الشهيد ابراهيم ..توضأ وصلى ثم استشهد

 

رام الله - رايــة:

ايهاب الريماوي-

مضت ساعات قليلة بعد اندلاع مواجهات قرب حاجز بيت ايل شمال البيرة في ذكرى استشهاد الرئيس الراحل ياسر عرفات حتى جاء خبر إصابة إبراهيم برصاصة مباشرة اخترقت قلبه ووصفت جروحه بالخطيرة جدًا، وأجريت له عدة عمليات جراحية لإنقاذ حياته حتى دخل في حالة موت سريري منذ إصابته قبل أسبوعين.

الطبيب المعالج للشهيد قال عن ابراهيم إنه ظل يقاتل الرصاصة التي شطرت قلبه، حتى اضطررنا لخياطته، أي " خياطة قلبه"!

خالة الشهيد قال للصحفين الذين إجتمعوا حول والدة الشهيد الصامتة الباكية وتقول:" ابراهيم عندما همّ للذهاب إلى رام الله، توضأ ثم صلى وودع أمه، وطلب منها أن تتضرع له بالدعاء"، وتضيف:" لا اعلم هل الشهداء يشعرون قبل ارتقاءهم بأنهم سيرحلون؟".

استاذه فتحي أحمد الذي يدرسه مادة العلوم  تحدث لـ"رايــة" وقال:" عرفته منذ كان طفلا مشاكسا في الصف السابع الابتدائي قبل ست سنوات، وعرفته عندما اصبح طفلا كبيرا مشاكسا في الصف الحادي عشر الادبي قبل اسابيع، كنت ازعل منه ساعة عندما كان يحب ان يشاكس، ولكنني لم اكن استمر في الزعل فامازحه فتعود المياه الى مجاريها".

ويضيف:" كان خدوما لا يراني اتجهت نحو مختبر العلوم في المدرسة الا واتى سريعا: هل تريد المساعدة يا استاذي ؟".

وفي يوم وداع الشهيد ابراهيم يقول أحمد "منذ الصباح الباكر كنا كخلية نحل في انتظار وصول جثمان الشهيد ابراهيم داود من مجمع فلسطين الطبي برام الله.

"ولما وصلت المسيرة الى مدرسة بنات قاسم الريماوي انضمت الطالبات والمعلمات للمسيرة وازداد الهتاف، وكذلك عند وصول المسيرة الى مدرسة بني زيد الاساسية انضم المعلمون والطلاب".

في هذه الاثناء كانت الجنازة قد وصلت متاخرة ساعة كاملة بسبب اغلاق الطريق من قبل الاحتلال عند مستوطنة حلميش.

ولما التحمت المسيرة بالجنازة وصل الهتاف الى عنان السماء.

والشهيد ابراهيم عبد الحليم داوود 16 عامًا شقيق للأسير يوسف داوود المعتقل منذ أكثر من 10 سنوات ومحكوم بالسجن المؤبد، كما أنه يتيم الاب حيث توفي والده قبل بضعة أشهر.

وينحدر الشهيد ابراهيم من قرية دير غسانة شمال غرب رام الله ويعتبر من عائلة لاجئة استقرت في القرية منذ سنوات النكبة عام 1948.