الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:33 AM
الظهر 12:37 PM
العصر 4:15 PM
المغرب 7:20 PM
العشاء 8:41 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

"ياسين وإسراء" دمّر الاحتلال منزلهما مراراً وقتل طفولتهما مُبكراً

 

غزة - رايــة:

سامح أبو دية - لم تحتمل أجساد الطفلين الشقيقين "ياسين واسراء أبو خوصة" شظايا قذائف جيش الاحتلال الثقيلة، قذائفٌ لم ترحم براءة الطفولة وهم لم يتجاوزا 10 سنوات من عمرهما الصغير المليء بالطموحات والأحلام الكبيرة.

في الساعة الثانية بعد منتصف ليلة الجمعة كانا على موعد مع لقاء ربهم داخل منزل حمل هموم الفقر طيلة حياتهم، جريمة قتل جديدة بحق الطفلين ارتكبها جيش الاحتلال بقصف الطائرات الحربية أرضاً مجاورة لمنزل أبو خوصة بمنطقة "السيفة" على الحدود الشمالية لبيت لاهيا شمال القطاع.

ياسين (10 سنوات) واسراء (6 سنوات) كانا يعيشان داخل منزلهم البسيط المكون من غرفتين صغيرتين مسقوف بألواح "الاسبست والزينقو"، بعد أن دمر الاحتلال منزلهم في الحرب الأخيرة على غزة صيف 2014، وفي غرفة واحدة من المنزل الذي أعده لهم والدهم بشكل مؤقت عاشا داخلها رفقة 4 من الأشقاء.

قذيفة واحدة سقطت في الجوار كانت كفيلة بقتل الطفلين واصابة 4 آخرين كانوا نائمين في غرفة واحدة اضافة للأم التي احتضنت أصغرهم لينام بسلام؛ وبعثرت كتبهم المدرسية وأحلامهم البريئة، يقول والدهم سليمان أبو خوصة: "كنا نائمين بهدوء وسلام حتى استيقظت على صوتٍ زلزل المنزل وهدمه فوق رؤوسنا، ثم سمعت صراخ الأطفال وأمهم تقول (الاولاد ماتوا)".

الأب نهض من تحت الركام في الغرفة المجاورة، "توجهت فورا وشاهدت الأطفال غارقين في دمائهم وهم على فراشهم، استشهد ياسين على الفور ثم لحقت به شقيقته اسراء بعد ساعات قليلة".

ويضيف سليمان لمراسل "راية": "للمرة الثالثة دُمر منزلي، أخرها فقدت اثنين من أبنائي دون ذنب، الى متى؟ الى أن أفقد باقي أبنائي؟، لو كان بيتي مشيداً بالإسمنت لما حدثت الجريمة"، مطالبا بإعادة اعمار منزله الذي دُمر بالكامل قبل عامين.

والدة الأطفال كانت بجوار أبنائها لحظة القصف وتعرضت لجروح طفيفة، تحاملت على جروحها وتقدمت لتحضن نجلها ياسين، تقول الأم صبحة: "ياسين ظل ينزف بين ذراعي حتى فارق الحياة وانا أصرخ واستنجد ولم استطع انقاذه، استشهد ياسين ولم يستطع الوفاء بوعده بأن يًصبح أول المتفوقين في فصله".

اسراء وياسين طلاب في المراحل الدراسية الأولى، تضيف الأم: "ياسين في الصف الرابع الابتدائي كان مواظبا لدروسه ومجتهدا ومحبا لدراسته لمدرسته وأساتذته وزملائه في الفصل الذين حضروا لتشييعه تكريما لحسن خلقه واجتهاده، اسراء في الصف الأول".

صبحة ناشدت مرارا وتكرارا بإعمار منزلهم، ونقلهم الى منطقة آمنة بعيدا عن سكنهم الحالي الذي يبعد 2 كيلو متر فقط عن الحدود الشمالية للقطاع، تقول الأم وعلامات الصدمة تظهر على وجهها: "بأي ذنب ًيُقتل طفل بريء وهو نائم في فراشه؟".

وتضيف الأم وهي غارقة في دموعها: "لا أصدق أن ابنائي اختطفوا من بين ذراعي!، على العالم أن يمنع مزيد من الجرائم والتي يمكن أن تكون مرة أخرى في أبنائي الباقين".

عائلة أبو خوصة المكلومة مجددا طالبت بمحاكمة الاحتلال وقادته ومرتكبي الجريمة البشعة التي راح ضحيتها طفليها "ياسين واسراء".

أيوب (13 عاما) شقيق الشهيدين استيقظ مصدوما وهو غارق في دمائه لا علم لديه بما حدث، يقول لـ "راية": "لم أشعر بشيء ولا أعلم ماذا يحدث، أمي تبكي وتصرخ وملابسي تُغرقها الدماء، نقلني اسعاف للمشفى وهناك علمت باستشهاد ياسين اخي وصديقي، ثم تلتحق به اسراء".

ياسين كان يحلم أن يُصبح طبيبا في المستقبل، ثم طلب من شقيقه أيوب مساعدته في مراجعة درس في مادة الرياضيات قبل نومهم، واسراء كانت تلهو وتعلب مع البقية ثم ذهبت للنوم، يضيف أيوب: "يا ريت متت انا ولا ياسين واسراء، مع مين أروح على المدرسة ومع مين ألعب بعد هيك ومين يسليني؟".

"ليلة الجمعة" كان موعد فصل جديد في مسلسل الجرائم الاسرائيلية التي راح ضحيتها ه1ه المرة الطفلين البريئين اسراء وياسين أبو خوصة، والصمت الدولي غائب تماما عن المشهد المأساوي، ولسان حال الغزيين يستنجد الضمير الدولي الانساني.

Loading...