المبادرة القبرصية.. هل تكرر التجارب الفاشلة للمفاوضات؟

رام الله-رايــة:

بعد موافقة نتنياهو عليها، يبحث الجانب الفلسطيني المبادرة القبرصية لإستئناف المفاوضات بكافة أبعادها والتي تتضمن القاء الرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خطابين منفصلين على هامش إحدى مؤتمرات الاتحاد الاوروبي في العاصمة البلجيكية بروكسل امام العديد من الزعماء ومؤسسات الاتحاد.

مصادر سياسية فلسطينية توقعت ان تنفذ هذه المبادرة قبل نهاية العام في حال وافق الجانبان عليها رسميا مؤكدة انها تحتاج الى دراسة معمقة.

من جهته قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير غسان الشكعة لـ"رايــة"، إن المنظمة لا تمانع العودة للمفاوضات لكن بشرط تحقيق مسلتزماتها المستندة للشرعية الدولية، وان تكون ضمن فترة زمنية محددة وعلى اساس العودة الى حدود 67 وقيام دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.

وقال الشكعة ان موافقتهم على هذه المبادرات للتوصل الى حل تأتي لكونها تكشف الموقف الاسرائيلي الزائف الذي يقول نعم للمبادرة ولكن لا يوافق على وقف الاستيطان.

وأضاف ان جهود العالم الاوروبي للتوصل الى حل تصطدم بالرفض الاسرائيلي عندما تصل الى نقطة وقف الاستيطان والاعتداءات الاسرائيلية اليومية.

وحول ما يُقال عن لقاء سري جمع وزير داخلية الإحتلال سلفان شالوم بكبير المفاوضين صائب عريقات، أشار الشكعة إلى أنه سيتم التحقق من دقة هذا الخبر في الاجتماع القادم لللجنة التنفيذية، معتقدا انه لم يجري مثل هذا اللقاء.

وقال انهم متفقين ان اللقاءات السرية مرفوضة ويجب تكون على الطاولة وامام القيادة الفلسطينية جميعها.

على الجانب الاسرائيلي تتواصل التصريحات المؤكدة على ضرورة توسيع الاستيطان من قبل المسؤولين في حكومة الاحتلال.

وقرر مكتب نتنياهو بناء 300 وحدة استيطانية في مستوطنة "بيت ايل" شرقي مدينة رام الله وفقا لما نشرته المواقع العبرية اليوم الاربعاء، وذلك في اعقاب الدعوات الصادرة عن اقطاب الحكومة بالرد على قرار المحكمة العليا بهدم منزلين للمستوطنين في مستوطنة "بيت ايل".

من جهته اعتبر المحلل السياسي جهاد حرب في حديثه لـ"رايــة"، المبادرة القبرصية "مجاملة" واعادة للشروط السابقة، في ظل فشل الولايات المتحدة وعدم استطاعة فرنسا تقديم مبادرتها رسميا.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد اعلن مساء امس الثلاثاء استجابته للمبادرة القبرصية القاضية بإلقائه خطابًا مشتركا مع الرئيس محمود عباس في مؤسسات الاتحاد الاوروبي ببروكسل.

ونقلت الإذاعة العبرية العامة عن نتنياهو قوله في ختام اجتماعه في نيقوسيا مع الرئيس القبرصي نيكوس انستاسياديس إنه يعتزم عرض موقف اسرائيل في هذا الخطاب ورغبته في السلام، على حد تعبيره.

وسبق أن أعلنت قبرص عن تقديم مبادرة من أجل إلقاء كل من الرئيس عباس ونتنياهو خطابا مشتركا أمام الاتحاد الأوروبي في بروكسل ضمن الجهود الأوروبية المبذولة لاستئناف مفاوضات السلام بين الجانبين الفلسطيني- الإسرائيلي.

تحرير: داليا اللبدي