لماذا تراجعت الصادرات الفلسطينية؟

رام الله- رايــة:

حسين ابو عواد-

اظهرت بيانات لجهاز الإحصاء المركزي انخفاض الصادرات الفلسطينية خلال شهر أيلول من عام 2015 بنسبة 24.6% مقارنة مع الشهر السابق، كما انخفضت بنسبة 16.2% مقارنة مع نفس الفترة من عام 2014، حيث بلغت قيمتها 63.4 مليون دولار أمريكي.

وقال حسام خليفة مدير دائرة إحصاءات التجارة الخارجية في جهاز الإحصاء الفلسطيني لـ"رايــة"، إن هذا التراجع في حجم الصادرات الفلسطينية يعود بالدرجة الاولى الى سيطرة اسرائيل على حركة المعابر وتحكمها بحجم الصادرات والواردات الفلسطينية، مما يجل الاقتصاد الوطني مرتبط بعجلة الاقتصاد الإسرائيلي الذي يعتبر الشريك الاكبر لفلسطين بالنسبة للتجارة الخارجية.

واضاف ان هذا التراجع في حجم الصادرات مرتبط ايضا بانخفاض فواتير المقاصة وحجم التصدير لدول الاتحاد الاوروبي اضافة الى تراجع حجم الصادرات الزراعية مما اثر بشكل سلبي على مجمل الصادرات الفلسطينية للخارج، كما ان انخفاض او ارتفاع الصادرات يعود الى امور موسمية تختلف من حيث كمية توفرها من موسم لاخر كما هو الحال بالصادرات المتعلقة بزيت الزيتون والتي ترتبط بالانتاجية الموسمية لهذا القطاع.

واكد خليفة على ان اي تطور في موضوع الصادرات والواردات الفلسطينية يتطلب سيطرة السلطة الوطنية على كافة المعابر وبقائها في يد اسرائيل سيعيق اي تقدم للاقتصاد الوطني.

هذا واشارت البيانات الصادرة عن جهاز الاحصاء الى ارتفاع الواردات الفلسطينية في شهر أيلول بنسبة %5.0 مقارنة مع الشهر السابق، كما ارتفعت بنسبة 6.4% بالمقارنة مع شهر أيلول من عام 2014 حيث وصلت قيمتها إلى 450.3 مليون دولار أمريكي.

وارتفعت الواردات من إسرائيل خلال شهر أيلول بنسبة 28.8% بالمقارنة مع الشهر السابق، بينما انخفضت الواردات من باقي دول العالم بنسبة 21.8%. وشكلت الواردات من إسرائيل 65.0% من إجمالي قيمة الواردات لشهر أيلول.

وفي هذا السياق اعتبر الخبير الاقتصادي الدكتور نائل موسى ان ارتفاع الواردات الفلسطينية وانخفاض الصادرات يتعلق بالاوضاع الاقتصادية الراهنة للبدان المستوردة للبضائع الفلسطينية والتي شهدت تغيرات اقتصادية فيها بالاونة الاخيرة مما اثر سلبا على حجم الصادرات الفلسطينية.

واضاف موسى لـ"رايــة"، ان 90% من حجم الصادرات الفلسطينية يذهب لاسرائيل او يتم تصديره عن طريقها، وبالتالي فان الاقتصاد الفلسطيني يعتمد اعتمادا تاما على الاقتصاد الاسرائيلي واي تراجع في ذلك سينعكس سلبا على الاقتصاد الوطني وهذا ما حصل مؤخرا  عند تراجع عملة الشيقل وما لحقه من اضرار على الاقتصاد الاسرائيلي الامر الذي انعكس سلبا على الاقتصاد الفلسطيني نتيجة لهذه التبعية الاقتصادية.

وتابع "ان هذه الاحصائيات تؤكد مدى الاعتمادية الكبيرة للاقتصاد الفلسطيني على الاقتصاد الاسرائيلي، وان القرارات السياسية والاقتصادية الفلسطينية المتخذه في هذا الخصوص لم تنجح  طول الاعوام الماضية في تقليل التبعية الاقتصادية لاسرائيل وايجاد شركاء عالميين فيما يتعلق بالتجارة الخارجية".