الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 5:09 AM
الظهر 12:44 PM
العصر 4:15 PM
المغرب 7:02 PM
العشاء 8:19 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

أبو تاج... خمسة عقود في مترين

الخليل- رايـــة:

طه أبو حسين-

يومياً وعلى مدار خمسين عاماً وما يزيد، يطرق الحاج مصباح الحموري باب رزقه منذ ساعات الصباح حتى مغيب الشمس في محله المخصص لصناعة وبيع الإكسسوار اليدوي التراثي، التي من خلالها يضع بصمته ويحافظ على الهوية الثقافية للوطن.

مصباح الحموري "أبو تاج"، ولد بعد عامين من عام النكبة الفلسطينية ، يبلغ من العمر (65 عاماً)، يجلس بشكل دوري في دكانته التي لا تتجاوز مساحتها مترين مربع في البلدة القديمة من مدينة الخليل، ماسكاً بيده كماشته الصغيرة وبعض الخرزات والحجارة لصناعة المسابح والأساور والقلائد وغيرها من الاكسسوار اليدوي التراثي.

آلاف القطع التراثية معلقة ومعروضة للبيع في محل "أبو تاج"، جميعها من صنع يديه على مدار خمس عقود. يقول الحموري لـ"رايــة"، حرفتي كبضاعة سياحية عربية فلسطينية خليلية، جميعها عملا يدويا، صنعته بيدي من سناسيل، أحرف، حلق، أساور، وغيرها، باستخدام حجر طبيعي، وحجر من أفغانستان وآخر أردني، وأيضا من عظم الجمال".

كيف تعلم الحموري حرفة صناعة الاكسسوار اليدوي، يجيب: "تعلمت الحرفة عن طريق والدي منذ صغري، فأتقنتها واتخذتها مهنة لي، وهذه الحرفة مصدر رزقي ورزق أولادي، وأنا من خلالها أستر نفسي، فصفاتي وكل ما يخصني موجود في هذه المهنة، فهي حرفة حلوة وأعتز بها".

مصباح يعتبر حرفته كالرسم والنحت وغيرها من المهن التي يستطيع الفنان وضع معالم شخصيته فيها، فهو يجد من خلال صناعة المسابح والحلق والأساور فسحة لترسيخ صفاته وشخصيته خلالها سيّما ما يتعلق بمسابح الحجر الطبيعي. "أكثر ما أحب عمله من كل هذه المقتنيات، هي المسابح بالحجر الطبيعي. فأحب عمل المسبحة المرجان أو القمر أو الأونيكس التي أجمعها حجراً حجراً، فهي غير متوفرة بشكل كبير".

ويضيف الحموري: "أنا أفتخر بالمسابح التي أصنعها، لأنها فريدة من نوعها وبجودة عالية، فأقوم ببرمجتها وهندستها لتكون بصورة رائعة وجذابة".

تنامت علاقة وطيدة بين مصباح ودكانته، ربما كتلك التي تخلق بين الأم وولدها، فقد قال لـ"رايــة"، أنه من خلال وجوده فيها يقاوم الاحتلال ويمنعه من تهويد الخليل القديمة. :"دكانتي مترين مربع، لكنها لا تقدر بكل كنوز الدنيا، لأنها مسقط رأسنا، فهذه دكاكين الآباء والأجداد، وهذا المحل خرّج الأجيال؛ الأطباء، المهندسين، القضاة، وغيرهم، فهذه محلات أثرية جدا، ولها قيمة عالية في نفسي".

وذكر الحموري لـ"رايــة"، أن محله الحالي منذ عشر سنوات بعد أن أغلق الاحتلال محليه الاثنين في زاوية الأشراف من البلدة القديمة، موضحا: "أعمل في هذه الحرفة منذ 50 عاما، فأنا هنا أقدم من المرحوم أبو عرب، مع أنه يكبرني سنا، لكنني بدأت العمل في هذه المنطقة منذ عام 1966 وفي نفس الحرفة طيلة هذه العقود، كما أنني علمتها لأولادي وأولاد أولادي، فانا لدي 36 حفيداً".

يتجلى الحاج مصباح الحموري في صناعة المسابح بالحجارة النادرة، لتكون المسبحة سلاحاً خاصاً يقاوم بها الاحتلال الاسرائيلي، من خلال احياء محله والبلدة القديمة، اضافة لحفاظه على موروث ثقافي ورثه عن والده وورّثه لأولاده وأحفاده، ناهيك عن كون هذه الحرفة مصدر رزقه الوحيد.

Loading...