مجرم يقنع المشاهد بكذبه في "قصة حقيقية"

رام الله-رايــة:

هل تصور أحدنا أنه سيلتقي ذات يوم بشخص قاتل مطلوب للعدالة، يحمل ذات هويته ويعيش تحت ذات الاسم، أي علاقة وأي حوار يمكن أن ينشـأ بين شخصين كأنهما واحد؟

عبر ذلك المحور يأخذنا فيلم "قصة حقيقية" للمخرج روبرت جولد والنجم الأميركي جيمس فرانكو في متاهة من الأسرار والحكايات المتداخلة، تجعل مشاهد الفيلم يبحث عن إجابة لتلك الأسئلة المحورية التي ينطلق من خلالها الصحافي والكاتب "مايكل فينكل" ويقوم بالدور "جونا هيل"، الذي جاء ليقدم كتابه الجديد لصحيفة "نيويورك تايمز" لتخبره إدارة الصحيفة أنه تم القبض على مجرم خطير كان اسمه يوضع على قائمة أخطر المجرمين في مكتب التحقيقات الفيدرالية، ويحمل ذات الاسم.

ويقرر أن يذهب "فينكل" الكاتب والصحافي لمقابلة "فينكل" المجرم الخطر الذى قتل زوجته وأطفاله وهرب إلى المكسيك، ليقيم سنوات طويلة تحت ذات الاسم الذي يحمله شخصيا.

عندها يجد "فينكل" الكاتب الفرصة من أجل استثمار هذا اللقاء من أجل إعداد كتاب جديد تحت عنوان "قصة حقيقية"، ولكن تلك اللقاءات المتكررة تأخذنا إلى متاهات يصعب تصديقها، لعل أقلها إقناع "فينكل" المجرم للجميع بأنه "فينكل" الأصلي، عبر أداء رفيع المستوى للنجم الأميركي "جيمس فرانكو" الحاصل على عدة جوائز عن فيلم " 127 ساعة".

مباراة عالية المستوى في التمثيل وفك الرموز والإشارات تجعل حتى الأصل يشك في كينونته، بينما يواصل المدعي رحلته ومغامرته لأنه خير من يتعامل معها ومن يجيد تطوير مفرداتها وأساليبها الملتوية.

فيلم يجعل المشاهد في ورطة كبري، كما هو شأن شخصيات الفيلم التي نعتقد للوهلة الأولى أنها مجرد حكاية تقليدية فإذا بها تأخذنا إلى الورطة التي تطرح عشرات الأسئلة.

الفيلم من إنتاج استوديوهات "فوكس" وكتب السيناريو دايفيد كاججانيتش الذي تعود على كتابة النصوص التي تعتمد الألغاز والفيلم من إنتاج النجم الأميركي براد بيت.