عزبة بيت حانون المهمشة.. الحرب لم تتوقف

غزة - رايـة:

سامح أبو دية- 

ناشدت عشرات العائلات المهدمة بيوتهم بالكامل في منطقة تسمى "عزبة بيت حانون"، كافة المسؤولين في الحكومة الفلسطينية ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، الى وضع حل عاجل لمشكلتهم المتعلقة بحرمانهم الى حد اللحظة من حقهم في اعادة بناء بيوتهم التي دمرها الاحتلال في الحرب الأخيرة على غزة صيف عام 2014.

وقال سكان المنطقة في أحاديث منفصلة مع مراسل "رايـة"، أنهم يسكنون في أراض تعتبر حكومية، الأمر الذي أدى الى عدم اعتراف الأونروا بأحقيتهم في اعادة اعمار منازلهم، حتى يحصلوا على تسوية مع سلطة الأراضي تتم بموجبها عملية الاعمار.

السكان يقطنون في بيوت شيدوها بأيديهم منذ عشرات السنين، الى أن جاء الاحتلال ودمر قرابة 82 منزل بشكل كامل، علما بأن تلك المنطقة تعتبر من المناطق المهمشة والفقيرة جدا.

د. يوسف الكفارنة ممثل اللجنة الشعبية لمساندة أهالي بيت حانون، قال أن جميع المناطق دخلها مهندسي وكالة الغوث لعمليات الاحصاء واعادة البناء باستثناء "عزبة بيت حانون" والأراضي الحكومية المشابهة لها، مشيرا الى رفض سلطة الأراضي في غزة دخول المهندسين للمنطقة.

وأضاف الكفارنة لـ "رايـة": "توجهنا لمعرفة السبب وقيل لنا بأن السبب أنها اراض حكومية وحتى يتم البناء عليها يجب دفع ثمنها أو استئجارها، في حين تعتبر عزبة بيت حانون منطقة عشوائية وسكانها تحت خط الفقر ولا يستطيعون ذلك"، مؤكدا على أن جهود كبيرة بذلت تمخض عنها اتفاق جرى بموجبه موافقة سلطة الاراضي على دخول الأونروا للمنطقة وجميع الأحياء المشابهة وتم احصائها واعادة اصلاح المنازل المتضررة جزئيا باستثناء الهدم الكلي.

التأخر في اعادة اعمار تلك المنزل فاقم من معاناة العائلات التي تعاني بالأساس من التهميش والفقر، ويضيف: "كل ما نتمناه من جميع القيادات والفصائل التدخل معنا سريعا، لان أهالينا يعانون وخاصة أصحاب الهدم الكلي واضرارهم للعيش فوق أنقاض بيتهم المهدمة في ظل اشتداد فصل اشتاء وانتشار الأمراض بسبب البرد، وعدم قدرتهم على استئجار بيوت مؤقتة لحين الاعمار".

أهالي المنقطة يؤكدون وجودهم في "عزبة بيت حانون" منذ نزوحهم عام 1948، ويضيف الكفارنة: "نحن لا نطلب المستحيل، نحتاج فقط أن تسمح سلطة الأراضي بغزة للأونروا بإعادة بناء البيوت والعودة لها مجددا، نزحنا عام 1948 ولا نريد أن ننزح في داخل قطاع غزة مرة أخرى".

كما ناشد أهالي المنطقة المنكوبة، جميع القيادات الفلسطينية المسؤولة، بالنظر لقضيتهم بنظرة الرأفة والعطف وتنفيذ طلباتهم، طمعا في العيش باستقرار داخل منازل تقيهم من حر الصيف وبرد الشتاء.

من جهتها، قالت آمال شمالي مدير دائرة العلاقات العامة والاعلام في سلطة الاراضي بغزة، انه لا يٌسمح للمواطن بالبناء على الأراضي الحكومية حتى لو كان متضرر، الا في حال الحصول على تسوية من خلال شراءها أو استئجارها.

وأوضحت شمالي لـ "رايـة"، أن موضوع المناطق العشوائية مثل عزبة بيت حانون هي في اطار الحل، دون الحديث عن مزيد من التفاصيل.