هل فلسطين على استعداد لمواجهة منخفضات جوية عميقة؟

رام الله - رايــة:

فراس أبو عيشة- منخفضٌ جوي تلو آخر، والنتيجة واحدة، ألا وهي غرقٌ للشوارع وبعض المنازل والمحلات، والسبب وحيد، يكمن في بنية فلسطين التحتية التي صُممت منذ عشرات السنوات، فالمواطنون يطلقون صرخات استغاثة حتى لا تتكرر مشاهد الموت التي حُفرت في الأذهان مُسبقاً، والإجابة من الجهات المسؤولة تتلخص في عبارة "ما ذنبنا إذ كانت البنية التحتية مُصممة دون حُسبانٍ للمستقبل؟، ولكن لدينا إمكانيات لمواجهة تلك المنخفضات".

مفاجآتٌ ومنخفضاتٌ جويَّةٌ قادمةٌ

يؤكد مدير موقع طقس فلسطين على شبكة الإنترنت أيمن المصري لـِ "رايـــة" أن الأسابيع القادمة تحمل اشارات جيدة، حيث تشير إلى أن فلسطين مُقبلة على فترة نشاط شتوي قوي خلال الأيام والأسابيع القليلة القادمة، وربما تحمل معها العديد من المفاجآت.

ويُشير إلى أن فلسطين أبعد ما تكون عن الاستعداد لأجواء مناخية صعبة، وواقعنا الفلسطيني غير جاهز للبتَّة، وأمامنا تحدٍ كبير، وبنيتنا التحتية ضعيفة للغاية، ولا تتحمل أي شيء معقد وقوي، وهذا ما نراه يوماً بعد يوم، وكذلك هنالك لامبالاة في الاعتناء والرعاية والتصليح، ومع كل منخفض جوي نرى أن المشكلة ظهرت من جديد، وكذلك العامل الديموغرافي، بمعنى تضاعف أعداد السكان بعشرات المرات في مناطق كانت خالية من السكان.

المواطن هو من يتحمل المسؤولية

وقال نائب مدير عام الحكم المحلي في نابلس يوسف عصيدة "بعد ما تعرضنا له قبل سنوات قليلة، جعلنا نقف أمام هاجس كبير من المنخفضات التي يجب تحديها، والتصدي لها، وذلك من خلال التلاحم الاجتماعي، ووحدة الجهات المسؤولة في العمل على تخفيف حدة تلك المنخفضات الجوية، ولكن بطبيعة الأمر، فالمواطن الفلسطيني هو من يتحمل تلك المسؤولية، لأنَّه لا يستجيب إلى التعليمات والإرشادات عند البناء، ويضع جدار استنادي، يُجبر الأمطار على التجمع في الشوارع".

ويُضيف "بلادنا وطبيعتها الجغرافية الجبلية، لم تتعرض لمنخفضات جوية عميقة كالمنخفضات التي صاحبت فصل الشتاء في السنوات الماضية، فتغير طبيعة المناخ، وزيادة الأبنية العمرانية، وقلة الأراضي الزراعية، وخاصة أنَّها كانت منفتحة، وتستوعب كميات من الأمطار، مما شكَّل إعاقة لـِسير المياه في الوديان، ولذلك بنيتنا التحتية لا تستطيع استيعاب تلك الكميات المتوسطة إلى الكبيرة من الأمطار".

قادرون على المواجهة

إلى ذلك أكد نائب مدير الأشغال العامة والإسكان في نابلس المهندس عمر قصراوي أن الأشغال العامة في نابلس وكل مدن الضفة الغربية على استعداد لمواجهة هذه المنخفضات، والتعامل معها، وأضاف أنه تم تشكيل فرق طوارئ، وفتح العديد من العبَّارات والأودية لتصريف مياه الأمطار، إضافةً إلى كاسحات للثلوج، وآليات أخرى كالجريدر والجرافات وغيرها.

ويُتابع "البنية التحتية لفلسطين جاهزة إلى استقبال منخفضات جوية قد تكون كبيرة إلى حدٍ ما، باستثناء حالات العواصف الكبيرة غير المتوقع والمُصمم لها مُسبقاً".

استعداداتٌ وارشاداتٌ

ويقول مدير الدفاع المدني في نابلس العقيد كريم عميرة "نحن في الدفاع المدني جهزنا كافة الإمكانيات اللوجستية لمواجهة المنخفضات الجوية القادمة، ولتقديم الخدمة ورفع الخطر عن المواطنين، وتم تجهيز مركز للدفاع المدني في مخيم بلاطة، وبلدة عصيرة الشمالية، وقرية بورين، وزودناهم بالمعدات الخاصة، وفرق إطفاء وإنقاذ، علماً أن كافة العاملين بهم، وطواقمنا، استزادت بخبراتٍ عن طريق دورات عُقدت في الأردن تتناسب مع احتياجات ومخاطر واقعنا الفلسطيني".