بالصور.. كيف يعامل الذهب في القانون الفلسطيني، وهل يدخل بطرق شرعية أم "تهريب"
الخليل- رايــة:
طه أبو حسين-
كيف يعامل الذهب في القانون الفلسطيني، وهل يدخل بطرق شرعية أم عبر الطرق الالتفافية " التهريب "، وكم تبلغ نسبة إنتاجه محلياً في السوق الفلسطينية، وكم يقدر استهلاكه سنويا، وكيف تصنّف جودته عالميا...؟!
قال رئيس الاتحاد الفلسطيني للمعادن الثمينة محمد غازي الحرباوي لـ"رايـة" :" الذهب له خصوصية خاصة تختلف عن باقي البضائع والسلع، وحسب القانون الفلسطيني الذهب الخام يعامل على أنه مادة ادخارية معفاة من الضرائب والجمارك، ولكن حسب القانون الإسرائيلي يعتبر سلعة يتوجب عليه دفع ضريبة القيمة المضافة".
وأضاف الحرباوي لـ"رايـة" :"لعدم سيطرة السلطة الفلسطينية على المعابر إذا أردنا استيراد الذهب بالطرق الرسمية سندفع الضريبة وهذا ينفي عنه صفة الادخار، وبالتالي للأسف الشديد لا يتم إدخال الذهب بالطرق الشرعية، وبمعنى آخر يتم إدخاله عن طريق التهريب".
وبيّن صاحب شركة مجوهرات القواسمة أحمد القواسمة أن الذهب في فلسطين معفى من الضرائب والجمارك حسب القانون الفلسطيني " لكن هناك جزء بسيط من الضرائب يدفع على مصنعية الذهب وتقدر من دينار إلى دينارين ونصف، وذلك حسب دقة وجودة المنتج على كل غرام، والضريبة متفق عليها ما بين وزارة الاقتصاد واتحاد المعادن الثمينة".
وذكر القواسمة أن محافظة الخليل منذ قدوم السلطة الفلسطينية تعتبر الأشهر في تصنيع الذهب، وتم استثمار وضخ أموال كثيرة في تصنيع المجوهرات، مبينا :"محافظة الخليل تشكل قرابة 65 % من الإنتاج الوطني، وقبل قدوم السلطة لم يكن يتجاوز الانتاج المحلي في السوق الفلسطيني 10% وحاليا يتجاوز 95% ".
لا تسمح اسرائيل بتصدير الذهب الفلسطيني للخارج والسبب في ذلك على لسان القواسمة :"لا نستطيع التصدير للخارج وذلك بسبب اختلاف القوانين بيننا وبين إسرائيل، فإسرائيل تعتبر الذهب سلعة في قانونها والقانون الفلسطيني يتعامل معه كمدخرات".
الذهب الموجود في الأسواق إما من الذهب الذي يسمى "الكسر" أي الذي يعاد تصنيعه، أو ما يتم استيراده بطرق التهريب من الدول المجاورة، والصناعة الفلسطينية تعتبر من أجود الصناعات لاعتمادها على التكنولوجيا المتطورة، فمنتجها يضاهي المنتجات العربية وهو قريب من المنتج الايطالي الذي يعتبر من أشهرها عالمياً.
أوضح مدير الإنتاج في شركة مجوهرات القواسمة حسني القواسمة آلية إنتاج الذهب والتي تبدأ من تصميم الموديل حسب احتياج ورغبة السوق، ثم تبدأ عملية تشكيل القالب بفنيات عالية، موضحا:" نصممه تصميم يدوي كامل، بعدها نعمل قالب لكل موديل، ثم نضخ الشمع فيه، ثم مرحلة السكب من خلال استعمال أحدث تقنية في العالم كله، بعدها يمر بمرحلة البرادة والتنعيم والتلميع وتلوين الذهب وبمعنى آخر اللون الذي يميز الذهب من شركة لأخرى. وهذه المرحلة تستغرق قرابة 18 ساعة".
وشرح رئيس الاتحاد الفلسطيني للصناعات الثمينة محمد غازي الحرباوي أن الصناعة الفلسطينية في الذهب أصبحت تلبي رغبة وذوق المستهلك، "فهذا القطاع أصبح من القطاعات المنتجة والواعدة، وإذا ما تم حل مشكلة استيراده وتصديره، فالمصانع الفلسطينية على استعداد تصديره للخارج، حيث أننا أصبحنا نستطيع المنافسة مع المصانع الأجنبية".
وحول إشكالية تصديره يوضحها الحرباوي :"نعمل جاهدين على حل المشكلة، قدمنا المقترحات لتجاوز هذه القوانين والاتفاقيات، فللأسف الشديد موضوع الذهب لم يذكر باتفاقية باريس، إلا بعبارة واحدة وهي أنه يجوز لسلطة النقد الفلسطينية بالاحتفاظ ببعض الذهب كمدخرات، ولكن نحن نريد تفعيل هذا الموضوع وهذا لا يكون إلا من خلال مفاوضات بين الجانب الفلسطيني والإسرائيلي".
