بورين.. قرية ينغص الاستيطان عيش سكانها

نابلس- رايــة:

ملاك أبو عيشة-

للوهلة الأولى تراها قريةً وادعةً جميلة لا ينغص عيش أهاليها أي شي يُذكر، تمشي في شوارعها لتجد ذلك التمازج العجيب بين المعمار القديم والحديث، ولكن ما أن ترفع نظرك قليلاً للأعلى لتنظر إلى جبالها حتى تصدم من هول المشهد، فترى المستوطنات والنقاط العسكرية الاسرائيلية تحيط بالقرية من كل جانب.

قرية بورين قضاء مدينة نابلس يبلغ عدد سكانها 4200 نسمة، ومساحة أراضيها حوالي 36000دونم، تحيط بها المستوطنات والنقاط العسكرية من الجهات الأربع: يتسهار، وبركة، وبراخا، والنقطة العسكرية.

وتقول نائب رئيس مجلس قروي بورين ختام نجار:"تقوم المستوطنات على قرابة 80% من أراضي القرية، ولم يبق لنا سوى 20% لنعيش فيها، لدرجة أصبح فيها الأهالي لا يجدون مكاناً للبناء فيه، مما يضطر الكثير من الشباب للهجرة للخارج".

ويقوم المتسوطنون بشكل متكرر بحرق وقطع أشجار الزيتون في الأراضي، ومنع الأهالي من الوصول لها، والهجوم عليهم كل فترة، ومنذ مدة وجيزة قاموا بمصادرة 2 دونم من أراضي مدرسة ذكور بورين.

وفي القرية عيون ماء كثيرة سيطر الاحتلال على اثنتين منها، وحولوهما لمغطس ديني، ومكان سياحي للمستوطنين.

توضح نجار:"الاحتلال يُلقي بالخنازير التي تخرب المزروعات، وكذلك الأفاعي السامة حيث لاحظ سكان القرية وجود أنواع غريبة من الأفاعي في أراضيهم، بالإضافة إلى الكلاب الضالة".

وتضيف:"في موسم قطاف الزيتون الماضي ترك عدد من المواطنين أشجارهم بدون قطاف، بسبب تهجم المستوطنين المتكرر عليهم، ومنعهم من الوصول إلى أراضيهم".

تحتضن القرية أماكن أثرية عريقة منها البلدة القديمة في بورين، ومقام سيدنا سليمان، ومقام سيدنا إسماعيل، ولكن الاحتلال استولى على المقامين وأقام فيهما مكاناً دينياً للمستوطنين.

وعن الدعم الحكومي لقرية بورين، تبين نجار:"بالرغم من صمودنا في وجه الاستيطان إلا أن المؤسسات الحكومية لا تقدم أي دعم لنا، فشوارع القرية ضيقة ومليئة بالحفر وبحاجة إلى تعبيد، وأرسلنا بالكثير من الطلبات للجهات المعنية، ولم نتلقَ أي رد يُذكر".