لغز الجنود الأسرى.. المفاوضات بدأت بالصمت ولكن؟

خاص- غزة - رايــة:

عامر أبو شباب-

ما بين اشارات قادة حماس وجناحها العسكري عن وجود أسير أو أسرى من جنود الاحتلال لدى المقاومة الفلسطينية، ورفع صورة للصندوق الأسود في رفح، وتسريبات الاعلام العبري، وحديث أسرة الجندي المفقود، كلها معلومات متناثرة والحقيقة لدى العارفين فقط.

اشارات ومفاوضات

لعل أبرز ما قيل في الموضوع ورد على لسان عضو المكتب السياسي لحركة حماس د. خليل الحية، في يوم الأسير الفلسطيني، بالقول أن تحرير الأسرى قاب قوسين أو أدنى، مضيفا: إن حماس لن تفصح عما في يدها من جنود اسرائيليين أسرى حتى يفرج الاحتلال عن أسرى صفقة "شاليط"، الذي أعاد اعتقالهم (...) الاحتلال يتخبط، لندعه يتخبط ولن تفصح المقاومة عما في يدها".

بدوره أكد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل أن حركته لن تعقد أي اتفاق أو صفقة حول تبادل الأسرى قبل أن يفرج الاحتلال عن أسرى صفقة شاليط.

وقال مشعل مخاطبا الأسرى المحررين: "أقول وأطمئنكم لن نعقد أي اتفاق جديد حل تبادل الأسرى مع هذا العدو المحتل قبل أن تعود لكم الحرية وقبل أن يحترم الاحتلال بما سبق"، مبشرًا الأسرى بحريه قريباً جداً.

وأضاف قائد حماس: "اطمئنوا لخبرات إخوانكم في عملية التفاوض ولا تشغلوا أنفسكم بالمعلومات والتفاصيل".

وقال مشعل: "أعلم كم أنتم متلهفون لتسمعوا ما يسركم، ومتى ستبدأ المفاوضات لعقد صفقة جديدة ولكن أنا أقول لكم إن "الحر تكفيه الإشارة"، (...) "ولا تشغلوا بأنفسكم بالمعلومات والتفاصيل ولا تتعبوا أنفسكم بالشائعات".

فيما ارتأت كتائب القسام أن يكون خطابها في يوم الأسير عاما ويحمل اشارات خاصة، عبر التأكيد على "إن لحظة الفرج للأسرى قادمة" كما جاء في خطاب لأبو عبيدة الناطق باسم كتائب القسام.

وأضاف أبو عبيدة خلال خطابٍ متلفز بمناسبة يوم الأسير "انتظروا القول الفصل من القسام الذين لم يخذلوكم ولن يخذلوكم"، وتابع: " كونوا على ثقة ويقين بأن لحظة الفرج قادمة، ومن حاول يوماً قهركم سنقهره ومن خطط لكسركم سينكسر وسيفرض شعبنا ومقاومته إرادته على المحتل".

وكانت كتائب القسام أعلنت في 20 يوليو 2014 أنها أسرت الجندي شاؤول خلال تصدي مقاوميها لاجتياح قوات الاحتلال شرق غزة؛ لكن جيش الاحتلال أعلن رسميًا بعدها بعدة أيام أن الجندي ميت، وصنف على أنه جندي ميت لا يعرف مكان دفن جثته، كما اتخذ جيش الاحتلال ذات الموقف في رفح؛ حيث أعلن مقتل الضابط هدار جولدن في اشتباك مع كتائب القسام شرق رفح خلال الحرب الأخيرة.

تسريبات اسرائيلية

كشفت صحيفة” معاريف” العبرية الاسبوع الماضي، أن الجندي شاؤول الذي أعلن جيش الاحتلال عن مقتله خلال الحرب الأخيرة على قطاع غزة، تم أسره وهو على قيد الحياة.

وجاء التأكيد الأخر على لسان والدة الجندي الإسرائيلي "أورون شاؤول" بالإعلان عن ندمها على فتح بيت عزاء لمدة 7 أيام لابنها لأنه حي يرزق وأن الجميع سيفاجئ بهذا الأمر.

وأضافت "لن أذهب لمراسم ذكرى القتلى لأنه لا يوجد ما أبحث عنه هناك، فأورون سيعود سالماً إلى البيت وسأثبت للحكومة بأنهم أخطئوا منذ البداية".

بدوره طلب والد شاؤول من قائد أركان جيش الاحتلال غابي آيزنكوت بإبقاء كرسي فارغ لمتميزي الجيش هذا العام لابنه، في إشارة إلى تشكيكه برواية جيش الاحتلال حول مقتله في غزة.

كل معلومة بثمن

ورأى الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف أن حماس أعلنت أنه لا معلومات إلا بثمن والتزام الاحتلال بما تم في صفقة التبادل السابقة.

واوضح الصواف لـ"رايـــة"، أن حركة حماس تتبع سياسة الصمت الايجابي حاليا، معتبر أن خطاب الاحتلال تغير حاليا بعد انكاره السابق لأسر جنوده خلال الحرب وبعدها، خصوصا بعد حديث المقاومة عن صفقة تبادل مستقبلية مما يعطي مؤشر واضح أن لديها ما يقال، الأمر الذي يدفع اسرائيل للعمل على تخليص جنودها عاجلا أم اجلا.

واعتبر الكاتب والمختص في الشؤون الاسرائيلية توفيق أبو شومر أن اسرائيل والمقاومة استفادتا من خبرة صفقات التبادل السابقة، ومؤكدا أن أي معلومات عن أسرى اسرائيليين لن تجلب عدوان اسرائيلي على قطاع غزة.

وقال أبو شومر لـ"رايــة"، حسب التصنيف الإسرائيلي هناك فرق بين الأسرى ما بين أسير خلال الحرب أو خارج وقت الحرب أو أسير بسبب تقصير أو جراء خطأ عسكري، وقانون حنبعل الاسرائيلي أجاز قتل الأسير، فضلا عن الفتوى الدينية اليهودية التي لا تعتبر الجندي قتيل دون جثمانه أو جزء منه.

وأضاف أن اسرائيل تبقى التبادل في اطاره فقط، وهي الأن غير مستعدة بسبب عدم وجود حكومة، لذلك الافصاح عن الأسرار يخدم شخصيات حزبية تهاجم نتنياهو فقط، ويجب أن تكون المقاومة أكثر حرصا وتعلن عما لديها في وقت مناسب يخدم الصفقة، وحتى الأن لا جديد بانتظار تغيرات قادمة.

ويبلغ عدد الأسرى الفلسطينيون 6500 أسيراً في سجون الاحتلال منهم 24 أسيرة و230 طفلًا و13 نائباً.