المستوطنون يستبيحون القدس القديمة بإسناد من الاحتلال

رام الله-رايــة:

استباحت مجموعات من المستوطنين اليهود، الليلة الماضية وحتى فجر اليوم الأحد، البلدة القديمة في القدس المحتلة وسط اعتداءات على السكان وممتلكاتهم وهتافات عنصرية تدعو لقتل العرب وطردهم.

ويأتي ذلك بدعمٍ وإسنادٍ من قوات الاحتلال التي تنتشر بكثافة في كل الشوارع والطرقات والأسواق والأزقة في المنطقة.

وتزامنت اعتداءات المستوطنين مع حصارٍ عسكري متواصل من قوات الاحتلال منذ نحو اسبوع تفرض خلاله قيودا، وتمنع من تقل أعمارهم عن الخمسين عاما من المواطنين الدخول الى بلدتهم القديمة والاقصى المبارك.

وشهدت القدس خلال أقل من 12 ساعة عمليتي قتل شابين فلسطينيين: الأول وهو مهند الحلبي من سكان مدينة البيرة، الذي استشهد مساء امس في شارع الواد بالبلدة القديمة عقب طعنه مستوطنين، والثاني فادي علون الذي قُتل بدم بارد بعد اعتداء عصابات المستوطنين عليه ومحاصرته خلال توجهه إلى مركز عمله ووصول قوات الاحتلال التي قتلته بدم بارد.

ولفت مراسل الوكالة الرسمية إلى اعتداء مجموعات من المستوطنين بعد منتصف الليلة الماضية لمنازل المواطنين في عدة أحياء ببلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى، في الوقت الذي اقتحم فيه عشرات المستوطنين في ساعات الليل الماضية حي وادي حلوة بسلوان، وتمركزوا في الشارع الرئيسي الأقرب الى سور المسجد الاقصى الجنوبي، ورفعوا أعلام الاحتلال وهتفوا بشعارات عنصرية منها: 'الموت للعرب'، وخلال ذلك ألقوا الحجارة باتجاه المنازل السكنية، فيما وصلت قوات الاحتلال الى المنطقة وشرعت بإلقاء القنابل والأعيرة المطاطية بصورة عشوائية في المكان باتجاه الفلسطينيين، ما أدى الى إصابة 19 مواطنا بينهم طفلة وسيدة، كما اعتقلت الشابين عامر دعنا (27 عاما) بعد اقتحام منزله، ومحمود الأعور.

وواصلت عصابات المستوطنين اعتداءاتها على المقدسيين وممتلكاتهم، وهاجمت العديد من مركبات المقدسيين في منطقة المصرارة وشارع رقم واحد، الذي يفصل بين شطري المدينة المقدسة وحطموا زجاج العديد من السيارات دون الابلاغ عن اصابات.

أما قوات الاحتلال فكانت ترقب عمليات الاعتداء التي ينفذها المستوطنون وتوفر لهم الحماية والدعم والمساندة، كما حصل مع عملية ملاحقة الفتى علون والاعتداء عليه من المستوطنين قبل أن تُقدم قوات الاحتلال على قتله من مسافة صفر وبدم بارد في السوق التجاري 'المصرارة' فجر اليوم.

كما حاول العشرات من المستوطنين اقتحام منطقة باب الجديد (أحد أبواب القدس القديمة) من شارع يافا 'القدس الغربية'، إلا أن شرطة الاحتلال منعتهم من التقدم، وخلال ذلك هتفوا ضد العرب.

وتم تسجيل العديد من الاعتداءات على مواطنين وعمال من القدس المحتلة خلال توجههم إلى مراكز أعمالهم غربي المدينة.

من جانبها، ذكرت شرطة الاحتلال انها أصابت شابا برصاص حي في مواجهات العيسوية وتم نقله إلى المستشفى لتلقي العلاج ووصفت حالته بالخطيرة، واعتقلت شابا من حي جبل الزيتون/ الطور، في حين تم الاعتداء على أربعة مسعفين من طواقم الهلال الأحمر في القدس هم: فادي عبيدي، وعلي أبو غزالة، وحمزة العسلي، وأحمد الشلودي، أثناء قيامهم بعملهم في منطقة باب العمود.

وشهدت العديد من أحياء وبلدات القدس مواجهات عنيفة جدا ضد الاحتلال، تركزت في بلدة الرام شمال القدس المحتلة واستمرت حتى ساعات فجر اليوم الأولى، داهمت خلاله قوات الاحتلال أحياء وشوارع البلدة وأطلقت عشرات القنابل الصوتية الحارقة والغاز السامة المدمعة، فيما رد الشبان بالحجارة والزجاجات الفارغة.