الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:40 AM
الظهر 12:38 PM
العصر 4:15 PM
المغرب 7:17 PM
العشاء 8:37 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

19 وردة على قبر الشهيد

القدس- رايــة:

فداء الرويضي- في بيت الشهيد ثائر أبو غزالة وقبل انتصاف الليل بساعات، رن جرس الهاتف، شاشته الصغيرة تحمل رقما مجهول الهوية، وإذ بها مخابرات الإحتلال تخبر أهله بأنها ستفرج عن جثمان ابنهم بعد أكثر من 300 يوما على استشهاده، "هو خبر يدعو لسرور أو للحزن، هل أفرح أن ابني سيتخلص من برود ثلاجات العذاب؟ أم أحزن لأن لحظة الوداع ستأتي مرة أخرى؟ هل هي أكثر وجعا من ألم الفقدان؟" لا وقت لهذه الإحتمالات التي تدور في ذهن أم الشهيد، فبعد ساعات ستحضن ابنها، ستدفئه، ستدفنه، وهي التي لطالما تحضرت لهذه اللحظة منذ أيام، لكن كل شيء تبخر حين ردت على تلك المكالمة.

توجهت الى لحظة الوداع بخطى موجعة، ثابتة، واثقة، خائفة، اختلطت المشاعر، لكنها لم تنسى ورود عمر ابنها الشهيد ثائر، حملت 20 وردة، نثرت منها  19 على قبره، واحتفظت بوردة أخرى عن السنة التي قضاها محتجزًا عند الاحتلال منذ ارتقائه.

هو ثائر أبو غزالة، الثائر الذي له من اسمه نصيب، هو الأكبر بين أشقائه الثلاث، كان يعمل في تصليح المكيفات "بتل أبيب"، استشهد في ذات المدينة المحتلة في الثامن من أكتوبر العام الماضي، لم يتردد الجندي الإحتلالي حين كبس زر زناد السلاح ليسقط ثائر أرضا، وتسقط معه الإبتسامة والأحلام، وترفعه الى جنة الخلد بإذن الله.

أمه التي ستعيش على ذكريات ثائر كلما نظرت الى الوردة الوحيدة التي احتفظت بها، تحدثت مع الصحافة ببرود تام، دون أن تسقط دمعة، وهي التي تعرف جيدا معنى  الدموع التي غطت وجنتيها لعام كامل، وكأن الله في لحظة ما أثلج قلبها، علها سحبت كل البرود في جثمان ابنها حين احتضنته وودعته، لينعم هو بدفئها، وتنعم هي ببرود قلبها.

فوقفت أمام كاميرات الصحافيين الذين استهدفتهم سلطات الاحتلال في هذه الليلة ومنعتهم من تغطية تسليم الجثمان وأبعدتهم عن المقبرة، بصوت خافت قالت لهم:" تعذبت كثيرا أثناء احتجاز ابني، لكنني دفنته اليوم ووضعت بيدي تراب القدس فوقه فهو شهيد، كان دمه يسيل وكأنه استشهد اليوم، بالرغم من أثار الصقيع التي تنائرت على جثمانه".

وحسب الشروط 25 شخصا فقط  من أفراد العائلة هم الذين شيعوا الجثمان، بعد أن دفعوا كفالة مالية قيمتها 20 ألف شيكل لضمان تنفيذ الشروط، وبعد ليلة موجعة قضاها أهل الشهيد ثائر أبو غزالة،  يبقى أهالي  الشهداء المقدسيين الثلاث بهاء عليان، وعبد المحسن حسونة، ومحمد أبو خلف بانتظار أن يفرج عن جثامين أبنائهم.

Loading...