لسة الدنيا بخير...

رام الله-رايــة:

داليا اللبدي- لم تكن تعلم المسنة ف. ب (90 عاما)، ان ابنا لم تنجبه، سيملأ عليها الحياة مجددا ويلبي كل ما تطلبه وتتمناه بلا ثمن لـ35 عاما متواصلة، بعد وفاة ابنها الوحيد وزوجها بمرض السرطان.

يأتي اليها في كل يوم ليلبي احتياجاتها، ولم يقبل بوضعها في ما يعرف بـ"ملجأ المسنين"، بل اسكنها في بيت فاخر وخصص لها غرفة خاصة كي ترتاح، هذا ما قدمه المواطن م. ص الذي طلب عدم ذكر اسمه، للمسنة المذكورة وما زال مستمرا بعمله.

تقول المسنة التي ترقد الان في ملجا للمسنين بعد إصرارها على الذهاب للملجأ ان لا احدا من عائلتها يزورها أو يتواصل معها منذ سنوات بعد وفاة ابنها الوحيد وزوجها.

وتتابع: "اشكر الله لانه بعث لي رجل كهذا فهو مثل ابني ولم يتركني يوما ويحضر لي طبيبا خاصا كل فترة وعلى حسابه لكي يجري لي الفحوصات ولم يتركني وحيدة".

وأضافت "حتى أولاده وزوجته يأتون لزيارتي كل فترة واخرى ويجلبون لي الهدايا وهذا يجعلني سعيدة ولست وحيدة، وان الله وهبني عائلة وعوضني بفقد زوجي وابني".

يقول هذا الرجل م. ص. "تعرفت عليها منذ سنوات عدة وانتابني الحزن لفقدان ابنها وزوجها وسعيت لاكون بمثابة الابن بالنسبة لها فكنت اتي لها بالاغراض المنزلية وكل ما تحتاجه، وكل صباح احضر لاشرب القهوة معها وفي كل يوم".

ويضيف "لقد اسكنتها بمنزل بجانب منزلي عندما كانت صحتها جيدة وكنت احضر لها ممرضة لكي تساعدها وطبيب يعمل لها الفحوصات كل فترة حتى تراجعت صحتها وطلبت مني ان اخذها الى بيت للمسنين بالرغم من انني لم ارضى ولكنها اصرت على ذلك".

ويتابع "اخذتها الى بيت للمسنين فيه كل الاحتياجات التي تريدها وطلبت ان تكون غرفة خاصة لها ولم اكترث بأمر المصاريف فكان كل ما اريده هو راحتها فقط".

وفي كل مناسبة يأتي ذلك الرجل الى المسنة في الملجأ هو وزوجته وأبناءه لزيارتها والإطمئنان عليها.

وانتهت المسنة للقول: "الحمدلله على كل شئ ولن استطيع ان اوفي هذا الرجل حقه وسأظل اشرب فنجان القهوة معه كل صباح الى ان يأخذ الله امانتي".