الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:40 AM
الظهر 12:38 PM
العصر 4:15 PM
المغرب 7:17 PM
العشاء 8:37 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

الطفل هيثم.. خرج لصلاة الجمعة وعاد شهيدا

الخليل- رايــة:

طه أبو حسين-

"ذهب هيثم لصلاة الجمعة، وبعدها ذهب يلعب مع أصدقائه، تأخر قليلاً فاتصلت عليه وسألته أين أنت، فقال: أنا ألعب. لم تمر ربع ساعة حتى سمعت خبر استشهاده، لقد قتلوه، والله حرام"، قالت والدة الشهيد هيثم اسماعيل البو.

الشهيد الطفل هيثم اسماعيل البو "14 عاما"، طالب الصف التاسع، أستشهد برصاص جيش الاحتلال في منطقة الحواور في حلحول شمال محافظة الخليل متأثراً بإصابته التي أصابت رأسه بصورة مباشرة بينما كان يلعب مع أقرانه، والاحتلال ادّعى أنه حاول رمي زجاجة حارقة على جنوده.

والدة الشهيد فنّدت الرواية الاسرائيلية وقالت :" ابني كان يلعب، وهو طفل صغير، لم ير الحياة بعد، والاحتلال قتله دون ذنب".

الدموع قطعت كلماتها، ثم استأنفت :" هيثم ابني الوحيد، له ثلاث شقيقات، طالب الصف التاسع، متفوق في دراسته، وكان محبوب بين أقرانه والجميع لأنه ذكي واجتماعي ومؤدب".

جدة الشهيد البو كانت كريمة بدموعها، سرعان ما استجمعت قوتها وبدأت تنادي بالنسوة أن يصبرن ويحتسبن أمرهن لله ويدعون له بالجنة، قالت :" كان مرضياً، يصلي، مؤدباً، خلوقاً، طائعا للجميع، حنون على أخواته وكذلك الجيران، والاحتلال قتله قبل أن يرى شيئا في حياته، فما زال طفلاً صغيراً".

داخل الغرفة التي لا تتجاوز مساحتها أربعة أمتار مربعة، اجتمعت أكثر من 30 امرأة وفتاة، معظمهم جدن بالدمع إلا قليلاً كان صمتهن حكاية الوجع، وزوجة عمّه التي تجلس بجانب المدفأة كانت حرارة غضبها أشدّ حرقة وهي تقول :" هيثم من حقه أن يلعب في الملاهي والنوادي، أطلقوا النار عليه بدون سبب، كان يلعب ولم يذهب ليرمي زجاجة حارقة كما يدعي الاحتلال، فذا طفل. لقد سرقوا فرحة أولادنا، قتلونا، ذبحونا، ونحن نطلب من الله فقط أن يرينا يوما بإسرائيل".

هاشم البو عم الشهيد، حاله ليس أحسن حالاً من والده، غير أنه استطاع الحديث ولو بكلمات موجزة تخصر حكاية الطفل :" هيثم طفل عمره 14 سنة، لاحظت فيه صفات الرجولة وصفات مميزة تختلف عن جيله، كله حيوية، فهو في حركة دؤوبة ومستمرة الى جانب تفوقه الدراسي والاجتماعي".

بلدة حلحول شمال الخليل شهدت حدادا واضراباُ شاملاً لاستشهاد الطفل البو، كما ذكر رئيس بلدية حلحول وجدي ملحم الذي حذر من خطورة اعدام الأطفال، موضحاً أن هذه السياسة ستجر لكارثة كبيرة.

وعبر ملحم :" هذا اعدام ممنهج ومرفوض، فالسياسة الاسرائيلية وحكومة نتانياهو تهدف لتصفية أطفال الشعب الفلسطيني، وما زال نتانياهو مصراً أن يجعل دماء أطفالنا كدعاية انتخابية لحزبه وأجندات حكومته، وهذا أمر مرفوض فلسطينيا ودوليا وانسانياً، فنحن نريد أن يحيا أطفالنا كباقي أطفال العالم حتى يشاركوا في بناء الدولة".

الجدير بالذكر أن الآلاف من أبناء بلدة حلحول ومحافظة الخليل، شاركوا بموكب تشييع جثمان الشهيد الطفل هيثم البو، حيث انطلق الموكب بعد إلقاء نظرة الوداع عليه في منزله باتجاه مسجد النبي يونس ثم دفنه بمقبرة البلدة وسط نداءات وهتافات وحدوية تطالب بضرورة ملاحقة الاحتلال وردعه بكافة السبل.

Loading...