مناقيش الزعتر هوية فلسطينية

 

الخليل- رايــة:

طه أبو حسين- كثيرة هي الرموز التراثية التي تبيّن أصالة الشعب الفلسطيني وتاريخه، وإحدى تلك الرموز تتجسد في "مناقيش الزعتر"، التي تتميّز بلذتها ونكهتها ورائحتها الطيبة، لا سيّما باعتماد المكونات الأصلية لها وخاصة "القمح وزيت الزيتون والزعتر البلدي".

التطور التكنولوجي لربما حدّ من انتشار المأكولات التراثية ومن بينها "مناقيش الزعتر"، سرعان ما تنبّه البعض لذلك خاصة مع تنامي المطامع الاحتلالية بسرقة التراث الى جانب احتلال الأرض، فأعادوا إنتاجها بمخابز خاصة في المدن والقرى والمخيمات، بذات الطريقة القديمة والبعض سخّر التكنولوجيا وتطورها لذلك.

تصنع مناقيش الزعتر من خبز الطابون، وزيت الزيتون والزعتر البلدي وهناك صنفاً آخراً يضاف عليه الجبنة البيضاء التي تضفي نكهة لذيذة على المناقيش، وعادة تكون جميعها من منتجات أرض فلسطين لنكهة فريدة يتميّز بها الزعتر وزيت الزيتون الذي يختف عن سواه في البلدان الأخرى.

عدي فنون صاحب أحد المخابز في الخليل يقول أن عملية صنع مناقيش الزعتر بسيطة، مبينا :" تصنع من عجينة خبز الطابون، ويوضع عليها زيت زيتون وزعتر المخلوطان مسبقا، ثم نضع الجبنة إن أردنا وبعدها توضع بالفرن حتى تصبح جاهزة".

ويضيف فنون أن الخبز الخاص بالمناقيش يفضل أن يكون من عجينة الطابون المصنوعة من القمح وهناك امكانية عملها بأي طحين، لكن يفضل القمح الخاص بالطابون. لأنه يعطي نكهة خاصة بالمعجنات، ويخرجها بجودة عالية".

ويقول فنون أن مناقيش الزعتر أكلة شعبية معروفة بين الجميع، ولا يخلى منها أي بيت، وخاصة الخليل، المعظم يعرفها وخصوصا قرى المحافظة لانهم أكثر اهتماما بها.

هناك مخابز مختصة بعمل مناقيش الزعتر، واقبال المواطنين عليها كبير حسب فنون الذي يوضح:" الاقبال يكون كبيراً اذا كانت معمولة بالطريقة القديمة، أي ببيت النار العربي وبمعنى آخر على حجار الزلط والحطب، لأنه نكهة الحطب تدخل للمناقيش، وهذا سر لذتها، وهناك البعض يصنعها أفران عادية خاصة بالمخابز أو الافران المنزلية".

وصف المواطن بهاء محمود مناقيش الزعتر بلحم الفقراء، مضيفا:" مناقيش الزعتر تعني الاصالة الفلسطينية، وتعني الفلسطيني الذي يعمل من اشياء بسيطة أعمال فائقة الجمال واللذة، فمكوناتها من أرض البلد، وبالتالي مليئة بالخير والبركة".

واستطرد محمود :"أحب تناولها في الصباح والشتاء خاصة إن كانت ساخنة، فأنا أعتبرها أكلة ملوكية".

أما المواطن سالم أيوب فيقول هذه أكلة تقليدية تراثية موجودة لدينا، وهي أكلة لذيذة وخفيفة، وأنا اشعر أنها هوية، فكما الكوفية تمثل هوية فلسطينية ومناقيس الزعتر هي هوية فلسطينية أيضا، وأكثر ما أحب تناولها في الشتاء تحديداً خاصة اذا كانت ساخنة".