الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:44 AM
الظهر 12:39 PM
العصر 4:15 PM
المغرب 7:15 PM
العشاء 8:34 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

الثوب الفلسطيني: بين الهوية والموضة

رام الله-رايــة:

(داليا اللبدي)

لجأت بعض المتاجر في السنوات الأخيرة الى بيع فساتين حفلات تُجاري الموضة لكنها تحاكي "الثوب" الفلسطيني بزركشاته وتلويناته التراثية، الأمر الذي اثار جدلاً في الشارع الفلسطيني بين من أحب الفكرة وشجعها وبين من انتقدها ودعا إلى الحذر منها بصفتها تضر بالتراث والتاريخ في غمرة معركة الهوية الثقافية والحضارية التي يخوضها الفلسطينيون ضد إسرائيل.

وظهرت في الآونة الاخيرة اشكال عدة للثوب الفلسطيني وطريقة تحديثه بشكل غير تقليدي تأخذ "طابعاً غربياً" فنجد مثلا الثوب الذي يحتوي على فتحة من جهة "الخصر" او "البطن" او من "الظهر"، او أن يكون دون "كتف".

مها السقا مديرة مركز التراث الفلسطيني في بيت لحم انتقدت في حديث لـ"رايــة" الفتحات والحركات في الثوب الفلسطيني، داعية إلى ضرورة المحافظة على هوية هذا الثوب، رغم عدم ممانعتها لوضع القماشة الحديثة عليه حتى يتم ارتداؤه يوميا وفي كل مناسبة، ولكن بشرط "أن يكون بالشكل المحتشم وان يُمنع بشكل مطلق تشويه رمزية هذا الثوب".

واضافت السقا انه "لا يجوز إهمال تراثنا وتناسيه حتى يظل ملكا لنا كفلسطينيين، وعند تحديث قماشة الثوب يجب ان نحدثها بشكل لا يخدش الحياء أو يطال زركشات الثوب التي تحكي قصة كل منطقة فلسطينية".

وأوضحت أن كل ثوب هو هوية لوجودنا في ارضنا، قائلة "نحن نعرف المرأة الفلسطينية من خلال ثوبها وعلينا المحافظة على هويتها مع امكانية مجاراتها الحداثة مثل التغيير في القبة الخاصة بالثوب لانها كانت قديما غير مريحة بشرط الحفاظ على الثوب من التشويه".

وشددت السقا على "أهمية التواصل بين الماضي والحاضر وتجسيد احترام كل فترة".

وفي كيفية تجسيد المحافظة على الثوب الفلسطيني من خلال الفعاليات او المهرجانات، قالت: "عندما يأتي ضيوف أجانب في مناسباتنا، فإننا نستقبلهم بالثوب الفلسطيني القديم". كما ونلجأ إلى ارتدائه في حفلات تخريج الجامعات وكذلك الأعراس.

ونوهت مها السقا الى انها قدمت مؤخرا "المريول" المدرسي الى وزير التربية والتعليم وعليه التطريز الفلسطيني وهو "مريول كنعاني فلسطيني"، موضحة "أنها حضرت 40 معرضا دوليا كان فيها الثوب الفلسطيني اجمل زي تقليدي".

من جهتها، قالت عيوش عبد السلام وهي مالكة لمحل مطرزات في رام الله في حديثها لـ"رايــة" إن هناك صنفين اثنين من الناس، فالبعض يطلب الثوب التقليدي عندما يكون هناك مناسبة وطنية مثلا، والبعض يطلب الثوب الحديث باشكاله عندما يكون هناك مناسبة كعرس او حفلة ما.

وعللت عبد السلام ان سبب الاقبال الكبير على التصميم الحديث مقارنة بالتقليدي بأن الحديث أقل تكلفة علاوة على أن الألوان فيه اكثر، كما ويتنوع القماش فيه اكثر، بمعنى آخر "تستطيع المرأة ان تضع القماشة التي تريد عليه".

وأشارت الى ان الجيل الحالي لديه اقبال على الثوب الحديث اكثر من القديم. وقالت ان التطريز ايضا دخل في قماشة ثوب العروس الابيض باللون الذهبي او الفضي. "فالتطريز دخل في كل شيء".

وفي المقابل، اوضحت السيدة ام محمد وهي الاخرى مالكة لمحل مطرزات لـ"رايــة" أن هناك دائما موديلات جديدة ولكن الثوب كتراث يجب المحافظة عليه.

وأضافت انها تعمل على موديلات حديثة ولكن دون المبالغة في تحديثها.

وحول رأي الفتيات بالثوب الحديث، قالت الفتاة الثلاثينية "ح. ر"، إنه لا مانع لديها من ان ترتدي الثوب الفلسطيني الحديث والذي يجاري صرعات الموضة من حيث الفتحة في الخصر او غيرها، فأنا احب ان اجاري الموضة في كل شيء فلا مانع لدي من ذلك".

واما الفتاة "ي. د" والبالغة من العمر 24 عاماً، فترى انه "من الطبيعي مع تطورات الحياة ان يصبح هناك تجديد بالفكر بما يناسب الاصل وهذا ما يحصل مع التراث، واندماج النمط التراثي مع النمط الحديث يساعد التراث على البقاء دون نسيانه".

من جهتها عبرت الفتاة ر.ش عن معارضتها تلك التغيرات المبالغة في "زركشات وقصات" الثوب، كونها تعمل على تشويه التراث وبالتالي ليس في مكانه الصحيح.

وختمت هذه الفتاة العشرينية بالقول لـ"رايــة": "شيء جميل أن يتم توظيف التراث والتطريز في حياتنا اليومية ولكن تشويهه مؤذي لي شخصيا لأن الحشمة وقصة الثوب الأصلية جزء من التراث، ولا يمكن ابعادها عن الموروث الإجتماعي والثقافي".

Loading...