الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:40 AM
الظهر 12:38 PM
العصر 4:15 PM
المغرب 7:17 PM
العشاء 8:37 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

بعد الانقلاب الفاشل..هل نشهد حلفاً تركياً روسياً بديلاً ؟

رام الله - رايــة:

(متابعة أدهم مناصرة، تحرير داليا اللبدي)

مما لا شك فيه أن توتر العلاقة بين تركيا وأمريكيا تصاعد بشكل لافت بعد محاولة الانقلاب الفاشلة في 15 تموز/يوليو الحالي، لكن الخبراء يرون أن التوتر بين البلدين بدأ قبل ذلك وخاصة بعد إسقاط تركيا للطائرة الروسية في ٢٤ نوفمبر ٢٠١٥ وما أعقب ذلك من موقف أمريكي شعرت أنقرة أنه سلبي ظاهراً وضمناً، علاوة على الدعم الأمريكي للأكراد في شمال سوريا، الأمر الذي جعل الحلف الإستراتيجي بين البلدين على المحك منذ ما يزيد عن 7 أشهر.

فهل أطلق الإنقلاب الفاشل في تركيا رصاصة الرحمة على الحلف الإستراتيجي مع الولايات المتحدة، ليحل مكانه تحالف بديل مع روسيا ؟

الصحفي الخبير بالشأن الإقليمي عبد السلام عقل يرى أن التوتر مع أمريكيا بدأ فعلياً قبل محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا، موضحاً أن دعم واشنطن لقوات سوريا الديمقراطية ذات الأغلبية الكردية في شمال سوريا والتخوف من التهيئة لانسلاخ نحو 17 مليون كردي عن تركيا، أزعج الأخيرة كثيراً وجعلها تتقارب مع روسيا بمساعدة "إيرانية" قبيل حادثة الانقلاب بما يزيد عن أسبوعين.

وقال عقل في حديث لبرنامج "60 دقيقة في السياسة" على أثير "رايــة" إن موضوع أكراد سوريا كان بمثابة "الشعرة التي قسمت ظهر البعير" في العلاقة التركية الأمريكية، مُضيفاً أن هناك قاسماً مشتركاً بين ايران وتركيا يتمثل في الخوف من "الدويلة الكردية"، والمشروع الأمريكي الخاص بذلك.

وأشار إلى أن هذا الأمر دفع أنقرة إلى المصالحة مع موسكو في نهايات حزيران الماضي اي قبل حادثة الانقلاب الفاشل، موضحاً أن هذه المصالحة سهلها عامل آخر متمثل بالمصالح الاقتصادية الضخمة بين البلدين.

وأضاف "أنه لا توجد علاقات اقتصادية بين بلدين بهذا المستوى كما هي العلاقة التركية الروسية، فتجد الشركات التركية تعمل في روسيا في كل المجالات (البُنى التحتية، والسيارات، والتموين، وغيرها)، ولذلك فإن العلاقة بينهما اقتصادياَ وسياحياً متطورة إلى ابعد الحدود".

لكن عقل يعتقد في الوقت نفسه أن ثمة "عقبة سياسية" تحكم حجم التقارب التركي الروسي حتى الآن وتتعلق بالملف السوري ومآل حله. ولذلك يشدد على أن ملف توتر العلاقات بين تركيا والولايات المتحدة ومدى الدخول في حلف جديد مع روسيا ما يزال بحاجة لكثير من المعطيات والانتظار حتى "تنقشع الأمور ونحدد ما إذا كنا ذاهبين عملياً إلى تحالفات جديدة أم غير ذلك!".

ونوه عقل إلى وجود رهانين اثنين بخصوص الملف السوري ورؤية الحل، حيث يستند الرهان الأول إلى تحولات ما في الرؤية الروسية إزاء الملف السوري، فيما هناك رهان آخر يتحدث عن التغير المقبل في السياسة الأمريكية اتجاه الملف المذكور بعد الانتخابات الرئاسية المرتقبة.

في المقابل، قال المحلل السياسي التركي يوسف اوغلو إن أمريكيا لم تعد حليفا استراتيجيا لتركيا نتيجة التوتر الحقيقي الحاصل في العلاقة بينهما، وخاصة بعد وجود ملامح ومؤشرات تدل على تواطؤ المخابرات الأمريكية في الانقلاب الفاشل.

وبين أوغلو في حديثه لـ"رايــة" أن تركيا شعرت أن "هناك نية غير طيبة من واشنطن منذ إسقاط الطائرة الروسية وتوتر العلاقة مع موسكو".

وتوقع حصول تقارب نوعي بين بلاده و روسيا، مؤكداً إجراء مسؤولين أتراك لقاءات مع نظرائهم الروس في موسكو خلال الأيام الأخيرة من أجل بحث ذلك، مُتنبأً بعلاقة إستراتيجية بين البلدين أقوى وأفضل من السابق على حساب العلاقة الإستراتيجية مع أمريكيا.

غير أنّ المحلل التركي قال في الوقت ذاته إن هذا لا يعني قطعا للعلاقة مع أمريكيا كما أنه ليس انضماما لحلف آخر غير الناتو، وإنما هي مناورة سياسية تركية تستند إلى إقامة علاقة إستراتيجية مع روسيا ودول أخرى بهدف تحقيق مكاسب سياسية واقتصادية اكبر لتركيا، وحماية المنطقة من المخاطر.

وكشف اوغلو عن تورط قاعدة انجرليك الخاضعة للسيطرة الأمريكية في تركيا، مُبيناً أن "هناك معلومات تحدثت عن اجتماعات سرية جرت في هذه القاعدة قبيل الانقلاب الفاشل وهناك طيارات ذات حُمُلات كبيرة للوقود تم الاكتشاف بأنها زودت بالوقود طائرات ال اف 16 التي كانت تحلق في السماء بين أنقرة واسطنبول خلال ساعات محاولة الانقلاب".

ويقول إن المعلومات المتوفرة تظهر بما لا يدع مجالاً للشك أن الولايات المتحدة كانت تعرف على الأقل بالانقلاب مُسبقاً، دون أن تبلغ الحكومة التركية بذلك.

وينوه إلى أن الاستخبارات التركية علمت بمخطط الانقلاب قبل ساعات قليلة فقط من وقوعه بسبب "فاكس" وصل أحد المسئولين المتورطين، ما دفع "المنقلبين" إلى تبكيره ب ٦ ساعات.

وبالعودة إلى شكل التحالفات القادمة في أعقاب الانقلاب الفاشل، فإن يوسف اوغلو يتوقع علاقة إستراتيجية قوية مع روسيا ولكن دون أن تصل إلى مستوى "تحالف"، إذ ستبقى تركيا في "حلف الناتو"، مشيراً إلى أنها بدأت بتفعيل العلاقة مع روسيا وستُفعِّل علاقتها مع دول أخرى مثل الهند والصين بصفتها دول مهمة، وستكون حليفا استراتيجيا في حال توترت العلاقات مع أمريكيا أكثر، بما يضمن تعزيز قوتها السياسية والاقتصادية.

إذاً، نستخلص من حديث الصحفي عبد السلام عقل وقراءة يوسف اوغلو أن الانقلاب الفاشل سيبلور علاقات إستراتجية جديدة بين تركيا ودول فاعلة أخرى غير الولايات المتحدة، إلا أننا في ذات الوقت لن نشهد "انقلابات جذرية في التحالفات القائمة بالمنطقة"، لكن عامل الزمن كفيلٌ بأن يوضح لنا ذلك.

يُشار إلى أنها لو نجحت محاولة الانقلاب على اردوغان لكان الانقلاب رقم خمسة في تاريخ الانقلابات التي شهدتها تركيا منذ عام 1960.

Loading...