أيُّ دمٍ للكاتب المتوكل طه
أيُّ دمٍ
***
صُورةٌ مكتملةٌ تكادُ أن تكونَ في اكتنازِها جنّةً مذهلة ! بَحرٌ زَجَليٌ طويل، وثلجٌ مثل بطنِ العروس، ورملٌ نَخّلتهُ الريحُ من ذهبِ الأساطير، وملوحةٌ استخلَصَتْ دموعَ الأنبياءِ على مَنْ أسرفوا في الزمان. صورةٌ اسمُها فلسطين .
انبذلَ حولَها ولها ما ينقذُ الدّنيا ، لكنّه تبدَّدَ بفعلِ غامضٍ مُريب. وهبطَ المنادون من منصّةِ الحقِّ درجةً إثرَ أُخرى .. حتى وصلوا قاعَ الاستجداءِ والتمنّي .. وتفرّق المنادون أيدي سبأ ، حتى أضحى التّذكيرُ بالصّورةِ كاملةً .. مهزلةً !
وصار امتلاكُها حرفاً أو حُلماً .. مدعاةً للسّخريةِ أو رذيلةً بائسةً لا واقعية ! والمطلوبُ أن تُخيطوا أكفانَكم بأيديكم ، وأن تكونوا ضحيّةً سلبيّةً، لأن الضّحيّةَ الإيجابيّة التي تردُّ على موتِها بالموتِ سَيُبْهِظُها الأقوياءُ المعتدون .
انتبهوا : إذا تبأّرتُم في الخطاب فستجدون استنـزافَ الصّورة.
واذكروا أن ما يُطالبُ به أيُّ دمٍ هو ألاّ يُسْفَك .