"المعلم" يدخل موسوعة غينيس ك "أطول ممارس لمهنة القانون"
رام الله-رايــة:
حمل ثقل سنوات عمره التي جاوزت التسعين وجعبة ثمينة من الذكريات والتجارب والخبرات ليحجز بحذر الحكيم المخضرم موقعا له في موسوعة غينيس للأرقام القياسية بلقب "أطول ممارس لمهنة القانون". إنه المحامي الفلسطيني فؤاد شحادة الذي استحق هذا اللقب بجدارة ما يزيد عن ٦٦ سنة من ممارسة القانون.
وخلال الاحتفال الرسمي الذي أعلن من خلاله حصول شحادة على اللقب تعلقت عيون مئات الحضور بذلك الرجل الذي تمترس على كرسيه وقد أتعبت السنين قدماه فيما التف حوله المهنئون من الأصدقاء والزملاء والشخصيات السياسية والمجتمعية. عجز شحادة عن الإبصار لم يحل دون إصرار "المعلم"، كما يسميه تلامذته ومحبوه، على سؤال كل واحد من مهنئيه عن اسمه ولقبه وعمله.
افتتح الحفل بفيلم قصير لخص حياة وأحلام الرجل التسعيني صاحب اللقب بالصور والكلمات فإذا به يروي أيضا تاريخ وقضية وطن، ولعلها واحدة من مفارقات الحال الفلسطيني تلك التي جعلت من انطلاقة شحادة في عالم القانون متزامنة مع أحداث النكبة الفلسطينية ليبدأ المحامي الشاب آنذاك برحلة شاقة لرفع الظلم ونصرة المظلوم.
"كل مشواري كان محاولة لإنقاذ هذا الوطن من الأعداء المتربصين به" قال شحادة مخاطبا الحضور الذي صفق طويلا احتفاءا بالمعلم صاحب اللقب الذي شكك تواضعا خلال كلمته المقتضبة باستحقاقه لهذا التكريم، فما كان من الحضور سوى أن يطلق لتصفيقه العنان اعتراضا على هذا التواضع.
كلمة ممثلي موسوعة غينيس عرضت متلفزة على شاشة كبيرة توسطت الساحة الخارجية الساحرة لمبنى أثري يشي بعراقة المكان عله يليق بعراقة التجربة التي يمثلها المحامي شحادة المحتفى به ليس من قبل الأهل والأصحاب والتلاميذ فحسب، بل من قبل الرئاسة الفلسطينية ممثلة بمحافظ رام الله والبيرة ليلى غنام، والحكومة الفلسطينية ممثلة بوزير العدل على أبو دياك، وعدد من النقابات والهيئات والمؤسسات.
يذكر أن محامينا المخضرم يحمل رخصة ممارسة المحاماة من ثلاث نقابات مختلفة هي الأردنية، الفلسطينية والإسرائيلية ومازال حتى اللحظة يدير شركة المحاماة التي أسسها برفقة شقيقه وتضم اليوم أكثر من عشرة من المحامين المزاولين ومثلهم من المتدربين والمساعدين القانونيين ومن ضمنهم الجيل الرابع من العائلة.
ويمثل المكتب الذي يديره فؤاد شحادة اليوم، عشرات الشركات والمؤسسات المالية والاقتصادية والهيئات المحلية والجامعات والمؤسسات الدينية والاجتماعية والسفارات والقنصليات والبعثات الدبلوماسية على مستوى الوطن، بالإضافة الى عدد كبير من الشركات ومكاتب المحاماة العالمية التي تضع ثقتها به كل يوم لتمثيلها ورعاية مصالحها في فلسطين.
