الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:34 AM
الظهر 12:37 PM
العصر 4:15 PM
المغرب 7:19 PM
العشاء 8:40 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

أبو ماضي يمزج الماضي بالحاضر في مهنة الفسيفساء

الخليل- رايــة:

طه أبو حسين: بأدوات بسيطة كالكماشة والكاسرة والملقط واللاصق، يمارس هواة ومحترفي مهنة الفسيفساء القديمة حرفتهم، فيشكلون لوحات آية في الإبداع والجمال، ومحاكاة لواقع معاش يهوى صرعات الموضة التي باتت تستمد رونقها من التراث القديم، أخذ مصنع أبو ماضي للفسيفساء على عاتقه عملية إضفاء تحديثات جديدة تلبي جميع الأذواق والإمكانيات من خلال صناعة الفسيفساء الحديثة.

بيّن فني الفسيفساء اليدوية أشرف المحتسب أن الفسيفساء حرفة الشعوب الأولى، ومنذ القدم وضعت على الجدران وأرضيات القصور والمنازل لوحات تحاكي الواقع الذي كانوا يعيشونه، والتي بقيت شاهدة على تلك الأزمنة حتى يومنا هذا".

وذكر المحتسب أن لوحة الفسيفساء اليدوية الواحدة تحتاج لجهد ووقت كبيرين، التي قد يتجاوز صناعة بعضها عدة أشهر في الكثير من الأوقات، خاصة اللوحات التي تعبر عن شخصيات، حيث يكون بها العمل دقيق لدرجة كبيرة، موضحا أن الفسيفساء تحتاج لأدوات يدوية كالكماشة والمطرقة والملاقط واللواصق، حيث يتم التصنيع على طرق عدة منها القطع الخشبية والأسلاك.

وتعتبر الفسيفساء اليدوية هي النوع الأول والأكثر حرفية وجمالية، والتي يرجع تاريخها لأيام السومريين ثم الرومان حيث شهد العصر البيزنطي تطورا كبيرا في صناعة الفسيفساء لأنهم أدخلوا في صناعته الزجاج والمعادن، وقد مر تطور الفسيفساء بمراحل عديدة حتى بلغ قمته في العصر الإسلامي التي تعطينا خلفية واضحة عن تجليات الحضارة الإسلامية في عصورها المزدهرة.

أما النوع الثاني من الفسيفساء، هي الفسيفساء الحديثة،  والتي باتت تحظى برواج أوسع من التقليدية بسبب التكلفة الأقل من الصناعة الأولى التي تحتاج لوقت وجهد أكبر، بالتالي تكلفة مالية باهظة، حيث يتم صناعتها  باستخدام الآلات الحديثة والمتطورة التي تمتاز بسرعة الإنجاز.

قال مدير مشغل أبو ماضي للفسيسفاء أدهم أبو ماضي لراية :" مشغلي واكب التطور الصناعي في مهنة الفسيفساء وعمل على استحداث الفسيفساء الصناعي الحديث الذي يمكن من خلاله تزيين المنازل بأسلوب عصري يجمع بين عراقة الماضي وأصالة الحاضر، قسم الفسيفساء الصناعي، فقسم الفسيفساء القديم تم تطويره وتحديثه منذ عام 2007، وفي اليوم الواحد ينتج كل شخص قرابة 8 متر مربع".
وحول الحرفة يشير أبو ماضي "نعمل على تطوير صناعة الفسيفساء منذ سنوات، وذلك بتنظيم دورات تدريبية وتثقيف المجتمع حول تاريح وأهمية هذه الحرفة، فهذه الحرفة إحدى أهم الأدوات التي حفظت تاريخ الشعوب والأمم القديمة الفراعنة والإغريق واليونان والمسلمين".

أما طريقة تصنيع الفسيفساء الصناعية يوجزها أبو ماضي:"نحضر الحجارة بأحجام كبيرة من مخلفات مصانع الحجر، فبدلا من إتلافها نقوم باستغلالها بشيء مفيد وجميل، بعد ذلك نقوم بقصّها من خلال ماكينة القص بعدة أحجام حسب الطلب، ثم تليها مرحلة "التعتيق والتفجير"، حيث يكون من خلالها تشكيل الحجر بالطريقة المطلوبة وتفجيره بالأحجام المناسبة للزينة، بعد ذلك تكون مرحلة التجميع لتكوين لوحة متكاملة ليسهل استخدامها وتركيبها".

وفي حديث  للمهندس المعماري والديكور حجازي شاهين، قال: "هناك توجه لدى الناس في الفترة الأخيرة بإدخال ديكورات من وحي الطبيعة والتراث القديم والديكورات الكلاسيكية في منازلهم، لأنها تضيف جمالية عميقة فيها خليط حضارات وأزمنة مختلفة".

وختم حجازي : "قمنا بإدخال الحجارة الطبيعية بأشكال متعددة في الديكورات ولدينا أصناف من الحجارة المتنوعة كحجر تفوح وحجر بيرزيت وحجر الشيوخ وكل صنف منها له خصائص معينة ويمكن استخدامها بطريقة مختلفة، ولأغراض متعددة في تزيين القصور والأماكن الدينية أو أي مكان آخر".

يوجد في فلسطين المئات من اللوحات القديمة وخاصة الدينية باعتبارها مهد الديانات السماوية الثلاث، حيث عثر على لوحات في كنيستي المهد والقيامة، والمسجد الأقصى والمسجد الإبراهيمي الشريف وقصر عبد الملك بن مروان في أريحا وغيرها من الأماكن التراثية في فلسطين.

Loading...