الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:32 AM
الظهر 12:37 PM
العصر 4:15 PM
المغرب 7:21 PM
العشاء 8:42 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

"مرسيدس غزال 1927".. صنعت في غزة 2016 !

 

غزة- رايــة:

سامح أبو دية-

بين سيارة "غزال موديل 1927" وصانعها الغزّي "منير الشندي" قصة طويلة وحكاية عشق كلاسيكي، فمنذ أن لمح الشندي سيارته الكلاسيكية المفضلة من طراز "مرسيدس غزال موديل 1927" في الامارات، تولّدت لديه فكرة تصنيعها كلياً من ألفها الى يائها في غزة، تمهيداً لامتلاك تحفة فنية نادرة، كان يحلم في امتلاكها طيلة حياته.

لا يمكن لأحد تخيل تصنيع سيارة كلاسيكية بغزة، فالحصار المفروض عليها منذ 10 سنوات، وما نتج عنه من قلة المواد الخام، مروراً بأزمة الكهرباء، فضلاً عن صعوبة استيراد القطع اللازمة، لا يقرب حلم الشندي من الواقع أكثر مما هو الى المستحيل، لكن يبدو ان المستحيل يتوقف عند حدود غزة وتلفظه امواج بحرها.

كان الشندي "36 عاما" قد عمل في صيانة مثل تلك السيارة لمدة 13 عاماً في ورشة "تكساس" لتصليح السيارات الكلاسيكية القديمة في دولة الامارات، وفور عودته لقطاع غزة بدأ العمل على وضع تلك الفكرة حيز التنفيذ، لتحقيق حلمه في امتلاك السيارة الغزال التي أبهرت الغزيين فور نزلوها الى شوارع غزة.

وبدأ قبل عامين في ورشته الصغيرة بتصنيع وتكوين هيكل السيارة الأساسي وتمكن من صناعة بعض القطع الناقصة بشكل يطابق الأصل، بينما اضطر لاستيراد بعض أجزاء السيارة والاكسسوارات من الولايات المتحدة الأمريكية بمساعدة أصدقائه من الخارج، حيث استغرقت عملية الاستيراد 6 أشهر.

الحلم تحقق أخيراً وفي ظرف 19 شهراً متواصلة، اعاد الشندي 90 عاما باكملها لتسير في شوارع غزة، مرجعا الغزيين الى زمن اطلاق السيارة الكلاسيكية عام 1927 بعد ان صممها فرديناند بورشه، وساعدت شركة "مرسيدس" كي تهيمن على عالم سباقات السيارات في أواخر العشرينيات وبداية الثلاثينيات، ووفقا لمواقع السيارات الكلاسيكية أنتجت مرسيدس نحو 300 سيارة من هذا الطراز.

كيف جاء الغزال قصة طويلة لا يدرك تفاصيلها سوى شركات صنع السيارات حول العالم، لكن الحقيقة الناصعة ان الغزيين شاهدوه في شوارع غزة وذهلوا. وفي أول مرة قاد الشندي السيارة رفقة عائلته في أحد شوارع غزة المأهولة، كانت ملفتة جداً للنظر ومثيرة لاهتمام الناس عبر نظراتهم الغريبة للسيارة، "رجعتنا 90 سنة للوراء، شكرا لك على ارجاعنا للزمن الجميل"، يقول احدهم وأخرون يطلقون صيحات الاعجاب والدهشة.

وامام ذهول المشاهدين تلقى الشندي طلبات من كثيرين بتأجيرها لحفلات الزفاف، "لكن كنت أنصحهم بعدم قدرتها على أداء المهام بنجاح بسبب صغر حجمها الداخلي"، يقول الشندي الذي يرفض ايضا بيعها "لإن من يُقدّر قيمة سيارة مرسيدس غزال ومن يُقدّر قيمة التعب الذي لا يُقدر بالمال والذي استمر قرابة عامين لا يمكنه بيعها"، يضيف الشندي جالسا خلف مقود سيارته.

المواطن الغزي البارع، زوّد السيارة ذات اللون الأبيض بمحرك من طراز ميتسوبيشي بقوة 1600 حصان، وصنع لتحفته النادرة مقاعد سيارة ميتسوبيشي كلاسيكية بعد أن كساها بالجلد الأبيض والأحمر.

ويشير الى أن امكانية بيع تحفته المصنوعة كلياً في غزة، هو لغرض صناعة نماذج كلاسيكية أفضل من ذلك، متمنياً تبني فكرته وموهبته وتطويرها لصنع المزيد من أجل المشاركة في معارض عالمية ورفع اسم فلسطين فيها.

Loading...