رغم عدم اعلانها..هل تتجه اوروبا لتمييز بضائع المستوطنات؟

رام الله- رايــة:

فيما لا يزال الموقف الأوروبي غير واضح من الناحية الرسمية اتجاه بضائع المستوطنات سوى ما يُنشر هنا وهناك، رجح مصدر اعلامي في مكتب الإتحاد الأوروبي بالقدس في حديث لـ"رايـة" أن يصدر بيان من الإتحاد يوم الثلاثاء القادم بهذا الخصوص.

وفي خطوة سابقة ووفقاً لصحيفة هآرتس العبرية، بعث 16 وزير خارجية من بين 28 دولة عضو في الاتحاد الأوروبي، برسالة إلى وزيرة خارجية الاتحاد، فيدريكا موغريني، يطالبونها فيها بالإسراع بوضع علامة فارقة على منتجات المستوطنات التي تباع في السوق الأوروبي، ما يعني تمييز بضائع المستطنات عن غيرها بالنسبة إلى المستهلك الأوروبي.

لكن مدير المركز الدولي للاستشارات الدكتور وديع أبو نصار رأى في حديث لـ"رايـة" أن هذه الخطوات لن تكون ضاغطة وفاعلة على حكومة تل ابيب بالشكل المطلوب إلا إذا كانت في إطار عالمي وليست مقتصرة فقط على عدد من الدول الأوروبية.

وأوضح أبو نصار أن مقاطعة منتجات المستوطنات يجب أن تكون دولية ولا تنحصر فقط بين عدة دول، كون الاستيطان غير شرعي، مضيفا: "إذا كانت الرسالة واضحة المعالم ستبدأ اسرائيل ومسؤولوها بدراسة كيفية التراجع عن خطواتها".

وأضاف بان هناك قلق يسود الأوساط الرسمية الاسرائيلية بمختلف مستوياتها، سيما اوساط معكسر الوسط واليسار الصهيوني وزعيمه الذي انتقد بشكل علني هذا التوجه لكثير من الاوساط الاوروبية لمحاربة وصول بضائع المستوطنات الى الاسواق الأوروبية.

ورأى ابو نصار أن وضع علامة فارقة لمنتجات المستوطنات هو نوع من انواع المحاربة بشكل غير مباشر، مشيرا إلى أن التحركات في اوروبا تسير في اتجاهين متوزايين: الاول يتمثل في مقاطعة كاملة لمنتجات المستوطنات، وخاصة من قبل اليسار المتشدد الذي ينادي بمقاطعتها بشكل كامل، وأما الثاني فيكمن في وضع علامات فارقة على منتجات المستوطنات للتشديد على انها تأتي من مستوطنات متواجدة بشكل غير شرعي.

انتقادات اسرائيلية

واعلنت أوساط رسمية اسرائيلية رفضها دعوة وزراء خارجية 16 دولة في الاتحاد الاوروبي، بضرورة وضع علامات خاصة على منتجات المستوطنات في الضفة والجولان المحتلين، وقالت: "هذه الدعوة شبيهة بالاعمال التي اعتمدتها النازية في وجه اليهود في الحرب العالمية الثانية".

وفي هذا الإطار قال أبو نصار،  إن اوروبا تتريد من وراء هذه الخطوات غير المعلنة حتى اللحظة إلى ايصال رسالة تفيد بانها لا تزال تؤمن بحل الدولتين.

يشار الى أن مبادرة تسريع تطبيق التوجيهات العامة للاتحاد الأوروبي حول الإشارة إلى منتجات المستوطنات في العالم بدأت منذ عدة سنوات.

ففي نيسان 2013 ارسل 13 وزير خارجية من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي برسالة مشابهة الى وزيرة الخارجية السابقة كاترين اشتون والتي بدأت بتسريع الموضوع، لكنها جمدت هذه الخطوة في صيف 2013، بناءً على طلب وزير الخارجية الأمريكية جون كيري، على خلفية المفاوضات التي دارت بين اسرائيل والفلسطينيين.

ومنذ انهيار محادثات السلام بين الطرفين في آذار 2014، والجمود السياسي الذي حدث بعد ذلك، انضمت دول اخرى للمبادرة. مع ذلك، في الأشهر الأخيرة امتنعت الدول الأوروبية عن العمل في الموضوع، حتى لا تبدو هذه الدول بأنها تتدخل في الانتخابات الإسرائيلية.

وأشارَ دبلوماسيون أوروبيون أنّ الوقت قد حان – بعد الانتخابات في إسرائيل وعلى ضوء تصريحات رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ضد حل الدولتين – للعودة الى المبادرة.