الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:10 AM
الظهر 11:44 AM
العصر 3:15 PM
المغرب 6:02 PM
العشاء 7:18 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

حكاية محمد الذي ابتلع دمائه في غرفة التحقيق

 

رام الله- رايــة: 

فداء رويضي-

غرفة التحقيق ذاتها، ذات البرودة والقسوة، والجدران الشاهدة على حكايا آلاف الأطفال المقدسيين الذين ذاقوا أقسى أنواع التعذيب داخلها، "ما أن أدرت وجهي الى الجهة الأخرى حتى وجدت رجلا ضخما بعضلات مفتولة، صفعني على وجهي، منذ هذه اللحظة لم أشعر بأي شيء، كُسِر سني،  ثم أطلق أحدهم رصاصة مطاطية تجاهي، بدأ الدم يسيل على وجهي بغزارة لدرجة أنني ابتلعته بعد أن رفض المحقق أن يعطني أي شيء أمسح به الدماء" هكذا وصف محمد تايه "17 عاما" من بيت حنينا بالقدس المحتلة غرفة التحقيق.

وحدة المستعربين

بدأت حكاية محمد في رمضان العام الماضي، تناول فطوره وخرج مع أصدقاءه، وفي أحد شوارع المدينة جلسوا على مقعد، صوت جاء من بعيد:"معك سيجارة؟" التفت محمد الى الصوت، فوجد مجموعة من الشبان، ملامح شرقية، ملابس عادية، ولهجة فلسطينية، أخرج محمد "سيجارة" وما أن أعطاءها لأحدهم حتى إنهالوا عليه بالضرب ومن معه من أصدقاءه، ثم أخرجوا سلاحهم وقاموا باعتقاله، فأيقن محمد أنه وقع في يد "وحدة المستعربين".

اقتادوا محمد الى مركز تحقيق "النبي يعقوب"، فانتقل من يد المستعربين الى يد المحققين الذين صعقوه بالكهرباء، ترتجف يداه، ينتفض جسده، يقول محمد: "صاح المحقق بي طالبا مني أن أشرب ماء "المكيف" كنا في رمضان وحان وقت الإفطار كنت أتضور عطشا وجوعا لكني رفضت، قلت له لا أريد أن أشرب هذا الماء القذر، فسكبها على وجهي، كانت الماء باردة جدا، بقيت عيني "منفوخة" لأسبوعين بعد ذلك".

تهديد وتعذيب

بعيناه الدمعتان يكمل محمد الحكاية: "عذبونا كثيرا، يوجهون لنا الشتائم طوال الوقت، لم يخطر على بالي يوما أن أكون في ذلك المكان، كان المحقق يهددني طوال الوقت: "إن لم تعترف سأقتل أهلك، سأضعك في غرفة مع المستوطنين".

"قبل أن أخرج من مركز التحقيق أحضروا مجموعة من الأوراق مكتوبة باللغة العبرية، سألت ما هذه الأوراق، لم أكمل السؤال حتى ضربني لكمة على وجهي، وقعت بعدها على الفور، أجبرونا أن نوقع، لمحت بعضا من الكلمات على هذه الأوراق منها أنهم لم يضربوني ولم يشتموني ولم يفعلوا لي أي شيء".

"البيت سجنا وأهلي السجانين"

كان محمد بالصف الحادي عشر، وحكمت عليه المحكمة بالحبس المنزلي المفتوح، بقي مأسورا فيه تسعة أشهر، يقول محمد: "في فترة الحبس المنزلي كان البيت سجنا وأهلي السجانين، كنت "أتفشش" بكل شيء، طوال الوقت كنت أتشاجر مع أخوتي وأهلي، في كل يوم وعند حلول الساعة الثالثة أو الرابعة فجرا يطرق الباب، يدخل جنود الإحتلال الى المنزل بطريقة همجية ليتأكدوا من وجودي، نستيقظ جميعا ولا ننام بعدها حتى الصباح، حتى عندما أمرض كنت أطلب إذنا للخروج الى الطبيب ولا يسمحوا لي".

حلم ضائع

أنزل محمد رأسه ونظر الى الأرض قائلا: "كنت في الصف الحادي عشر علمي وأردت دخول الجامعة، لطالما حلمت أن أتخصص بدراسة المحاسبة، لكن ما فائدة هذا الحلم، لقد ضاع بين التحقيق والحبس المنزلي والسجن الفعلي الذي سيأتي".

في منتصف الشهر الماضي حكمت محكمة الاحتلال على محمد بالسجن الفعلي لمدة سنتين وأربعة أشهر بتهمة القاء الحجارة على مركبات المستوطنين، هو الآن في المعتقل بعد تسليم نفسه بأمر من المحكمة مع مراد الذي سبق وأن سلطت راية الضوء على حكايته.

"http://www.raya.ps/ar/news/940849-.html"

Loading...