الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:41 AM
الظهر 12:38 PM
العصر 4:15 PM
المغرب 7:16 PM
العشاء 8:36 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

"الحياني" يكسو غزة بالأحمر


غزة – راية
سامح أبو دية

يشتهر قطاع غزة بزراعة أشجار النخيل المثمرة، فمع بداية كل سبتمبر من كل عام، تبدأ مراسم قطف البلح "الحياني" والتي تتشابه الى حد كبير مع مراسم الأفراح، يبدأ خلالها عشرات النخالين بالاستعانة بمئات العمال استعداداً لإتمام عرس سنوي ينتظره مئات التجار وآلاف المواطنين.

موسم البلح 2016، يُعتبر أكثر المواسم انتاجاً، فوزارة الزراعة بغزة قدّرت انتاجية القطاع بـ (13 ألف) طن بلح سيتم استخدامها للتمر والعجوة والرطب، من جميع الأنواع وخاصة الحياني وبنت العيش والزيتوني والمتوسط والعامري.

 
ويتميز موسم جني البلح والذي يتركز في مدينة دير البلح؛ بطقوس معينة تستمر قرابة شهر ونصف، حيث يعتبر مصدر الرزق لآلاف المزارعين اللذين ورثوه عن أجدادهم، ويشكل لهم تراثهم، وارثهم التاريخي.

المتجول في طرقات القطاع لابد أن يجد البلح "الحياني" الأحمر في كل مكان، يغزو جميع الشوارع والمفترقات والأسواق وحتى محلات البقالة ومراكز التسوق والباعة المتجولين، فلم تشهد غزة منذ سنوات؛ وفرة في انتاج البلح كالعام الحالي، وقد اكتست غزة باللون الأحمر.

غير أن المزارعين يشتكون من تلك الانتاجية الكبيرة والتي ساهمت في تخفيض الأسعار الى حد غير مقبول، فذهبت الفائدة والربح الكبير الى التجار دونهم.

المزارع محمود أبو شاهين، أحد أقدم النخالين في فلسطين، يؤكد أن البلح هذا العام وفير جداً الا أن أسعاره المتدنية أصبحت تهددهم بتلقي خسارة كبيرة، في ظل عدم قدرتهم على التصدير للخارج.



ويقول أبو شاهين الذي يمتلك قرابة 450 شجرة نخيل: "أسعار الثمار لا تغطي تكاليف رعايته الباهظة، فالنخلة الواحدة تحتاج الى 80 شيكل ما بين علاج وأسمدة ومكافحة الحشرة وتلقيح ومياه لريها وأجرة قطفها، وفي ظل تدني الأسعار فنتوقع خسارة كبيرة، وخيبة أمل على المستوى المادي".

وبالعودة للتاريخ، فإن النخال المسن "أبو يوسف" صاحب الـ 86 عاماً، يُشير الى أن أفضل الأعوام التي مرت عليه على الإطلاق يعود لعام 1944 أي ما قبل الاحتلال الاسرائيلي ونكبة 1948، وهو العام الذي تمكن والده وجده من تصدير منتجهم من أرضهم في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة الى مدينة ( يافا ).

المزارع محمد سليم العطار "65 عاما" من مدينة دير البلح، يشتكي أيضا من تدني الأسعار الى حد كبير، وعزوف التجار والمواطنين عن الشراء بسبب كثرة انتاج البلح وخاصة "الحياني" منه، ويقول: "الناس بدها البلح ببلاش، بشيكل واحد للكيلو، أيعقل أقل من ذلك".

يضيف: "سأكون محظوظاً ان تمكنت من تغطية مصاريف زراعة البلح هذا العام"، مطالبا وزارة الزراعة بالسعي وراء فتح المجال أمامهم للتصدير الى الخارج.

عند وجودنا في أرض النخيل الخاصة بالعطار والتي تحتوي على 400 شجرة، حضر أحد التجار لشراء كمية من البلح ويبدو أنه يسعى الى تخزينها لبيعها "رطب" بعد فترة معينة، وفعلاً شاهدنا كم هي الأسعار مدنية ومنخفضة الى الضعف عن الموسم الماضي، ورغم تخفيض صاحب مزرعة النخيل السعر كثيراً، الا أن التاجر رفض، وطالب بنصف السعر الفعلي من أجل الشراء، فغادر دون أن يأبه لمشاعر المزارع الخاسر.

  

قابلنا التاجر الشاب أحمد ارميلات، والذي تحدث الينا عن الفائدة الجيدة للتجار هذا الموسم في ظل انخفاض اسعار البلح وسهولة تسويقه، فهو يتوقع أن يُسوّق داخل قطاع غزة، من 7 – 10 أطنان من الرطب والبلح، بزيادة واضحة هذا العام.

ولم يخفي ارميلات أنه يفكر في تخزين كمية أخرى من البلح في ثلاجات كبيرة، والمتاجرة فيه لاحقاً.

ويوجد في قطاع غزة ( 250 ألف) شجرة نخيل منها (150 ألف) نخله مثمرة و(100 ألف ) ما بين ستكون منتجة قريباً وفسيلة.

مدير دائرة البستنة في وزارة الزراعة بغزة م. محمد أبو عودة، أكد أن إنتاج محصول البلح في القطاع جيد مقارنةً بالأعوام السابقة حيث كان لاستقرار الأحوال الجوية وموسم الأمطار وتوزيعها دور في الوفرة إذ قدر الإنتاج بـ(13 ألف) طن بلح سيتم استخدامها للتمر والعجوة والرطب.

وأوضح أن الوزارة تسعى لتصدير منتج البلح الأحمر "رطب وعجوة" إلى الخارج، مطالبا الجهات الدولية بالتدخل لدى الاحتلال لفتح  المعابر.

يُشار الى أن السلطات الاسرائيلية سمحت بتصدير البلح الأحمر من غزة الى أسواق الضفة بعد أن سمحت بتصديره العام الماضي لأول مرة منذ 15 عاما.

Loading...