الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:30 AM
الظهر 12:37 PM
العصر 4:15 PM
المغرب 7:22 PM
العشاء 8:43 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

"قصة نجاح" يتحداها المال

 

رام الله- رايــة:

منال حسونة- الساعة الآن 6:30 صباحا هو موعد الافطار... وبأنامل تتبصر النظر تزرر الثياب، لتجهز سريعا قبل أن يدق جرس التنبيه بان الوقت حان للاصطفاف في طابور المدرسة، لننشد معا النشيد الوطني، ونبدأ يومنا المدرسي، كالمعتاد"، هكذا يبدأ طلبة "اصدقاء الكفيف" حياتهم اليومية.

في بداية تأسيسها 1976، التحق بجمعية "اصدقاء الكفيف" عدد قليل من الطلاب والطالبات، لتصبح اليوم من ابرز الجمعيات والمؤسسات التي تعنى بالمكفوفين وحاجياتهم، بالرغم من الازمة التي مرت بها بداية التسعينيات إلا أنها استطاعت ان تقف من جديد لتصبح مركزا ذوو أهمية كبيرة ومرجعا لتعليم المكفوفين، وتأمين فرص التعليم وسبله.

بعد سنوات من  تأسيسها على يد زهير البرقاوي؛ وهو كفيف، تعرضت الجمعية لأزمة كبيرة كادت ان تطيح بها، وتغلق أبوابها، فالتدريس أصبح شبه متوقفا، هذا ما قاله رئيس الهيئة الادراية حيان الإدريسي الذي تولى إداراة "اصدقاء الكفيف"، عام 1991، لتبدأ رحلة جديدة من التأسيس والنهوض.

سلسلة خطوات واهداف عديدة وضعتها الجمعية نصب عينيها، لتستطيع في فترة وجيزة أن توسع المبنى وأن تلحق به احدث الاجهزة والوسائل التي تتيح للمكفوف الحصول على التعليم كما يجب، وأن لا تكون "فقدان البصر" عائقا امامه.

يقول الإدريسي لـ"رايــة": تسلمت رئاسة الهيئة الادراية منذ 1991، حتى الآن، وكنت قاضي رام الله الشرعي منذ 1983 حتى 1993، ثم انتلقت الى محكمة الاستئناف في القدس. فبعد تعرض الجمعية لهزة كادت ان تطيح بها عام 1991 ، تم تكليفي لأدير هذه الجمعية، بعد أن كنت على حافة الافلاس.

الصورة لهذه الجمعية هي ليست ذاتها، قبل عشرين عاما، تغيرات هيكيلية ومنهجية لحقت بـ"أصدقاء الكفيف" التي تضم اليوم 62 طالبا وطالبة، و30 موظف، ويقول الإدريسي، في 1991 كانت الجمعية عبارة عن طابق واحد من البناء تملكه وزارة الاوقاف، لا مكان صالح او موائم للطالبات، والمرافق الخدماتية لم تكن ذا متسوى يليق بالملتحقين بها.

اليوم أصبحت الجمعية عبارة عن طابقين واسعين جدا، ملحقة بمرافق خدماتية وفناء خارجي، ومركز لتصليح آلات "البريل" وهي ما تجعل الحروف رموزا بارزة على الورق مما يسمح بالقراءة عن طريق حاسة اللمس.

وأشار الإدريسي إلى ان الجمعية استطاعت ان تنشئ مركزا للحاسوب عام (1993)، لتدريس الصفوف الاساسية، وشراء العديد من الماكانات وألآلات المختصة بطباعة الكتب ونسخها بشكل يقلل من الوقت والجهد والتكلفة، قائلا "كانت طباعة ديرل تتم يدويا، لكل كتاب، ثم يسحب عنها نسخ عن طريق عملية معقدة جدا من خلال ما يسمى التسخين على ورق الألمنيوم، ووجدناها مكلفة ومتعبة وتستهلك وقتا كبيرا، فوجدنا ما يقلل العبء والمال والوقت بجهاز يوفر كل هذه العملية وقمنا بشراءه من الخارج، وأصبحنا اليوم نطبع لمراكز المكفوفين في مختلف الضفة، وللتربية والتعليم، وبذلك نكون أيضا وفرنا مردودا مالي للجمعية".

أسست الجمعية مطبعة مركزية لطباعة كتب بريل المدرسية وطباعة المصحف والكتبت الدينية والثقافية.

يلتحق بالجمعية اليوم 62 طالبا وطالبة (من سنة الروضة إلى الصف العاشر)، توفر لهم مسكنا داخليا، بشكل مجاني، وتتولى الاشراف على كل قسم مشرفتين، واوضح الإدريسي بأن الجمعية تستطيع استيعاب مع يزيد عن 100 طالب وطالبة.

التحديات التي تواجه الكفيف لا تقتصر في تعليمه أو توفير ما يلزمه خلال هذه الفترة، بل أصبح إيجاد فرصة عمل بعد تخرجه هو التحدي الأكبر في مجتمعنا، هذا ما وضحه الإدريسي، ويقول إن قانون دمج ذوي الاحتياجات الخاصة في العمل ومن ضمنهم المكفوفين غير مطبق، ويجب أن تكون هناك سياسات لكل مؤسسة واجراءات لدمج المكفوف في سوق العمل.

وأضاف الإدريسي "تعمل في الجمعية 11 معلمة، ثلاثة منهن كفيفات".

كيف تبدأ مرحلة تعليم الطالب وكيف يتم التعامل معه، يقول الإدريسي بأن الجمعية تعتمد في نهجها على جعل الطفل يعتمد على نفسه بشكل كبير "كيف يأكل ويرتدي ملابسه وغير ذلك"، عبر تدريب حركي تقدمه مختصة في هذا الموضوع.

وفي رسالة شديدة العتاب، وجه الادريسي لوما كبيرا لمختلف الجهات، قائلا "نسب التبرعات قلت بشكل ملحوظ خلال السنوات القليلة السابقة، كبرى الشركات والمؤسسات تتهرب من مسؤوليتها الاجتماعية، على الجميع ان يكون يدا لتنمية المجتمع ودعم المؤسسات خاصة التي تعنى بذوي الاحتياجات الخاصة".

تقع جمعية "أصدقاء الكفيف" في مدينة البيرة، وتهدف إلى توفير فرص التعليم الاساسي والثانوي للاطفال المكفوفين وضعاف البصر، والاهتمام بقضايا المعاقين بصريا في المجال التعليمي والثقافي ونشر الوعي حول الاعاقة البصرية، تنمية قدرات المعاقين بصريا في مجال استخدام الحاسوب والاجهزة الالكترونية وعقد دورات تأهيلية، والاستعانة بأحدث التكنولوجيا وبرامج المعاقين بصريا وتوظيفها في خدمتهم.

وتنظم نشاطات طلابية تعمل الجمعية على تنمية روح المشاركة لدى الطفل، وذلك عن طريق إشراكه في مختلف النشاطات، مثل الرسم (خاصة ممن لديهم مما يسمى بقايا رؤيا)، وحفظ اشعار وتحفيظ القرءان الكريم، والمشاركة في المهرجانات والاحتفالات.

وتعتمد الجمعية في تأمين نفقاتها على ما يرد لها من تبرعات وزكاة وصدقات من المجتمع المحلي .

Loading...