"شعبونية" نابلس تجمعنا

نابلس- رايــة:

هديل زهران- 

ولائم شهية حلويات متنوعة قهوة سادة نراجيل أغاني وأصوات أطفال تصدح في الساحات مكان واحد يجمع الأهل والأقارب على مائدة واحدة تحت سقف عائلي واحد جميع الأفراد في يوم "الشعبونية" في مدينة نابلس.

"الشعبونية" عادة نابلسية قديمة توارثها أهالي المدينة إلى يومنا هذا وتعود تسميتها نسبة إلى شهر شعبان الذي يسبق شهر رمضان عادة، حيث يقوم بها أهل نابلس وتحديدا رب الأسرة الأب أو الأخ أو الزوج بدعوة جميع الأخوات والعمات والخالات لتقضية يوم كامل في منزله.

تقول إم هاشم "56 عاما": أنتظر كل سنة شعبونية أهلي نقضي طيلة شهر شعبان متنقلين بين بيوت أخوتي وأولادهم نجتمع ونتحدث ونغني ونأكل تتحدث بسعادة.

قد تختلف التفاصيل والترتيبات بالطقوس من عائلة لأخرى لكنها تجتمع في إحضار طعام الغداء الذي غالبا ما يكون من عدة أصناف لايخلو منها طبق العكوب، يليه إحضار القهوة السادة والحلويات النابلسية التي تتنوع بين كنافة نابلسية ناعمة أو خشنة والقلاج والمدلوقة ومن ثم يتم تحضير الفاكهة والتسالي والنراجيل.

"الله لا يقطعها من عادة" هكذا بدأ الحج محمد النابلسي حديثه عن الشعبونية قائلا: توفي والدي منذ الصغر ولدي أمي وأخواتي وعماتي فتحت عيناي على عادة الشعبونية التي كانت والدتي تدعو فيها كل الأقارب وأخذت على نفسي عهدا أن أدعو فيها جميع صلة رحمي طالما بقيت حياً.

أم أحمد البالغة من العمر 72 عاما تدعو بناتها وأحفادها وبنات إخوتها وأخوات زوجها المتوفي وتقول أحب أن نلتم سويا في شهر شعبان وتضيف انها سوف تدعوهم في شهر رمضان المبارك أيضا، وتكمل قد لا اكون موجودة السنة المقبلة ولعلهم لا يجتمعون بعد مماتي.

يشير بعض المؤرخين الى أن عادة "الشعبونية" لدى أهل نابلس بدأت مع بدايات الحكم العثماني.

ويذكر ان أهل نابلس يحتفلون بنصف شهر شعبان بعادات أخرى كإضاءة شعلة منتصف شعبان يطوف بها الأطفال حول المدينة وينشدون أناشيد دينية خاصة وأيضا يقوم الشيوخ من المتصوفين بقراءة الورد والاذكار والاستغفار.

تتحسر الحاجة أمينة على "شعبونية"، زمان قائلة كنا قبل "الشعبونية" بيوم نفرك الارض بصابونة نابلسية ومي وليمون ونلمع البيت ونلبس أجمل فساتين، وتستمر الشعبونية 3 أيام متواصلة.

جبل النار دمشق الصغرى نابلس المدينة التاريخية التي تختلف عن الكثير من المدن الفلسطينية في العادات والتقاليد حتى في استقبال المناسبات الرسمية والدينية والأعياد على مختلف أنواعها حيث تبدأ طقوس الإحتفال بشهر رمضان المبارك ما قبل بداية الشهر أي في شهر شعبان.