة أم الخير، تتعرض لاعتداءات شرسة ومستمرة من مستوطني مستوطنة "كرمئيل" الملاصقة لها والمقامة على أرضها، اعتقالات لشبابها وشيوخها، دفع غرامات، ضرب النساء والرجال والأطفال، ملاحقة الأغنام وتخريب المحاصيل الزراعية وهدم البيوت، ومناشدات لدعم صمودهم وتثبيتهم بالأرض، سيّما أن الطفل قبل الشيخ الكبير يقول:" لن نترك هذه الأرض مهما كانت الظروف قاسية".

Loading...