الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:32 AM
الظهر 12:37 PM
العصر 4:15 PM
المغرب 7:21 PM
العشاء 8:42 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

بالصور.. "الدحية والسامر" تراث فني يميز أفراح غزة

 

غزة- رايــة:

سامح أبو دية-

"الدحية والسامر واليرغول" تراث وعادات متأصلة في أهل البدو حاضرة في غزة رغم تلاشي معالم حياة البداوة بشكل شبه كامل في قطاع غزة، حيث كانت تمارس "الدحية" قديمًا قبل الحروب لإثارة الحماسة بين أفراد القبيلة، وعند نهاية المعارك قديمًا يصفون بها المعركة وما دار بها من بطولات وأفعال، أما الآن فهي تمارس في مناسبات الأعراس والأعياد وغيرها من الاحتفالات.

على إيقاع الغناء البدوي الأصيل تتحول الأفراح في غزة إلى مناسبات تستذكر أيام الماضي والزمن الجميل، فالأفراح كما في الماضي، لا زالت تبهج أرض فلسطين وتشد أهلها إلى تراثهم وجذورهم وحنينِهم إلى كل ما هو فلسطيني.

تمسك البدو بتلك العادات واحيائها هي إحدى ميزاتهم بحفاظهم على تراثهم  العربي العريق؛ وذلك عبر احياء عاداتهم وطقوسهم القديمة باستمرار في الأفراح ومناسباتهم السعيدة وبحضور كبار العشيرة ومخاتير ووجهاء العشائر الأخرى.

تمتاز تلك الطقوس البدوية بارتداء الحاضرين للزي التقليدي القديم من حطة وعقال وثوب مُطرز بشكل جمالي ملون، ولفات من القماش موضوعة بطريقة دقيقة على رؤوس أهل الحفل والحاضرين صغارا وكبارا، كما أن الآلات الموسيقية المستخدمة في الحفل هي الشبابة واليرغول المصنوع من الخيزران وهي آلة مزدوجة المنفاخ تصدر صوتا جميلا وهي الآلة الأساسية في دبكة الدحية التقليدية، وآلات من الجيل الحديث تم استخدامها حديثا وهي من الآلات غير التقليدية.

ويلاحظ في الآونة الأخيرة بقطاع غزة انتشار تلك العادات البدوية الأصيلة "لغير البدو" وبشكل ملحوظ؛ عبر استخدام الدحية البدوية وبيت الشعر واليرغول والطبل والرقص بالخيل والجمال في الأفراح الفلسطينية وتخصيص ليلة خاصة أطلق عليها الغزيين (يوم الدحية)، وتكون هي أول أيام مراسم الفرح التي تستمر لأيام حسب عادات أهالي قطاع غزة.

"رايــة" حضرت حفل لعائلة الشريف لنقل صورة حية لحفلات الزواج البدوية والتي استخدمتها تلك العائلة الغير بدوية للاحتفال بزفاف احد ابنائها بطريق غير تقليدية،  تمتاز بالبساطة والبعد عن البذخ وتكون بنكهة الماضي العريق، بعكس حفلات المدن المقيدة والتي تكون عادة مكلفة وتحتاج جهد كبير، فضلا عن انها من العادات التقليدية.

الحاج أبو محمد بريك (75 عاما) يتحدث عن الدحية وبيت الشعر: "نطلق على الحفل اسم ( ليلة السامر)، وهي جاءت من كلمة سمر وهي الاستمرار في السهر والاحتفال الى ما قبل الفجر، وهي طريقتنا السامية للتعبير عن أصالة الحياة البدوية ولتكريس تراثنا هذا في نفوس صغارنا ليبقى حي ثابت أصيل لا يٌنسى".

ويضيف بريك لـ"رايـة" وهو أحد مخاتير البدو "عشيرة السواركة": "كل من يرى الراية البيضاء المثبتة أعلى بيت الشعر فهو مدعو ولا يعتب على صاحبه، ونسعى دائما نحن كبار السن من البدو لعدم التغيب عن تلك الحفلات البدوية كونها تعود بنا لحياتنا السابقة في شبابنا واسترجاع تراثنا الجميل الرائع، وكما اننا بحضورنا نٌعلم الجيل الجديد وصغارنا كيفية الحفاظ على ثقافتهم التي من المستحيل حذفها، وكي تتناقلها الأجيال القادمة على مر السنين مهما كانت المتغيرات في المجتمع".

وعن الأغاني التي يصنعونها يقول الحاج ابو محمد أنها عادة ما تستخدم  للمدح في النسب والقبيلة والاحتفاء بالعريس كفارس من فرسانها، ولتكريم الضيوف وكبار العشائر البدوية على طريقتهم الخاصة.

الحضور في الحفل كان كبيرا جدا خاصة وأنه تم في مخيم جباليا شمال قطاع غزة المكتظ بالسكان غير البدو، باعتبار انه الحدث غير تقليدي ونادر الحدوث في مثل تلك المناطق، لمشاهدة واحدة من أكبر الحفلات البدوية التي تضم الخيول والجمال والسيوف والدبكة بأنواعها المختلفة.

أحمد محمود 30 عاما دٌعي الى حضور الحفل  وحضر؛ ليس فقط لتلبية الدعوة بل للاستمتاع بشيء جديد طالما كان يسمع به دون معايشته، واصفا الحفل بأكثر من رائع كونه يمثل تراثنا الفلسطيني وأصالته بعيدا عن صخب الحفلات الروتينية التي تملأ شوارع غزة دون هدف أو معنى، بالإضافة الى انها مصدر ازعاج وتسبب أزمات سير ومنظر غير حضاري.

ويضيف محمود لـ"رايــة"، استمتع كثيرا بتلك الأجواء السعيدة المميزة، وأتمنى أن تزداد أكثر لتعليم أطفالنا تراثنا، كونها حفلات بسيطة لا تحتاج لتكلفة مادية كبيرة.

ومما شاهدنا خلال الحفل، أن الدحية تؤدى بشكل جماعي حيث يصطف الرجال بصف واحد أو صفين متقابلين، ويغني أحد المتواجدين في منتصف أحد الصفين قصيدته المغناة يردد الصفين بالتناوب البيت المتفق عليه سلفًا بالتدرج، مثل " الله يمسيكم بالخير مسية تعقب مسية، بنمسي على الجميع الواقف والقاعدية، يا ربعي شدوا دحاكم بدرية، الليلة بدرية، وبنمسي على الجميع شبان واختيارية ".

وحركة "الدحية" تأتي في آخر القصيدة ويستعمل التصفيق كلون إيقاعي، وتتميز بالحماس في أدائها الحركي ويتطلب للمشارك فيه أن يوفق بين أدائه الحركي والتنفسي حتى يتمكن من مجاراة باقي المشاركين.

Loading...