الشعب يريد انتخابات تشريعية ورئاسية

رام الله- رايــة:

أعده فضل سليمان- 

تحاول رايــة دائما الرجوع الى معرفة اراء الناس حول امور هي من صلب الشان العام وادارته، لذا تجدها تضع اسئلة لاستطلاع اراء العامة بشان القضايا التي تؤرقهم، والتي يعتبرونها من نخاع الحياة الطبيعية، لذا جاء استطلاع الرأي الذي طرحته شبكة رايــة هذا الاسبوع، متعلقا بنتائج مباحثات المصالحة التي لم تخرج عن المسارات المعهودة لها منذ سنوات عدة، فالنتيجة الفشل.

ولسبب غياب اثر الشارع ومشاركة المواطن في الشان السياسي والقرارات العامة، والذي عادة يفعل من خلال الحياة البرلمانية، نعتقد ان من حق المواطنين ان يقولوا رايهم حول البوصلة والى اين يجب ان تتجه الان، فكان سؤال الاستطلاع (بعد فشل مباحثات المصالحة في الدوحة.. ما الحل؟ واتيح المجال للمستطلع ان يختار ما بين خيارات اربعة، وهي، اجراء انتخابات تشريعية ورئاسية، او تنحي حماس عن الحكم في غزة، او تحقيق كونفدرالية مع الاردن وغزة مع مصر ، والخيار الاخير كان، انا لا اهتم بالامر، وفعلا كان ما نسبته 10 بالمئة من المستجيبين للاستطلاع انهم لا يهتمون بالامر.

ماذا يقول القانون الاساسي الفلسطيني؟

ولكن ما يعنينا هو النتيجة الاعلى التي كانت لصالح اجراء انتخابات تشريعية ورئاسية، والتي فضلها 52% من رواد موقع رايــة الاخباري من المستجيبين للاستطلاع.

ان الانتخابات بشكل عام استحقاق دستوري يجب احترام مواعيد إجرائها كي يتمكن الشعب من انتخاب ممثليه، فالمادة الثانية من القانون الأساسي الفلسطيني نصت "الشعب مصدر السلطات ويمارسها عن طريق السلطات الثلاث التشريعية والتنفيذية والقضائية، والمادة الخامسة قالت " ان نظام الحكم في فلسطين نظام ديمقراطي نيابي يعتمد على التعددية السياسية والحزبية وينتخب فيه رئيس السلطة الوطنية انتخابا مباشرا من قبل الشعب وتكون الحكومة مسؤولة أمام الرئيس والمجلس التشريعي".

لكن الانقسام السياسي سلب حق الشعب باختيار من يمثله، وتم تجاوز القانون الأساسي الفلسطيني واوجد حالة من الإحباط ووضع العراقيل أمام  إتمام المصالحة، الى ان جاء قرار حكومة الوفاق الوطني الفلسطيني بإجراء الانتخابات للهيئات المحلية في 8/10/2016 خطت خطوة مهمة وتحدت حواجز نفسية ومعيقات قد تمهد الطريق لإجراء الاستحقاقات لانتخابات رئاسية وتشريعية.

فالانتخابات ستجري في يوم واحد في كافة الهيئات المحلية في الوطن، غزة، والضفة الغربية بما فيها القدس وفق النظام الانتخابي الذي تم اعتماده في الدورة السابقة.

انتخابات تشرين الأول المقبل ستضخ دماءا جديدة في إدارة 414 هيئة محلية، منها 142 مجلس بلدي، و272 مجلس قروي. لكن ماذا عن الوضع العام، والى متى ستبقى الامور في ما يتعلق بصياغة القرارات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، بيد مجموعتين سياسيتين تفتقدان لشرعية الصندوق الانتخابي.

كلام معسول والهدف مجهول

فرغم الكلام المعسول الذي تسمعه من القيادي في حركة حماس يحيى موسى والذي قال فيه "نحن من حيث المبدأ مع أي عملية ديمقراطية يتم إجرائها لتجديد شرعية المؤسسات جميعا سواء كان على مستوى حكم محلي أو تشريعي أو مستوى الرئاسة باعتبار أن الشعب هو صاحب الأمر "، لكنه يعود الى التفاصيل الكفيلة باجهاض اية فكرة متعلقة بتطبيق التفاهمات قائلا "أما تفاصيل أي عملية انتخابية فذلك بحاجة إلى فحص كل العمليات السابقة واللاحقة والمصاحبة لها، لأنها عملية مرتبطة بمحكمة للطعون وقضايا الترشيح فلا بد من الاطمئنان إلى جميع العمليات المصاحبة"، ويعود القيادي الحمساوي للتصريح بانه "لا خلاف لديهم بان يكون هناك لجنة مشرفة على الانتخابات"، الا انه يعود الى "لكن" فيتابع "لكن هناك اتفاقات تمت بالقاهرة مرتبطة بتشكيل تلك اللجنة المركزية وبمحكمة الانتخابات وأمور كثيرة".

تصريحات تفيد بان قياديي هذا الشعب يتمتعون بالذكاء والدهاء السياسي "او انهم يتعتقدون ذلك" لعرقلة اية امكانية لإجراءات الانتخابات عموما، وربما لنية عرقلة اجراء الانتخابات المحلية في غزه.

اجواء ايجابية باجتماعات الافندية

وهذه اطلالة بسيطة على محاولات المصالحة وانهاء الانقسام:

(29/03/2016) الأجواء في اجتماعين عُقدا في الدوحة بين وفدي حماس وفتح كانت إيجابية.

(8/02/2016) حتى الآن، ما زالت الأجواء تسودها روح إيجابية وتفاؤلية بإحراز تقدم.

(23/1/2016) فتح وحماس تلتقيان بعيداً عن الإعلام.  

(25/3/2015) رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله زيارة إلى قطاع غزة استمرت ليومين. عقد لقاءات وقال "جئنا لغزة المصالحة هدفنا".

(12/1/2015) غزة.. الفصائل تبحث تنفيذ المصالحة...دعت الفصائل الفلسطينية في غزة إلى تشكيل لجنة تتولى تنفيذ اتفاق المصالحة المتعثر.  

(09/2014) بدء جلسة ثانية للحوار بين وفدي حركتي فتح وحماس في القاهرة برعاية مصرية وذكرت مصادر مطلعة على سير المحادثات أن المباحثات تسودها أجواء إيجابية.

(28/4/ 2014) وقّعت الحركتين في منزل إسماعيل هنية بمخيم الشاطئ اتفاقية على الالتزام بكل ما جاء في اتفاق القاهرة وإعلان الدوحة

(23/04/2014) الأجواء الإيجابية تسود منذ وصول وفد المصالحة من الضفة.

(12 آذار / 2014) البطش: جهود المصالحة بين فتح وحماس إيجابية وسلاح المقاومةأمرلا نقاش فيه.

(2/5/ 2013) اجتمعت حماس وفتح بالقاهرة، وتم استعراض كافة قضايا المصالحة العالقة وحلول لتذليل تلك العقبات، واتفق الطرفان على أن تكون اجتماعاتهما في حالة انعقاد دائم.

(يناير من عام 2013)  أعلن رئيس وفد حركة فتح للحوار وعضو لجنتها المركزية عزام الأحمد أنه تم الاتفاق

(10/01/2013) تشهد القاهرة حركة لقاءات متسارعة بين حركتي فتح وحماس.

(29/05/2012) هناك أرضية مناسبة وأجواء إيجابية بين الطرفين ونأمل أن تتكلل بالنجاح.

(الدوحة، الخامس من شباط/فبراير 2012)- "اعلان الدوحة" الذي رعاه أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة ال ثاني للمصالحة بين حركتي حماس وفتح.

(15/3/2011)  احتجاجات فلسطينية "عارمة " لانهاء الانقسام.

(القاهرة سبتمبر 2009)  الورقة المصرية لانهاء الانقسام.   

(26/02/2009) اللقاءات بين حركتي فتح وحماس كانت إيجابية.

 (اليمن مطلع عام 2008) مداولات حول مبادرة مصالحة طرحها الرئيس اليمني الأسبق علي عبد الله صالح.

 (8 فبراير من عام 2007)  توقيع اتفاق بين الحركتين في مدينة مكة برعاية سعودية في عهد الملك عبد الله.

بدنا نغمة ثانية نقولها علانية

ويلاحظ من استفتاء الشارع أن اغلبية المواطنين الفلسطينيين ملّوا من النغمة المشروخة المتكررة، ويطالبون بالبدء الفوري باتخاذ اجراءات عملية من اجل وقف مهزلة الانقسام، ومباحثات المصالحة التي تندرنا حولها وشبعنا، لكن النوادر والطرف لن تساعدنا على تجاوز ازماتنا في القطاعات المختلفة، ولن تخفف من وطأة الفقر ولا معدلات البطالة ولن تعطي شبابنا الامل بل تزيد من احباطهم، وهذا الاحباط ستكون عواقبه وخيمة على الجميع، باختصار "نريد انتخابات تشريعية ورئاسية".