الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:33 AM
الظهر 12:37 PM
العصر 4:15 PM
المغرب 7:20 PM
العشاء 8:41 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

عائلة "أبو سلطان".. تعيش رمضان بمائدة افطار فارغة

 

غزة- رايــة:

سامح أبو دية-

تعيش عائلة ابو سلطان شهر رمضان هذا العام بظروف معيشية بائسة جعلت أبنائها وأطفالها يذرفون الدموع مرتين؛ أولها شوقاً لعيش حياة كريمة كالتي يشاهدونها على بعض الأسر؛ وثانيها فرحاً باستقبال ضيف يزورها مرة كل عام "شهر رمضان المبارك".

فالفقراء والمحتاجون في قطاع غزة بعشرات الآلاف أو يزيد، وينتظرون هذا الزائر السريع بفارغ الصبر، فهو يأتي سريعاً ويذهب سريعاً، ولسان حال هؤلاء يردد متمنياً الفرج القريب، أو على الأقل فرح مؤقت يغير على الأطفال بؤس الحال لساعات قليلة في الشهر الفضيل.

على غير العادة، فإن شهر رمضان يُذكّر عائلة ابراهيم ابو سلطان المتعففة بعوزها وحاجتها وعدم قدرتها على تلبية أبسط متطلبات الحياة لصغارها، الأمر الذي ينغص عليها افطارها وسحورها يومياً.

عائلة أبو سلطان المتعففة تسكن في منزل متهالك للغاية لا يبدو لناظره أنه يصلح للعيش الأدمي، يسكن المنزل البسيط في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة أكثر من 17 فرداً بينهم 7 أطفال ولا تتعدى مساحته 70 متراً، أحياناً لا يجدون الغذاء الأساسي السليم داخله.

"خليل" أحد أفراد العائلة يعيش في غرفة صغيرة جداً داخل المنزل رفقة 4 أطفال اضافة لزوجته، يقول: "أتمنى لو كنا نستقبل رمضان كباقي الناس، نأكل ونشرب ونُلبي طلبات أطفالنا المتواضعة، ولكن الوضع صعب للغاية علينا، حتى وصل بنا الحال أن يشتهي طفلي الطعام، أو أن ينتظر شراء فانوس رمضان ولكن ما باليد حيلة".

تنتظر تلك العائلة المتعففة أن تتحول أحلامها البسيطة جداً الى واقع، وأن لا تأتي ساعة الافطار والسحور والمائدة خالية من طعام يشتهيه الأطفال والنساء طيلة أيام أو اسابيع مضت.

الطفلة فاطمة خليل أبو سلطان 8 سنوات لم تتمكن من شرح أمنياتها الا بالقول: "ما عنا أكل في الدار" ثم تبكي، وتردد ثانية: "نفسي أشتري فانوس زي اللي بشوفه بالسوق حتى ألعب فيه زي الأطفال" تطلب من والدها ولا يستطيع شرائه، ليتأجل حلم فاطمة البسيط؛ عل تغير الحال يكون أقرب مما تتمنى.

أما الطفلة سارة 9 سنوات، فقد عزمت منذ بداية شهر رمضان على الصيام، وهدفها الدعاء لربها وهي صائمة بأن يحقق لها أمنياتها، لان دعوة الطفل الصائم تُستجاب، كما تقول.

أما دموع الأم وسام 26 عاماً؛ فتحضر باستمرار على مائدة الافطار "الناشفة" عندما لا تجد ما تُقدمه للأطفال عند موعد الافطار، فلا تجد أمامها سوى دعاء بالفرج، دعاء ربما يكون أشهى من طعم ما تشاهده أمامها على مائدة الافطار في كل مرة.

وكما شاهدنا، فإن بيت عائلة أبو سلطان يخلو من الأجهزة الكهربائية, وغاز الطهي الآمن, كما أن ملابس الأطفال معظمها بالية، الا ما يخبئونه الصغار لاستقبال عيدهم القادم الذي ينتظروه بصبر وشغف كبيرين.

ياسمين 32 عاما تعيش في ذات المنزل وهي أم لأربعة أطفال، تقول: "زوجي أحياناً يعمل لساعات طويلة بأجر 10 شواكل فقط، فهي لا تكفي لأي شيء، حتى أنني لا أجد في البيت لوجبة السحور سوى (دقة وشاي) ومرة أخرى (زعتر وشاي) وأفضل الحالات ( بطاطا وشاي)".

تتمنى من خالقها ثم من أهل الخير وأصحاب القلوب الرحيمة كحال باقي أفراد الأسرة؛ أن يتوفر ما لا تستطيع أن توفره لأطفالها الأربعة من طعام وفاكهة ولحم طير مما يشتهون ويشاهدونه فقط.

Loading...