غزة: التصعيد يعود.. هل اقتربت الحرب؟

غزة- رايــة:

عامر ابو شباب-

تعرضت عدة أهداف في قطاع غزة لعدة غارات شنتها طائرات الاحتلال الإسرائيلي فجر الأربعاء، دون أن يبلغ عن وقوع إصابات، فيما هدد جيش الاحتلال بأن تدفع غزة ثمنا باهظا بعد اطلاق صواريخ مجهولة الهوية.

وقال الباحث في الشئون الفلسطينية ابراهيم أبو سعادة إن عودة الحرب على قطاع غزة قريبة لأن اسرائيل ادركت أن بنية المقاومة لم تدمر بشكل كامل فضلا عن ترميمها، وتواصل اطلاق الصواريخ التجريبية مما يزعج ويستفز اسرائيل التي قامت بعدوان كبير على مدار 51 يوما من دون تحقيق الحسم.

وأضاف أبو سعادة لـ "رايـــــة" أن قوات الاحتلال لن تسمح بتطور قوة المقاومة وتراكم السلاح بغزة من خلال الضربة الاستباقية، لذلك الحرب مسألة أشهر ان لم يتدخل الأوربيون حسب ما قال رئيس المعارضة الاسرائيلية وقائمة "المعسكر الصهيوني"، "يتسحاق هرتسوغ".

ونوه أبو سعادة إلى أن الاعلام الاسرائيلي يعمل على تضخيم قدرات المقاومة العسكرية استنادا على ما ينشر في وسائل الاعلام المحلية وإظهار المقاومة "كأنها "الجيش الروسي الأحمر" رغم أن حقيقة الامر تؤكد ان المقاومة تعيش أزمة حصار خانقة.

وحذر من "هرب نتنياهو من ضعف حكومته الى حرب جديدة، بهدف قمع خصومه السياسيين والعمل ضد مخاطر حقيقة قادمة من قطاع غزة، بعد حديث وسائل الاعلام عن وصول أنفاق من القطاع الى البلدات الاسرائيلية المحاذية له".

وطالب القيادة الفلسطينية وصناع القرار في غزة بتقييم الموقف بشكل جاد، في ظل عدم استكمال ملف الاعمار، وعدم تحقيق المصالحة، واستمرار الحصار بعد ثلاثة حروب.

وتساءل أبو سعادة "ماذا يريد صانع القرار في غزة منذ 2005 هل يريد مقاومة من أجل القدس أو من أجل تحرير فلسطين أو بهدف البقاء في الحكم؟"، داعيا الى "تحديد المطلوب بشكل صريح حتى لا تكون الحرب القادمة انتحار فلسطيني على أسوار الاوهام دون أي مكاسب حقيقية أو معاني سياسية". 

وطالت الغارات فجر الاربعاء أرض زراعية قرب مطار غزة الدولي بصاروخ، وآخر على موقع عسكري لسرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، كما تعرض موقع "حطين" لسرايا القدس بأكثر من 4 صواريخ على فترات متقطعة، مخلفة خسائر مادية كبيرة.

جولة الغارات طالت هدف رابع شمال غرب بيت لاهيا شمال القطاع، وجاءت هذه الغارات بعد اعلان قوات الاحتلال عن سقوط صاروخ قرب "غان يفنيه" إلى الشرق من أسدود، ولم تتبنى أي جهة اطلاق الصاروخ.

من جهته قال القيادي في حماس حماد الرقب في إن الحركة تتفحص مزاعم الإحتلال حول اطلاق هذا الصاروخ، متوقعاً أن لا يتطور الأمر إلى تصعيد أكبر، لكنه أكد في ذات الوقت على جاهزية المقاومة لأي عدوان جديد.

وزعمت وسائل الاعلام الاسرائيلي إن اطلاق الصواريخ نابع من خلاف داخل حركة الجهاد الاسلامي حول تعيين قائد عسكري للسرايا في شمال القطاع.

وحذر وزير جيش الاحتلال الإسرائيلي موشي يعلون حركة حماس من تداعيات إطلاق الصواريخ من قطاع غزة، باعتبارها المسؤول عن الأوضاع في القطاع.

وقال يعلون أن "الجيش لا ينوي المرور مرور الكرام عن هكذا عمليات"، مضيفا "لن نحتمل أي تهديد لسكان الجنوب وإذا لم يسد الهدوء في إسرائيل فستدفع غزة ثمنًا باهظًا جدًا، وسيندم كل من يحاول تحدينا".

وطالب رئيس حزب "إسرائيل بيتنا" أفيغدور ليبرمان حكومة الاحتلال العمل على إنهاء حماس والقضاء على حكمها في قطاع غزة لضمان أمن مواطني اسرائيل ردا على اطلاق الصواريخ من غزة.

فيما قال عضو الكنيست وعضو لجنة الخارجية والأمن عومر بارليف: "نطالب نتنياهو بالرد على حركة حماس بكل قوة بعد تلقينا إشارة عدائية هذه الليلة".

وأعلنت بلدية "اسدود" المحاذية للقطاع عن تعطيل كافة المدارس غير المحصية ضد الصواريخ بدءا من صباح الاربعاء وحتى اسعار اخر.

طالبت السلطات المصرية اسرائيل بوقف الاعتداءات على قطاع غزة والالتزام بضبط النفس.