الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:33 AM
الظهر 12:37 PM
العصر 4:15 PM
المغرب 7:20 PM
العشاء 8:41 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

بالفيديو: وحدة المستعربين ... ملامح شرقية .. وأعمال إجرامية

 

رام الله - رايــة:

المستعربون، أو "المستعرفيم" بالعبرية، اسم سري لوحدات إسرائيلية لا يمكن تهميشها بين أدوات الاحتلال لإدامة سيطرته على فلسطين وملاحقة الناشطين واختراق مناطقهم من الداخل.

يندس المستعربون في أوساط المتظاهرين، ولا تستطيع أن تفرق بينهم وبين الفلسطينيين، يلبسون لباسهم ويتحدثون بلهجتهم، وفي ساعة الصفر يتحولون من مدنيين إلى قوة تنقض على الهدف المطلوب.

عن دور المستعربين في انتفاضتي 1987 و2000، يقول الصحفي موتي كريشنباوم إن السبب في إقامة تلك الوحدات "أنهم جربوا كل الوسائل والطرق لإيقاف الانتفاضة وإخمادها. جربوا ألف طريقة لإخماد الانتفاضة"، مشيرا إلى أن الطريقة الوحيدة للسماح للجندي الإسرائيلي بالدخول إلى الشارع الفلسطيني دون تمييزه مباشرة كانت التنكر بهيئة فلسطينيين.

وقد أظهرت دراسة أن وحدات المستعربين نفذت 54 عملية اغتيال خلال أربع سنوات من الانتفاضة الأولى، و74 عملية اغتيال أخرى خلال الانتفاضة الثانية، ولم يكن الناشطون وحدهم هم الضحايا.

هؤلاء المستعربين يعيشون في قرية هي نموذج يشبه القرى الفلسطينية، شيدها جيش الاحتلال، ليتدرب فيها أفراد المستعربين على نمط الحياة الفلسطينية، وعادات وتقاليد أهل مدينة القدس والضفة والقطاع، حتى لا يثيروا الشكوك في شخصياتهم عندما يقومون بأعمال اختطاف واغتيال داخل المجتمع الفلسطيني وهذه القرية المصطنعة هي عبارة عن نموذج لقرية فلسطينية موجودة علي سفح جبل، دكاكين متراصة، ومسجد يتوسط القرية وبجانبه مدرسة خطت علي جدرانها الشعارات الوطنية وعدد من السيارات في أزقة ضيقة، وإمرأة قروية ومزارع يكد ويتعب. لكن إن إقتربت أكثر من معالم هذه القرية حتي تكتشف أنها مصنوعة من الجبص، والرجال يغيرون شخصياتهم بإستمرار.

نموذج اصطنعه جيش الاحتلال الاسرائيلي في معسكر (أدام) الواقع شمال طريق القدس ـ تل أبيب وهي معدة لتحاكي واقع المجتمع الفلسطيني السريع حيث توجد مدرسة يتدرب فيها أفراد القوات الخاصة، ووحدات المستعربين ليتعايشوا مع نمط الحياة الفلسطينية ويكونوا علي إطلاع على العادات والتقاليد في الضفة الغربية وقطاع غزة حتي لا يثيروا الشكوك في شخصياتهم عندما يقوموا بأعمال اختطاف وتصفية داخل المجتمع الفلسطيني الحقيقي. وتستغرق فترة تدريب المجند في المعسكر ما بين اثني عشر وخمسة عشر شهراً منها أربعة أشهر ونصف من التدريب الأساسي على الرماية ثم ستة أسابيع في مدرسة مكافحة الإرهاب، وفيها يتدرب الجنود علي استخدام الأسلحة الخفيفة سريعة الطلقات في المناطق الريفية والسكنية إلي جانب التركيز علي القنص ودقة الإصابة باستخدام الذخيرة الحية.

وقد قام الاحتلال الاسرائيلي بإنشاء عدة وحدات خاصة من المستعربين ابرزها :

1-    دفدوفان وتعمل في الضفة الغربية .

2-    ” شمشون ” وتعمل في قطاع غزة .

3-     ” الجدعوينم ” تابعة لما يسمى بـ “حرس الحدود”. وتعمل بالأساس على نطاق واسع في الضفة الغربية .

4-    وحدة يمام وهي تابعة لما يسمى بحرس الحدود وهي الوحدة الخاصة بمكافحة العمليات الفدائية.

5-  وحدة هاعنيدونيم ، وتعمل في منطقة القدس، وسميت بهذا الاسم نسبة إلي عنيدون وهو قائد عسكري ورد اسمه في التوراة، تم إستحداثها في آب 1990م، وقد كشف المفتش العام السابق لشرطة الاحتلال الاسرائيلي الجنرال عساف هيغيتز عن وجود هذه الوحدة في آب من عام 1998، وقال بأن هذة الوحدة كانت مكلفة بإحباط الإعتداءات في الظروف الخاصة جداً لمدينة القدس، ولكون هذه الوحدة تعمل في مدينة القدس ومحيطها فقط، وتتولي عمليات إختطاف وإعتقال وقتل المطلوبين هناك،اضافة الى هذه الوحدة قام قائد ما يسمى ب، “شرطة لواء القدس” نيتسان شاحم بالاعلان عن نشر وحدة اخرى خاصة من المستعربين مؤخرا للعمل في حي الشيخ جراح.

6-    وحدة سرية تابعة لشرطة الاحتلال تعمل داخل مناطق الـ 48.

وأما عن أساليب (المستعربين) في الاندساس بين الفلسطينيين، فتتنوع باختلاف المهام المطلوبه منهم إنجازها، وطبيعة مسرح الأحداث ولتسهيل مهامهم القذرة يقومون احيانا بـــ:

1-    انتحال صفة طواقم طبية، ويكونوا مُجهزين بالأدوات الطبية المعتادة لتسهيل مهماتهم في اعتقال ما تعتبرهم دولة الاحتلال مطلوبين أمنيين.

2-    استخدام مركبات فلسطينية لتحقيق أهدافها.

3-    التنكر بزي ملابس نسائية.

4-    انتحال صفة بائعين متجولين.

5-     استعمال سيارات لبيع وجمع الأدوات المستعملة.

6-    انتحال صفة سائحين اجانب.

7-    انتحال صفة طلاب مدارس.

8-    التخفي في زي تجار خضار.

كما يُوجد (مستعربون) حتى داخل سجون الاحتلال، فوحدة (متسادا) التابعة لمصلحة السجون الإسرائيليّة مهمتها الأصلية هي السيطرة على أي محتجزي رهائن داخل السجون القابع فيها أسرى فلسطينيين، وقمع أي اضطرابات معقدة من جانب الأسرى، إلا أن هذه الوحدة تنفذ أحياناً مهمات خارج السجون، وخاصة في الضفة الغربية وقطاع غزة، كما أنّ بعض أفرادها يدخلون السجون كمعتقلين ويحاولون استدراج الاسرى الفلسطينيين والحصول على معلومات تورطهم في التهم المنسوبة إليهم.

يتجند لوحدات المستعربين الخاصة أولئك الجنود ذوي الأهلية العالية الذين تؤهلهم كفاءاتهم للدخول إلي أي وحدة خاصة أو نخبة في الجيش الإسرائيلي وفق تقرير المنظمة الإسرائيلية لحقوق الإنسان (بيتسيلم) حول فعاليات وحدات المستعربين في الضفة الغربية وقطاع غزة،وتوضيحاً لهذا الوصف، فإن وزير الجيش الصهيوني ايهود باراك، أدخل تعديلات جوهرية على ضوابط تجنيد المستعربين كقوات خاصة في الجيش الاسرائيلي ، مستفيدا من تجربته حين كان ضابطا في القوات الخاصة، التي شاركت في إغتيال القادة (أبو يوسف النجار وكمال عدوان وكمال ناصر) في بيروت عام 1973، وتنكر وقتها بزي امرأة عربية لتسهيل دخوله الى المبنى الذين كان يتواجد فيه قادة منظمة التحرير الفلسطينية. وبناء علي ذلك، جري إختيار المجموعات الأولي من المستعربين حين تم تشكيل وحدات (دوفدوفان) رسمياً عام 1986 من العناصر التي تجيد التنكر بالزي العربي وتستطيع التكلم باللغة العربية بكفاءة عالية، وملامحهم لا تختلف كثيراً عن ملامح الفلسطينيين، فبشرتهم سمراء وسحنتهم شرقية بحيث لا يثيرون حولهم الشكوك أثناء توجههم لتنفيذ المهام الموكلة إليهم. ولا حاجة لأن يتقن جميع أفراد هذه الوحدات اللغة العربية، فالعملية التي يقومون بها لا تستغرق أكثر من دقائق وأحياناً لا يحتاج إلى الحديث، إلا أن أهمية إستعمال بعض الكلمات تنقذه من الوقوع في مأزق قد يكشف هويته.

وفي لقاء مطول أجراه موقع "واللا" العبري مع قائد وحدة المستعربين الصهيونية الخاصة والأكثر سرية فيها "الدوفدفان" الملقب "ي"، فإن أكثر ما يخشاه الأخير هو النيران الصديقة أو عملية خطف مستعرب أثناء أدائه لمهمته.

وتحدث "ي" عن أهم إنجازات وانتكاسات هذه الوحدة وسلط الضوء على طبيعة عملها السري، حيث اعتبر أن أكبر كارثة حلت بالوحدة كانت خلال شهر أيلول من العام 2000 حين تورطت قواته بكمين مزدوج نصبته في الضفة في حينها لمحمود أبو هنود احد مقاتلي القسام، واشتبكت مع بعضها البعض عن طريق الخطأ الأمر الذي أودى بحياة ثلاثة جنود من خيرة مقاتلي الوحدة، على حد تعبيره.

ويشير "ي" إلى إقالة قائد الوحدة في حينها من منصبه في أعقاب الإخفاق الكبير في القبض على أبو هنود أولا والمسؤولية عن مقتل الجنود ثانياً في عملية وصفت بالأفشل في تاريخ الوحدة.

سرية الوحدة

وحول سرية العمل في هذه الوحدة الخاصة يقول "ي"، إن هنالك تعليمات صارمة يلتزم بها أفراد هذه الوحدة فالفيسبوك محظور ولا يسمح بنشر أي صورة من داخل أروقة الوحدة أو من خارجها، ويتم فحص تطبيق هذه التعليمات بعناية فائقة ومن يخالف يعاقب.

ويضيف: "لم نكشف وجوهنا يوماً، فالفلسطينيون اليوم يعون جيداً أهمية الإعلام والصور فيسعون جاهدين لالتقاط الصور للقوات أثناء اقتحامها للبيوت ويركزون على أخطائنا"، ويؤكد أن عائلة المستعرب لا تعلم عن طبيعة عمله شيئاً فهنالك تعتيم كامل بهذا الخصوص.

ورداً على سؤال حول الخوف من تورط الوحدة في عملية قتل جماعية لعدد من الفلسطينيين في هذه الأيام الحساسة التي تشهد تجديدا للمفاوضات. قال "ي" انه يتحمل مسؤولية كبيرة في هذا الخصوص فلا يمكن التوجه لمخيم للاجئين بدون معلومات دقيقة ومؤكدة عن الهدف.

ويشير في هذا السياق أيضا إلى انه يتريث في هذه الأيام الحساسة يوماً أحيانا قبل الخروج لتنفيذ عملية، وذلك حتى يحصل على معلومات أدق، ويؤكد أن هذا الأسلوب اثبت جدارته أكثر من مرة وذلك للوصول إلى الهدف بأقل الخسائر.

ورداً على سؤال حول إهانة أجهزة امن السلطة بدخول المستعربين المتكرر لمناطقهم أجاب "ي" أنه على الرغم من معرفة السلطة و "المخربين" بدخول قوات المستعربين إلى المنطقة بعد فوات الأوان إلا أننا لا نبلغ السلطة بدخولنا.

ويضيف قائلاً: "لدينا قدرة عالية على الدخول والخروج إلى المدن الفلسطينية وأعرف أن المدن ملغمة بكاميرات المراقبة وهذا الأمر يثير جنون السلطة والمطلوبين على حد سواء لأنهم لا يتمكنون من معرفة مكان تواجد المستعربين في الوقت المناسب".

ولا تتوفر أرقام دقيقة حول ضحايا وحدات «المستعربين»، لكن بحسب كتاب «المستعربون فرق الموت الصهيونية» لمؤلفه «غسان دوعر» فقد قتلت أفراد تلك الوحدات 422 فلسطينيا ما بين عامي 1988 و2004.

 

المصدر: الجزيرة نت+وكالات

Loading...