الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:40 AM
الظهر 12:38 PM
العصر 4:15 PM
المغرب 7:17 PM
العشاء 8:37 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

الأول على اليابان فلسطيني

 

غزة- رايــة:

سامح أبو دية-

لم يتوقع الدكتور المهندس محمد محروس حمزة شراب من مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، أن ينال الميدالية الذهبية لأفضل بحث علمي على مستوى اليابان لعام 2015، في مجال علاج الأورام بتقنية التبريد "Low Temperature Medicine Cryosurgery" باستخدام تقنية التصوير بالرنين المغناطيسي MRI، والذي يٌعتبر انجاز طبي تاريخي.

ابتكار نوعي جذب انتباه جميع الاطباء وأسهم في حل بعض المشاكل والصعوبات التي كانت قد واجهتهم على مدي ربع قرن باستخدام مجس التبريد (Cryoprobe).

ويقول محمد شراب لـ"رايــة": "نظرا للصعوبات التي تواجه الأطباء بهذا النوع من العمليات (التبريد) فقد عزفوا عنه واتجهوا الى أنواع أخرى مثل الجراحة رغم أن العلاج بالتبريد له فوائد أخرى أفضل، أقل أذى لجسم المريض ولا تحتاج الى تخدير كامل، ومن ناحية أخرى فهي أفضل من ناحية سرعة إلتآم الجرح بعد العملية".

ويوضح الدكتور أن فكرته تتمحور في إيجاد طريقة للأطباء من خلالها يستطيعون معرفة قيمة ضغط الغاز المناسبة لحساب حجم كرة الثلج اللازمة لتغطية الورم وايجاد نسبة في الهندسة البيوحرارية بنسبة الملامح الحرارية لكرة الثلج، ومن خلال هذه النسبة الهندسية يستطيع الطبيب معرفة الحجم المناسب لكرة الثلج اللازمة لتجميد الخلايا المصابة ذات الاحجام المختلفة.

ونوه شراب الى انه قام مع فريق البحث بتحليل الانتقال الحراري بداخل كرة الثلج عن طريق اجراء تحليل الملامح الحرارية (Analysis of Isothermal Contours) باستخدام أدوات هندسية.

وكشف أنه وباستخدام الابتكار الجديد يستطيع الأطباء أن يستخدموا هذه التقنية بكل أمان وبدون خوف من قيمة ضغط الغاز المناسبة لمجس التبريد، كما ويمكّنهم هذا الابتكار من معرفة العلاقة بين طول وحجم الورم مع الطول والحجم المناسب لكرة الثلج، حسب الدكتور شراب.

ويضيف: "سيتم العمل على ايجاد تقنية جديدة تمكن الأطباء من علاج الاورام العظمية دون الحاجة لتفكيك العظم واخراجه ونقله خارج الجسم لإزالة الورم، وسيتم دعم التقنية الجديدة في السنة القادمة من (شركة هيتاشي اليابانية) حيث أنها المصنّع الوحيد باليابان لمثل هذه الأجهزة الطبية"، مشيرا الى أن المشاكل التي واجهها أطباء الجراحة لا يستطيع حلها طبيب فهي تحتاج إلى مهندس ذو خلفية طبية وهو ما يتوفر لديه ويتمتع به من خبرة واسعة.

من جهته، قال محروس شراب والد المبتكر: "بفرحة غامرة استقبلنا خبر حصول نجلي الدكتور محمد على جائزة أفضل بحث علمي على مستوى اليابان بعد عام واحد فقط، وهو فخر لنا كعائلة وانجاز لغزة وفلسطين وللعرب جميعا باعتبار ذلك سابقة نوعية، ولم نكن نتوقع هذا النجاح الباهر".

وأكد أبو أشرف 67 عاما لـ"رايــة"، أن نجاحه جاء بعد دراسة وبحث كبير تميز به منذ بداياته في الدراسة، لافتا الى أن نجله كان له صولات وجولات في مجالات مختلفة استطاع من خلالها أن يصل لنجاحه في المجال الطبي بالرغم من أنه ليس طبيبا.

وتابع: "تميز محمد من بين اخوانه الخمس بقوة الارادة ودعمناه بقدر ما نستطيع للوصول لغايته، واتجه لإجراء تجارب علمية وفنية وتقنية في المجال الطبي، ونتيجة لعزيمته وارادته توج ذلك الجهد بالنجاح العالمي"، مشيرا الى أنه كان مجتهدا منذ كان صغيرا ولم يكن الابتكار وليد الصدفة بل احتاج لعدة سنوات للوصول اليه.

الجدير ذكره أيضا، أن الدكتور الشاب محمد شراب أصدر كتابا قبل نحو شهرين فقط حول تدخل الهندسة في الاستخدامات الطبية الدقيقة مثل تقنية الليزر وما شابه، وهو ما ساعده في تحقيق الابتكار الجديد في عالم الطب من خلال بحثه الذي تجاوز مئات البحوث العالمية.

اما الطبيب أشرف شراب اعتبر أن الاصرار هو سر نجاح شقيقه محمد، مؤكدا أن الحصار وحالة اليأس والاحباط التي كان يعيشها الباحثين في غزة لم تنل من عزيمته وواصل بحثه وعمله وأصر على السفر الى اليابان دون غيرها لإيمانه بتحقيق شيء هناك.

ويضيف: "تقدم محمد للحصول على المنحة اليابانية وهو الوحيد في العالم الذي حصل على العلامة الكاملة واجتاز جميع الاختبارات بنتيجة 100%، ولشدة اعجاب اليابانيين بنتائجه زارنا وفد من اليابان وسفارتها في القدس وقدم له المنحة وكل التسهيلات اللازمة لسفره  واكمال دراسته العليا فيها".

200 بحث علمي فرعي في اقل من عام ونصف فقط؛ انجزها المهندس شراب واصبح أول باحث في اليابان يحصل على النتيجة الكاملة في كافة الاختبارات التي مر بها خلال مدة الدراسة؛ فضلا عن اعتباره أصغر مدرس اكاديمي في مجال الهندسة حيث كان يٌدرس في الجامعة الاسلامية بغزة وهو بسن 26 عاما؛ حسب شقيقه.

وختم شراب حديثه لـ"رايــة": "هكذا يجب أن يكون أبناء الوطن وهكذا يجب أن يعملوا ويقدموا ما يخدم بلادهم وينجزوا ما يعود عليهم بالنفع والفائدة، لابد من تحريك العقل الباطن ليخرج ما بداخله من إبداعات يساهم بها فيما ينفع الانسان والوطن".

Loading...