الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:30 AM
الظهر 12:37 PM
العصر 4:15 PM
المغرب 7:22 PM
العشاء 8:43 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

اليوم الدراسي الأول لأحمد دوابشة.. صباح منقوص وأحلام بعيدة المنال

 

نابلس- رايــة:

ملاك أبو عيشة- 

مبكرا جدا اكتشف أحمد دوابشة ابن الخامسة، معنى أن يكون مختلفا، فعلى الرغم من اعتيادية المشهد بالنسبة لآلاف الطلبة من عمره الذين بدأوا مشوارهم المدرسي الأول استيقظ أحمد ليستذكر حجم خسارته وثقل حمله رغم صغر عمره.

فهو لم يستيقظ على صوت والدته تحفزه على النهوض وتسرد على مسامعه جمال مدرسته وصفه أو تختار معه زيه المدرسي وبماذا ستحشو له شطيرته، ولم يستحثه والده على إسراع الخطى نحو المدرسة قبل موعد جرس الصباح وهو يرافقه حتى البوابة ويعده بأصدقاء وعالم مختلف ولن يتمكن آحمد من التفاخر بكونه "طالب مدرسي" أمام شقيقه الأصغر.. فكل هؤلاء غابوا عن المشهد اليوم وأصبحوا بالنسبة له حلما بعيد المنال.

"صحي متعكر" قال الجد حسين دوابشة بينما يستذكر صباح أحمد الأول في المدرسة ورفضه المساعدة من أهل البيت في الاستعداد للمدرسة لكنه سرعان ما استرجع أمله بغد أفضل وقال: "بالنسبة لدراسة أحمد فإن شاء الله لن يواجه أي مشاكل تذكر، حيث سنقوم بتعيين مدرسة خصوصية له تأتيه كل يوم على المنزل لتساعده في الدراسة، وتشرف على وضعه التعليمي".

وبالحديث عن الوضع الصحي لأحمد يقول الجد: "كان الوضع الصحي لأحمد في غاية الخطورة، ولكنه بحمد الله تماثل للشفاء، وهو الآن بصحة جيدة، ولكنه بحاجة إلى ست أو سبع سنوات ليشفى من كافة الحروق في جسده، فما زال لديه عمليات في يده وأذنه لم تجرَ بعد".

خضع أحمد منذ جريمة حرقه على يد المستوطنين هو وعائلته في منزلهم في قرية دوما جنوبي نابلس حتى الآن إلى حوالي 16 عملية جراحية تتفاوت في تعقيدها وخطورتها.

وبسبب خصوصية الوضع الصحي الذي يعاني منه أحمد عملت المدرسة التي تستقبل أحمد اليوم على تهيئة الظروف المناسبة لاستقباله في صفوفها ولمساعدته من النواحي الصحية والنفسية، حيث تم تجهيز الغرفة التي سيدرس فيها بمكيف، ومقعد خاص، وستائر، ووسائل تعليمية جذابة، وكذلك وفرت المدرسة بمساعده أقاربه وحدات صحية داخلية؛تجنب أحمد التعرض المباشر لأشعة الشمس.

من جانبها اعتبرت مديرة المدرسة أن: "هذه السنة مميزة بالنسبة لنا بوجود أحمد معنا، وتواصلنا مع مديرية التربية والتعليم لتوفير مرشدة  للمدرسة للتعامل مع أحمد بشكل خاص ومع باقي الطلاب بشكل عام، وباشرت عملها اليوم حيث كان لوجودها بين أحمد والطلاب أثر إيجابي وواضح".

وتقول: "من خلال ملاحظتي لأحمد أحسسته اليوم غير سعيد بجو الضجة والأضواء، ويرغب فقط في أن يعيش طفولته ببساطتها كأي طالب آخر في المدرسة".

وفي السياق ذاته وضحت مربية صف أحمد وزوجه عمه تغريد دوابشة: "أحمد اندمج مع الطلاب منذ اليوم الأول، ولكنه ما زال بحاجة إلى مراعاة خاصة تبعاً للظروف التي تعرض لها، وحادث حرق عائلته أثر على نفسية الطلاب والمدرسين بشكل كبير، وهو بحاجة  إلى فترة ليعتاد على المدرسة، وفي المنزل سنتعاون كلنا على الإشراف على تدريسه".

ما زال أمام أحمد الكثير الكثير ليتعلمه على مقاعد الدراسة، لكن أحدا لا يملك إنكار حقيقة ساطعة تعلمها أحمد بثمن باهظ فالذين يملكون محو دفء البسمات والعبرات يملكون أصابع غير أصابعهم فلسارق الطفولة في فلسطين ولقاتل الأحلام إسم واحد حفظه أحمد عن ظهر قلب.

Loading...