الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:10 AM
الظهر 11:44 AM
العصر 3:15 PM
المغرب 6:02 PM
العشاء 7:18 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

الذكرى الـ34 لاستشهاد القائد والأديب ماجد أبو شرار

رام الله - راية :

أربعة وثلاثون عامًا تَمُرُ اليوم على استشهاد "المثقف الثوري العقلاني" ماجد أبو شرار كما يُسَميه أصدقاؤه، وهو عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، أمين سر مجلسها الثوري، مسؤول الإعلام المركزي الفلسطيني، "غريب الديار، حلم الفلسطينيَّ في الطرقات" كما وصفه الشاعر الراحل محمود درويش.
كان ماجد أبو شرار مسؤولًا عن الإعلام الموحد في منظمة التحرير الفلسطينية، حيث شمل (إذاعة فلسطين، وكالة الأنباء الفلسطينية، مجلة فلسطين) وهو من أبرز المثقفين والأدباء الفلسطينيين اليساريين الذين أُطلِق عَليهم أصحاب "المنظور الثالث". وإضافة إلى دوره الإعلامي بَرَع أبو شرار في المجال السياسي في منظمة التحرير وحركة فتح وكان يَزور باستمرار القواعد العَسكرية الفلسطينية في الجنوب اللبناني، وعنه يقول الشاعر والمفكر الفلسطيني عز الدين المناصرة "لقد كان ماجد أبو شرار العقل المفكر للقيادات العسكرية في حركة فتح، حتى أصبح شريكا للشهيد أبو جهاد في القرارات التي تخص شؤون فلسطين المحتلة، وهذا ربما ما كان سببًا في لفت أنظار الاحتلال إليه كخطر حقيقي على مشروع الاحتلال".
ويقول الشاعر الفلسطيني د. إيهاب بسيسو في ذكرى استشهاد أبو شرار: "بالنسبة لنا نحن الجيل الذي أبصر الانتفاضة الأولى وعاش تفاصيلها، كان الشهيد ماجد أبو شرار بسيرته الفكرية والنضالية أحد أهم المراجع الوطنية إلى جانب شهداء الثورة الفلسطينية المُلهِمين مثل غسان كنفاني وكمال ناصر وناجي العلي وغيرهم من القادة والمثقفين الذين أضاءوا سماء الوطن كالنجوم".
ويضيف، "إن إحياء ذكرى استشهاد ماجد أبو شرار بمثابة درس وطني تعلمناه، ونُصَرّ على تعليمه لأبنائنا كل يوم؛ لأن الفكر والثقافة لا يَقلّان أهمية عن الفعل السياسي، بل يُعزِزان من حضور السياسي في دائرة الفعل ويَمنَحان النضال الوطني بعدًا إنسانيًا وحضاريًا يؤكد على حضور هذا الشعب في تكوين التاريخ والحضارة الإنسانية وجدارته بالحياة والمستقبل دون احتلال، بل باستقلالٍ وحرية".
ومن أبرز إسهامات الشهيد أبو شرار في حياته أنه طور دائرة الإعلام في منظمة التحرير لتوائم مُتَطلبات مُخاطَبَة الرأي العام الغربي، وتَمتين العلاقات الفلسطينية السوفياتية وإنشاء علاقات مع عدد من الأحزاب اليسارية في أوروبا الشرقية والغربية، وكانت وسائل الإعلام تنظر إليه على أنه نجمُ من بين القيادات الفلسطينية. أما على الصعيد الأدبي والثقافي فهو قاص وأديب صدرت له مجموعة قصصية باسم "الخبز المر" نشرها تباعا في مطلع الستينيات في مجلة الأفق المقدسية، إلا أن انشغاله في العمل السياسي لم يعطه مساحة أكبر ليواصل الكتابة، وكان يحن لكتابة القصة القصيرة، وهو أحد روادها الفعليين، مخاطبا الأدباء: "أحسدكم أنتم الذين بقيتم تحملون جمرة الأدب".
أعتبر ماجد آنذاك من بين الأصوات الوحدوية داخل منظمة التحرير الفلسطينية وداخل حركة فتح، وكثيرا ما لجأ له السياسيون والأدباء والمثقفون لحل الخلافات التي تنشأ بينهم، ومثل الطَرَف الإصلاحي خلال شجارات المثقفين الفلسطينيين وكان يكرر "إن أعداء الثورة هم المستفيدون من شجارات المثقفين الفلسطينيين"، وذلك إيمانا منه بأهمية الدور الذي يَلعَبه المُثقف والأديب في مقارعة الاحتلال الإسرائيلي.
استشعرت دولة الاحتلال الإسرائيلي مدى تأثير أفكار ماجد في مسيرة الكفاح الفلسطينية، واتخذت قرارًا باغتياله كما اغتالت من قبل غسان كنفاني وكمال ناصر وكمال عدوان وغيرهم من القيادات الفلسطينية، فَدَبَرَ له عملاء الموساد شراكًا قاتلة، وفي صبيحة يوم 9/10/1981 انفجرت تحت سريره قُنبلة في أحد فنادق روما، أثناء مشاركته في فعاليات مؤتمر عالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني ففاضت روحه إلى بارئها، ونقل جثمانه إلى بيروت ليدفن في مقابر الشهداء. وهكذا انتهت رحلة "المثقف الثوري العقلاني" الذي انطلق من مدينة دورا إلى غزة وإلى مصر الكنانة، ثم السعودية والأردن، وإلى دمشق وبيروت، ومنها عبر الآفاق إلى معظم عواصم العالم، حاملًا هَمَّ شَعبه.
"اللقاء الأخير في روما" كانت مرثية كتبها الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش لماجد أبو شرار، قال فيها: "صباحُ الخير يا ماجدْ، صباح الخيرْ، قُمِ اقرأ سُورَةَ العائدْ، وحُثَّ السَيْرْ، إلى بلدٍ فقدناهُ، بحادث سيرْ (..) صديقي، أخي، يا حبيبي الأخير.. أما كان من حَقِّنا أن نُغَنِّي لِعَيْنَيْنِ بُنِّيَّتينِ تُقيمان ما بيننا والإله معاهدةً للسلام؟ (..) يا درع الفقير ويا زَكَاةَ المليونير، ويا مزاداً زاد عن طلبات هذي السوق، يا حلم الفلسطينيَّ في الطرقات، يا نهرا من الأجساد في واحدْ تجمِّع، واجمع الساعدْ".

Loading...