مراقبون لـ"رايــة": مبادرة أوروبا تهيئ لحل قضية فلسطين من "جيب" العرب
رام الله- رايــة:
مرة اخرى يعود الحديث عن فرص التوصل الى حل للقضية الفلسطينية الى الواجهة، لكن هذه المرة ليس عبر الولايات المتحدة بشكل مباشر انما عبر اوروبا التي طرحت مبادرة تقتضي إنشاء مجموعة دعم دولية "لتحريك عملية السلام في الشرق الاوسط"، بإشراك دول عربية.
ويشير مراقبون الى احتمالية بلورة ما يسمى بالحل الاقليمي للقضية الفلسطينية تشارك فيه القوى الكبرى في العالم وبعض الدول العربية، عبر هذه المبادرة.
وقال الكاتب والمحلل السياسي ناصر عليوة في حديثه لـبرنامج ستون دقيقة في السياسة الذي يبث كل خميس على أثير رايــة مع الزميل ادهم مناصرة، إن فرص الحل الاقليمي قائمة في المبادرة الاوربية عبر اشراك دول عربية فيه.
وأضاف أن ما يجري الآن هو محاولة لتمرير مجموعة من الأفكار لتطبيق هذا الحل على حساب الدول العربية وليس على حساب اسرائيل، اي بمعنى ان يقدم العرب لمجموعات سكانية فلسطينية بالضفة ارضا وممرات برية وتواصل جغرافي، على حد قوله.
ورأى عليوة، أن ادخال مجموعة من الدول العربية في هذا الحل يأتي في هذا الاطار، أي الحل الاقليمي، موضحاً ان هذا الحل يرتكز على تولي كل دولة عربية شؤون الفلسطينيين القريبين منها في الحدود أو يعيشون فيها لاجئين، مع إحداث تغييرات جغرافية.
وقال: "مصر تتولى حل موضوع قطاع غزة بمعية حكومة تل ابيب، والاردن واسرائيل يتوليان حل موضوع الضفة.. كما وتتولى اسرائيل وسوريا حل موضوع اللاجئين المقيمين على أراضيها".
وتوقع عليوة أن يكون أول نموذج من هذا الحل عبارة عن دولة فلسطينية في قطاع غزة او ما تسمى "امتداد لدولة الساحل".
من جانبه، لم يستبعد النائب الأردني سمير عويس هو الآخر تمرير الحل الإقليمي عبر المبادرة الأوروبية في إطار صفقة شاملة بين روسيا وأمريكيا وأوروبا وبعض الدول العربية.
واعتبر أن المبادرة الأوربية تعزز الاعتقاد بمحاولات واضحة لاستثمار ما يجري في المنطقة العربية لتمرير الحل الاقليمي ضمن هذه الصفقة.
واضاف المهندس عويس أن الأردن ليس بعيداً عن التنسيق الحاصل بالمنطقة في ظل محاولته لعدم دفع الثمن من اي حل للقضية الفلسطينية.
هذا وتعصف أزمة مالية كبيرة في وكالة الاونوروا لإغاثة اللاجئين نتيجة وقف التمويل من قبل الدول المانحة، الأمر الذي اعتبرته عدة جهات فلسطينية بمثابة مخطط من قبل الولايات المتحدة لتصفية قضية اللاجئين، سيما وأن الأزمة المذكورة أدت الى تقليص الخدمات المقدمة للمخيمات بشكل كبير.
وقال عويس: كنا أمس باعتصام في رئاسة الوكالة وهنالك مخططات من الواضح انها سياسية وليست اقتصادية لتقليص العون والمساعدة للاجئين.
ولكن عضو اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير صالح رأفت استبعد امكانية تمرير ما يسمى بالحل الاقليمي.
وقال: لا اعتقد أن الدول العربية ستدخل في مؤامرة لتصفية القضية الفلسطينية رغم ما يجري بالمنطقة.
وفي سياق آخر، رأى رأفت أن لا فائدة من المبادرة الاوربية طالما لا تستند إلى قرار مُلزم من الهيئة الأممية.
وأشار الى ان القيادة الفلسطينية تريد قرارا من مجلس الامن يحدد مدة زمنية لانهاء المفاوضات ويحدد مدة لا تتعدى عامين لانهاء احتلال اراضي 67 والإنسحاب منها.
وقال: لا نريد مفاوضات من اجل المفاوضات سواء برعاية امريكية او دولية او هيئة موسعة بها عدد من الدول العربية.
"أعده فارس كعابنة"
