بيت الموسيقى في شفاعمرو يواصل رسالته بتخريج كوكبة أخرى
عمل موسيقي ابداعي تعليمي تظاهرة ثقافيه عظيمه يبدعها فلسطينيو فلسطين48
شفا عمرو- راية :
وسط اهتمام لافت وعلى إيقاع نغم الطرب الأصيل ولمسات الصغار، تراقصت الأوتار على أنامل فتية بعمر الأقحوان، وكأسراب عصافير صغيرة تحلق فوق حقول ريفية على أهداب الندى، تستكشف فضاءات في ليال كالحة وتزرع الزنابق والسنابل في أرض متصحرة لتروي بلحنها العذب ظمأ الأرض العطشى.
بحشد من المهتمين في عالم الوتر والنغم المتأصل غصت قاعة العروض في مدينة شفاعمرو بعدد كبير من عشاق الموسيقى، حيث اختتم 'بيت الموسيقى' الأسبوع الفائت عامه الدراسي السادس عشر بالمفخرة والاعتزاز، واحتفى بإنجازات مشرفة توجت بكوكبة من خيرة الطلبة وروح الإبداع الشبابي الواعد.
وبحضور مدير المعهد الأستاذ عامر نخلة، شوهدت كتائب من العازفين الصغار تعتلي منصة النغم لتهتز خشبة العرض على وقع الإيقاعات والآلات الوترية والنفخ التي يتمرس طلاب المعهد عاما بعد عام في تطويعها عبر إبداع لوحات فنية من موروث الأصيل ومسعى لتأصيل الحديث، كما اهتزت قاعة المسرح بإعجاب جمهوره الذي توافد بالمئات لقاعة اتسعت لجمهور عريض وروح متوثبة لفتية بعمر الزنابق في مشهد يثلجك فيه حسن الأداء وخفة الظل وبراءة الروح.
عبود: نعتز كمؤسسة ومجتمع فلسطيني
وأدارت المهرجان عازفة البيانو، ندين عبود، واستعرضت موجز نشاط ورسالة بيت الموسيقى، وقالت في معرض كلمتها إن هذه الاحتفالية تحولت إلى طقس سنوي يحتفي به معهد 'بيت الموسيقى' بإنجازات طلابه وطالباته الموسيقية في نهاية كل عام دراسي، وبآمال وطموحات تحملها لهم الايام القادمة. وأضافت 'نعتز بها وبهم كمؤسسة وكمجتمع فلسطيني'.
وتابعت أن معهد بيت الموسيقى ساهم ولا يزال يساهم منذ أكثر من ستة عشر عاما في نشر الثقافة الموسيقية والتأكيد على أهميتها.
وأضافت عبود أن 'هناك أربع مائة طالب في هذا البيت أسبوعيا، لكل منهم الفضاء الموسيقي الخاص به، ولنا نحن الحرص والاعتناء بهذه المواهب الموسيقية الفنية على مدار أيام السنة برمتها'.
وأنهت بالقول إن 'احتفالية اليوم هي تأكيد على ما بذل الطلاب من مجهود خلال عام بأكمله، وهي الثمار النضرة التي جناها مدرسو ومدرسات الموسيقى في هذا البيت. لكم أساتذة معهد بيت الموسيقى كل الشكر والتقدير على عطائكم المستمر'.
بعد ذلك، قدم العشرات من نخبة الطلبة العازفين من الجليل الذين يسعون مع خيرة الأساتذة المتمرسين في عالم الإبداع الموسيقي، من مشارف الحي الشرقي في شفاعمرو معزوفات ومقطوعات موغلة في وجدان التاريخ.
تقدمهم المايسترو أمام الكواليس، وبدت المنصة كروض من الأقحوان والنرجس، يتزين بطيف من الألوان الساحرة، جمعت بين آلات النفخ والآلات الوترية، وبين روح الشرق وتقنيات الغرب حيث انتصب العشرات من العازفين الصغار والمنشدين الواعدين على المنصة بأداء ملفت.
كتيبة من مبدعين في عالم الحب والجمال عانقوا واحتضنوا آلاتهم، وأطلقوا صدى الوتر والحناجر بأحاسيس كجمرات متوثبة لتستحضر موروثا يتوق الكثيرون لعبقه في زمن الاستهلاك، ويرتلون ألحانا قادمة من أروقة معابد موغلة في عمق الأرض والتاريخ، ومتغلغلة في ثنايا الروح لتقدم لوحات خالدة من موروث حضاري أبت إلا أن تحمله عبر الأنامل والحناجر لتمرره لجيل بعد جيل، و يحمل بيت الموسيقى رسالته ويمضي في تحدياته.
نخلة: نزرع براعم الفضول والرغبة لفهم موروثنا الحضاري
مدير معهد بيت الموسيقى، الأستاذ عامر نخلة، استعرض تحديات بيت الموسيقى، وقال: يطمح بيت الموسيقى إلى إغناء المعرفة والذائقة الجماعية من خلال تطوير موارد مهنية مثل كتاب أبواب ومفاتيح الإيقاع الشرقي من تأليف الفنان يوسف حبيش، وموقع موسيقانا لتعليم الموسيقى العربية، بالتعاون مع معهد إدوارد سعيد الوطني، والذي يقدم نموذجا رائدا في تعليم الموسيقى العربية، وأيضا مشروع التبادل الموسيقي مع جامعة الـ'غولد هول' في لندن، بالإضافة إلى تقديم عروض موسيقية تعرف الجمهور على ما ينتج حديثا.
وأضاف نخلة أن بيت الموسيقى يحرص على إتاحة الفرصة لجميع فئات المجتمع المحلي، خاصة المهمشة اجتماعيا للتواصل مع الموسيقى من خلال مشروع التمييز الإيجابي والمدعوم من مؤسسة التعاون.
وتابع 'منذ تأسيس معهد بيت الموسيقى ونحن نسعى لخلق بيت دافئ وحاضن لأبنائنا وبناتنا من كافة أنحاء البلاد الذين أحبوا تذوق الموسيقى، وسرعان ما أبحروا في عوالمها، وأسروا في سحرها'.
واختتم نخله كلمته بالقول 'نعتز بكم، ونكن كل مشاعر التقدير والاحترام لذويكم على المجهود والمثابرة، ونتمنى أن نكون قد وفقنا في مهمتنا الرئيسية بزرع براعم الفضول والرغبة في فهم ومعرفة عوالم الموسيقى في الحفاظ على موروثنا الحضاري وهويتنا الثقافية'.
1. فرقة آلات النفخ
تأسّست هذه الفرقة مع بداية السنة، بإطار مشروع آلات النفخ في المعهد، والّذي يهدف إلى تشجيع آلات النفخ وتطويرها وإدخال آلات جديدة، حيث تم كشف آلات النفخ على مجموعة من طلاب المدارس، ودمجهم بالتّعلم على هذه الآلات المتنوّعة وتوفيرها للطلاب. الفرقة هي بمثابة نواة لأوركسترا كبيرة Bigband)) ويشرف على تدريبها الأستاذ آرمن اسلنيان.
وقدّمت الفرقة ثلاث مقطوعات، وهي:
1. Spiritual
2. Auralee
3. Let's go band
2. طالب البجروت: صالح حجيرات
يدرس العود في المعهد منذ 5 سنوات مع الأستاذ رمسيس قسّيس. يعزف في التخت الشرقي في المعهد منذ 4 سنوات، وشارك في عروض موسيقية متعددة في إطار المعهد. كما شارك في مسابقة فلسطين للموسيقى، وانتقل للملاحلة الثانية في التصفيات في الفئة العمرية الثالثة حتى جيل 17 عاما.
تقدّم صالح لامتحان البجروت بالموسيقى على آلة العود بمستوى 5 وحدات وحصل على العلامة الكاملة 100.
3. موهبة العام: أيمن جمّال
درس أيمن آلة الكمان في كونسرفتوار 'بياليك' لمدّة 5 سنوات، ثم التحق بمعهد 'بيت الموسيقى' ليتابع المشوار مع الأستاذ ليونيد كوبرمان، والّذي أشرف على تعليمه خلال السنوات الثلاث الأخيرة.
وهو عضو في أوركسترا بيت الموسيقى. وشارك في مسابقة فلسطين الوطنية لعام 2014 وحصل على المرتبة الرابعة.
4. أوركسترا الوتريّات الشّابة:
هي فرقة موسيقيّة غربية بقيادة الأستاذ ليونيد كوبرمان، تأسّست عام 2007 وهي مكوّنة من مجموعة مميّزة من طلّاب آلة الكمان الغربي وتشيلو.
تشارك الأوركسترا في هذا العرض للمرّة التّاسعة في حفل نهاية السّنة الدّراسية لطلّاب كونسرفتوار 'بيت الموسيقى'.
5. موهبة العام: ياسمين إبداح
تدرس ياسمين الموسيقى بالمعهد منذ 6 سنوات. فهي تمارس دروس تطوير الصّوت وصقله مع المعلّمة سبتلانا سمرنوف.
ياسمين هي عضو في جوقة بيت الموسيقى، وقد شاركت بعروض الجوقة المتعدّدة في إطار المعهد وخارجه.
6. التّخت الشّرقي التّمثيلي بقيادة الأستاذ عامر نخلة
تأسس التّخت الشّرقي منذ تسع سنوات، ويشرف على تدريبه الأستاذ عامر نخلة. وهو مكوّن من طلّاب واعدين في كونسرفتوار بيت الموسيقى. يختص التّخت الشّرقي بأداء الموسيقى الشرقية الكلاسيكية الآلاتيّة، ويقوم بتمثيل المعهد في العديد من العروض الموسيقية في أطر جماهرية في شفاعمرو والجليل.
شارك في العديد من المهرجانات والعروض في كافّة انحاء البلاد، وتمّ اختياره من قِبل وزارة المعارف ليشارك في المؤتمر الذي عقد في تل أبيب والّذي يهدف لتقديم نموذج للتميّز من خلال المعاهد الموسيقية المختلفة في البلاد.
شارك في العام الماضي في مهرجان 'بلفورت' الدّولي في فرنسا، بمشاركة 30 دولة من أنحاء العالم.
المصدر عرب 48
